من الصحافة الإيرانية: كيف أصبحت أدوات الضغط الأوروبية الثلاثة على إيران غير فعالة؟

حقوق الإنسان والطاقة النووية السلمية والأمن القومي هي ثلاثة ملفات تعرضت فيها إيران لضغوطات من الغرب بناءً على الظروف والذرائع والادعاءات المتنوعة.

ميدل ايست نيوز: حقوق الإنسان والطاقة النووية السلمية والأمن القومي هي ثلاثة ملفات تعرضت فيها إيران لضغوطات من الغرب بناءً على الظروف والذرائع والادعاءات المتنوعة.

ثلاث محاور للضغط من أوروبا ورد إيران

وكتبت وكالة إرنا الحكومية في تقرير تحليلي أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أحدث اجتماع له اتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بانتهاك حقوق الإنسان، في وقت يتم فيه قصف المدارس والمراكز العلاجية في غزة وبينما تنشر صور غير قابلة للبث للأطفال الذين فقدوا أطرافهم. هذا التوجه لاقى انتقادات حادة من إيران، حيث نصح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، المملكة المتحدة وألمانيا وبقية الدول الغربية التي دعمت قراراً ضد إيران، بالتوقف عن اتباع سياسة الولايات المتحدة في فرض عقوبات غير قانونية وضد الإنسانية على الشعب الإيراني، إذا كانوا فعلاً مهتمين بحقوق الإنسان في إيران.

لكن هذه لم تكن كل ادعاءات الاتحاد الأوروبي، حيث أضافت “كيا كالاس”، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مجددًا أن الجمهورية الإسلامية تشكل تهديدًا كبيرًا للمنطقة واستقرار العالم، وزعمت أن إيران قد زادت من هذا التهديد من خلال دعمها لحرب روسيا في أوكرانيا. وتبرز التناقضات الغريبة في تصريحات كلاس عندما تقول ذلك من تل أبيب في إسرائيل، في وقت تتصدر فيه تكهنات حول هجوم عسكري أمريكي على إيران مع دعم من الكيان الإسرائيلي، الذي يواصل قصف المدنيين في غزة بمئات الأطنان من القنابل.

وردًا على هذه الادعاءات، نصح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بضرورة التركيز على الإبادة الجماعية في غزة، والاعتداءات المتكررة من هذا الكيان على لبنان وسوريا واحتلاله للأراضي التابعة لهما، إذا كانت مهتمة بالاستقرار والأمن في المنطقة.

وتستمر هذه الادعاءات جنبًا إلى جنب مع الاتهامات المتكررة من الاتحاد الأوروبي ضد البرنامج النووي الإيراني، لتكون نقطة تكرار مستمرة في تصريحات المسؤولين الأوروبيين ضد إيران. وتكرر المخاوف من تقدم البرنامج النووي السلمي الإيراني في وسائل الإعلام وعلى لسان المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لن تسعى أبدًا تحت أي ظروف للبحث عن أو إنتاج أو الحصول على أسلحة نووية.

وقد تكرر هذا الموقف في أحدث محادثة لوزير الخارجية مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث طلب من المسؤول الدولي اتخاذ موقف واضح تجاه التهديدات التي تتعرض لها المنشآت النووية السلمية الإيرانية. وكرر غروسي بدوره، رغم تصريحاته السابقة حول البرنامج النووي الإيراني، بشكل صريح أن إيران، رغم امتلاكها لاحتياطات من اليورانيوم المخصب، لا تمتلك سلاحًا نوويًا.

ويتجاهل الاتحاد الأوروبي التهديدات التي توجهها الولايات المتحدة ضد إيران، دون أي اعتبار للقوانين الدولية، علما أنه يتخذ مواقف إما صامتة أو يتخذ إجراءات بعيدة عن المبادئ الدولية. على سبيل المثال، عقدت الحكومة الفرنسية اجتماعًا طارئًا بزعم بحث البرنامج النووي الإيراني وإمكانية نشوب صراع بين إيران والولايات المتحدة، وهو إجراء لا يعتبر ردًا مناسبًا على هذه التهديدات، بل يزيد من تعقيد الوضع.

دروس من تاريخ المفاوضات بين إيران والغرب

إذا نظرنا إلى تاريخ المفاوضات بين إيران والغرب، نرى أن سياسة إيران الخارجية تقوم على مبدأ ثابت وغير قابل للتغيير: “العين بالعين”. بمعنى أنه إذا تلقت إيران إشارات تهديد من الغرب، فإنها سترد بمقاومة أكبر من أي وقت مضى، كما صرح وزير الخارجية الإيراني، بينما إذا رأت إشارات احترام وحوار من موقف متساوٍ، فإنها ستتصرف بما يتناسب مع ذلك.

وإذا كانت دول الترويكا الأوروبية، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، تمارس الضغط على إيران بهدف كسب ثقة الرئيس الأمريكي، فإن ذلك لن يؤدي إلى نتيجة جيدة، لأن ترامب يضع أولويات القوة والمكاسب الاقتصادية فوق كل شيء، وفي هذا السياق لن يكون قادرًا أو راغبًا في تقديم أي تنازلات للقارة الأوروبية. لذا، إذا أرادت الدول الأوروبية البقاء على طاولة المفاوضات مع إيران، فإن عليها أن تضع على جدول الأعمال خياراً آخر غير ابتزاز الولايات المتحدة من خلال تهديد طهران.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى