إيران.. توقعات بعجز تاريخي في الكهرباء خلال الصيف القادم

تشير الإحصائيات إلى أن استهلاك الكهرباء في إيران خلال الصيف المقبل قد يصل إلى 85 ألف ميغاوات، في حين أن قدرة التوليد في الشبكة في أفضل الأحوال تُقدّر بحوالي 65 ألف ميغاوات.

ميدل ايست نيوز: مع الارتفاع المبكر لدرجات الحرارة والنمو الملحوظ في استهلاك الكهرباء في الأيام الأولى من العام الإيراني، تتزايد التحذيرات من حدوث عجز غير مسبوق في شبكة الكهرباء الإيرانية. تشير الإحصائيات إلى أن استهلاك الكهرباء في الصيف المقبل قد يصل إلى 85 ألف ميغاوات، في حين أن قدرة التوليد في الشبكة في أفضل الأحوال تُقدّر بحوالي 65 ألف ميغاوات. هذا يعني أن البلاد ستواجه فجوة قدرها 20 ألف ميغاوات بين التوليد والاستهلاك.

وكتبت وكالة إيسنا في تقرير لها، أن الارتفاع في استهلاك معدات التبريد التي تشكل حوالي 35 ألف ميغاوات في فصل الصيف يعد أحد الأسباب الرئيسية لهذا العجز في الكهرباء. هذا الرقم يتجاوز إجمالي استهلاك الكهرباء في بعض الدول المجاورة، ويعكس شدة استهلاك الطاقة في إيران، وهي شدة لم تتراجع كما في العديد من الدول المتقدمة، بل كانت تتزايد.

وتسببت القيود على الموارد الوقودية في الشتاء الماضي في تعطيل عمليات صيانة المحطات الكهربائية، مما أدى إلى تأجيل بعض الإصلاحات الأساسية إلى العام الحالي، وهو ما يمثل خطرًا خاصة في ظل العمر المتوسط المرتفع لمحطات الكهرباء. وفي هذا السياق، أدى تراجع قدرة محطات الطاقة المائية بسبب الجفاف وخروج محطة بوشهر النووية من الخدمة للصيانة إلى تعقيد الوضع أكثر استعدادًا للصيف المقبل.

إعداد 36 حزمة إدارة استهلاك لمواجهة الصيف

من أجل مواجهة هذا الوضع الحرج، تركز وزارة الطاقة الإيرانية على إدارة الاستهلاك، وأعلنت عن إعداد 36 حزمة لإدارة الاستهلاك في الصيف. تهدف هذه الحزم إلى تقليل الحمل الاستهلاكي بما يصل إلى 10 آلاف ميغاوات باستخدام أدوات مثل العدادات الذكية ومراقبة الاستهلاك اللحظي. وقد أظهرت التجارب في السنوات السابقة أنه دون مشاركة الشعب والصناعات، سيكون من المستحيل تجاوز ذروة الحمل في الصيف.

وفي الوقت نفسه، يؤكد مسؤولو قطاع الكهرباء على أن الضغط على الشبكة لا يمكن السيطرة عليه دون تعاون الصناعات ومشاركة الشعب. لذا، طالبت الجهات المعنية الصناعات الكبيرة أن تشغل محطاتها الكهربائية الخاصة لتعويض جزء من الحمل الاستهلاكي. خاصة في ظل أن استهلاك الكهرباء في بداية العام الجديد قد زاد بنسبة تزيد عن 6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعد زيادة غير مسبوقة في هذا التوقيت.

وتشير التوقعات إلى أن الطلب على الكهرباء في الصيف الماضي قد زاد بمقدار 6800 ميغاوات، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو. إن تلبية هذا الحجم من الاستهلاك على المدى القصير لن يكون ممكنًا إلا من خلال تطوير محطات حرارية على نطاق واسع، وهو أمر غير واقعي في ظل الحاجة إلى استثمارات ضخمة ومدة المشاريع الطويلة والمشاكل المرتبطة بتوفير الوقود.

بناءً على ذلك، يركز صناع القرار في قطاع الطاقة الإيراني على تغيير مسار صناعة الكهرباء في إيران، حيث يراهنون على التركيز على إدارة الاستهلاك وتطوير الطاقة المتجددة كطريقين متوازيين سيساعدان البلاد على الخروج من الأزمة. على الرغم من أن بعض محطات الطاقة المتجددة يمكن أن تدخل الخدمة في فترة زمنية أقصر، إلا أن الوقت والاستثمار والتنسيق الوطني هي مفاتيح لتجاوز الصيف الذي من المتوقع أن يكون أكثر سخونة من أي وقت مضى.

إقرأ أكثر

وزارة الطاقة الإيرانية تحذر من عجز في الكهرباء خلال الصيف يصل إلى 24 ألف ميغاواط

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى