تغطية حذرة في الصحف الإيرانية لتهديدات ترامب بعد عطلة النوروز

عادت الصحف الإيرانية في طهران، بعد عطلة نوروز استمرت لمدة أسبوعين، إلى أكشاك المدينة، في وقت شهدت فيه الساحة السياسية تغييرات وتحولات كبيرة في العلاقات الخارجية الإيرانية خلال غيابها.

ميدل ايست نيوز: عادت الصحف الإيرانية في طهران، بعد عطلة نوروز استمرت لمدة أسبوعين، إلى أكشاك المدينة، في وقت شهدت فيه الساحة السياسية تغييرات وتحولات كبيرة في العلاقات الخارجية الإيرانية خلال غيابها. وقد تناولت الصحف الصادرة في طهران يوم 4 أبريل بحذر موقف الحكومة الإيرانية من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على صفحاتها الأولى.

ووصفت صحيفة “جوان” في مقالها الافتتاحي، تهديدات ترامب بـ “البلطجة المباشرة” في الدبلوماسية، لكنها حللت أن هناك “اختلافاً في الآراء” داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع إيران.

وأشارت الصحيفة المقربة من الحرس الثوري إلى “الاختلاف في الآراء” واعتبرت أن ترامب قد “بالغ” في الحديث عن إمكانية الهجوم على إيران من جزيرة دييغو غارسيا، واستنتجت أن “في ظل هذه الظروف، يمكن لإيران أن تدخل في دبلوماسية مع أميركا لتعبئة الرأي العام لصالحها، رغم أن احتمالات نجاح المفاوضات ضعيفة.”

من وجهة نظر كاتب الافتتاحية في “جوان”، فإن المسؤولين الإيرانيين في الوضع الحالي تحت ضغط لعدم رفض الدبلوماسية، ولكنهم في المرحلة الأولى يسعون لإقناع الرأي العام من خلال “الدبلوماسية غير المباشرة” بأن “المفاوضات مع واشنطن لن تثمر.”

أما صحيفة “كيهان” التي تتمسك بمواقفها المناهضة للغرب، فقد وصفت المفاوضات بـ “اللعبة الخداعية والمتكررة”، وأكدت أن أميركا في طريقها للضعف وأن إيران يجب ألا تخشى.

وفي عدة مقالات منفصلة، أشارت “كيهان” إلى ضعف أميركا وتوقعت أن تفضي فرض التعريفات الجمركية الجديدة إلى “انتحار اقتصادي” لترامب. كتب أحد كتّاب الصحيفة: “يجب شكر ترامب الذي سيقود أميركا إلى الدمار. نأمل أن يشهد 7 مليارات إنسان على هذا الحدث السار قريباً.”

أما الصحف المقربة من الإصلاحيين، فتأخذ موقفاً أكثر ليناً تجاه فكرة التفاوض مع أميركا.

فقد كان عنوان الصفحة الأولى لصحيفة ابتكار “أيام حساسة في علاقة إيران وأميركا”، حيث تمت تمييز كلمة “حساسة” باللون الأحمر.

وفي التقرير الأول للصحيفة، تم تحليل أنه بالرغم من التهديدات العسكرية، فقد أظهرت أميركا في النهاية استعداداً للتفاوض.

وفي هذا التقرير، تم الإشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي الذي قال إنه إذا تم حل مشكلة غياب الأسلحة النووية في إيران من خلال الدبلوماسية، فإن إسرائيل لن تعارض ذلك: “هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها مسؤول في حكومة نتنياهو مثل هذه التصريحات، لأن إسرائيل كانت قد عارضت أي نوع من المفاوضات مع الجمهورية الإسلامية حول الملف النووي… ومن المرجح أن تكون تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي ناتجة عن حصوله على معلومات من داخل الحكومة الأمريكية ومن ترامب نفسه بشأن عزمه على التفاوض مع إيران.”

وفي نهاية التقرير، تم الإشارة إلى زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقبلة إلى طهران، وتوصل التقرير إلى أن “زيارة غروسي إلى طهران في هذه المرحلة الحساسة مهمة بشكل خاص ويمكن أن تؤثر في زيادة أو تقليص التوترات. ورغم ذلك، يبدو أن الاحتمال الأكبر هو تقليص التوترات، ولن يغادر غروسي طهران خالي الوفاض.”

من جانبها، وصفت صحيفة “شرق” العلاقة بين إيران وأميركا بأنها “غامضة” وقالت إن كلاً منهما “على وشك اتخاذ قرار كبير”. وتعتبر “شرق” واحدة من الصحف القليلة التي تناولت تحليل احتمال قصف إيران أو انهيارها الداخلي.

وفي المقال الأول للصحيفة، أشار عبدالرحمن فتح اللهي إلى ثلاث سيناريوهات أمام إيران، حيث ناقش كل سيناريو من خلال رأي أحد الخبراء السياسيين:

  1. جلال ساداتيان: المفاوضات المباشرة بين إيران وأميركا أصبحت أقرب من أي وقت مضى.
  2. جلال میرزایي: أميركا تسعى إلى انهيار الاقتصاد الإيراني عبر الحرب النفسية، لا من خلال القصف.
  3. فرشيد باقريان: التوترات حقيقية، وهناك زيادة في احتمال اندلاع صراع عسكري.

وفي هذا التقرير، رأى باقريان، على عكس الخبراء الآخرين، أن احتمال اندلاع صراع عسكري مرتفع، قائلاً: “عندما يقول الخبراء إن طهران لا تبعد سوى بضعة أسابيع عن الوصول إلى قدرة إنتاج الأسلحة النووية، فإن هذا يشكل خطاً أحمر لإسرائيل والجناح المتشدد في السياسة الأمريكية.”

وأضاف قائلاً: “على الرغم من أن لا أحد يريد الحرب، إلا أن التاريخ أظهر مراراً أن سوء الفهم أو حادثاً صغيراً يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة. يجب على إيران أن تحافظ على استعدادها، بينما تمنع الوقوع في فخ الاستفزازات.”

أما صحيفة “اعتماد”، التي تتبنى نهجاً سلمياً، فقد خصصت أول مقال في الصحيفة لبيان المجتمع المدني الإيراني ردّاً على تهديدات أميركا. يُقصد هنا الرسالة التي كتبها مجموعة من الأساتذة والمحللين والصحفيين الإيرانيين إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، جاء فيها: “التعدي على إيران وأي عمل ضد قدراتنا الدفاعية ليس عملاً ضد الحكومة فقط، بل هو ضد الشعب الإيراني وسيؤدي إلى فوضى كبيرة في المنطقة ويضر بالعالم.”

وتوقعت صحيفة “آرمان ملي” أنه رغم التأكيد الأخير لترامب على المفاوضات المباشرة، “يبدو أن المفاوضات ستجري في الوقت الحالي بوساطة، لمعرفة إلى أين ستتجه الأمور في المستقبل. ما هو مؤكد أن الأيام والأسابيع القادمة ستكون مليئة بالأخبار والأحداث المتقلبة.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى