من الصحافة الإيرانية: المرحلة الأكثر صعوبة وتعقيدا في المفاوضات الإيرانية الأميركية

يرى دبلوماسي إيراني سابق في المملكة المتحدة أن احتمال قبول إيران بتقليص مدى صواريخها خلال مفاوضاتها يوم السبت مع الولايات المتحدة ضئيل للغاية، لأن هذا هو نقطة قوتها.

ميدل ايست نيوز: من المقرر أن تجرى مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، يرأسها عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شؤون الشرق الأوسط.

وكتب عراقجي على حسابه على”إكس” قبل سفره إلى الجزائر: “هذه فرصة وأيضًا اختبار. الكرة في ملعب أمريكا”. تأتي هذه التصريحات في وقت قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران ستواجه خطرًا كبيرًا إذا فشلت مفاوضات يوم السبت. وكان ترامب قد أكد خلال لقاءه مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض أن المفاوضات مع إيران ستكون مباشرة.

وعلى وقع هذا، تثار عدة أسئلة حول كيفية إجراء المفاوضات واستراتيجيات نجاحها وآفاقها المستقبلية. وفي حوار مع “فرارو“، أجاب جلال ساداتيان، الدبلوماسي الإيراني السابق في المملكة المتحدة، والخبير في السياسة الخارجية، على هذه الأسئلة.

ويتكوف لديه خلافات جدية مع نتنياهو

وقال ساداتيان: استنادًا إلى كل المواقف التي رأيناها من القيادة الإيرانية والمسؤولين الأمريكيين، يبدو أن الظروف تسير نحو الاتجاه الذي يمكن أن يدفعنا إلى الدبلوماسية. صحيح أن ترامب حاول في الأشهر الأخيرة استخدام تهديدات بالهجوم العسكري، لكن هذه التهديدات كانت، كما يوحي اسمها، مجرد أداة للضغط على إيران لدخول المفاوضات المباشرة. ولكن القضية المهمة في هذه الأيام هي كيفية تنظيم المفاوضات. كما أن من المهم جدًا أن نعرف مَن مِن الجانب الإيراني سيبدأ ويواصل المفاوضات. المفاوضات صعبة للغاية، ولا يمكن لأي شخص أو مسؤول أن يتحمل المفاوضات التي تتطلب تلبيتها لجميع مطالب الطرفين. نحن الآن في وضع لا نريد فيه أن تتوقف المفاوضات بسرعة وتصل إلى طريق مسدود، ومن جهة أخرى يجب أن نعمل بطريقة تحافظ على مصالح إيران الوطنية.

وأضاف: ترامب يزعم أنه يفضل الآن إدراج المفاوضات في جدول الأعمال، وخاصة المفاوضات المباشرة. لكن من سيرسل ترامب يوم السبت للمفاوضات؟ ويتكوف هو الشخص الذي قدم خطة لوقف إطلاق النار بين غزة ولبنان، ولديه اختلافات جدية مع نتنياهو، لذلك يمتلك القدرة الكافية لتحريك المفاوضات في الاتجاه الإيجابي.

أصعب وأعقد مفاوضات

وأشار ساداتيان إلى أن “الأمريكيين ليسوا فقط مهتمين بقضايا البرنامج النووي الإيراني، بل لديهم أيضًا تحفظات بشأن مواقف إيران في المنطقة ومدى قدرة صواريخها. بالنسبة للملف النووي، لا أعتقد أننا سنواجه مشكلة كبيرة. حتى عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، لم تكن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي. بشكل عام، إيران ليست في طريقها للحصول على سلاح نووي. حتى التوترات التي حدثت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت في الغالب بسبب سلوك المفتشين الذين كانوا يحاولون التجسس في البلاد وتحويل معلومات. على أي حال، كل طرف لديه مطالبه وامتيازاته، وتحقيق التوازن بين هذه المطالب يتطلب مهارة خاصة. أما بالنسبة لنفوذ إيران في المنطقة، فقد سعت الولايات المتحدة إلى تقليص هذا النفوذ بأي طريقة ممكنة”.

وأوضح الدبلوماسي الإيراني السابق في المملكة المتحدة: أعتقد أن احتمال قبول إيران بتقليص مدى صواريخها ضئيل للغاية، لأن هذا هو نقطة قوتها. بناءً عليه، إذا كنت سأصنف القضايا، أعتقد أن الملف النووي هو الجزء الأبسط، بينما القضايا الإقليمية ستكون الجزء الأوسط، وقضايا الصواريخ ستكون الجزء الأصعب والأكثر تعقيدًا. من هنا، أؤكد مجددًا على أهمية معرفة من سيجري المفاوضات، لأن هذه المفاوضات متعددة الأبعاد ويجب أن نفهم هذه الأبعاد بشكل جيد.

وفيما يتعلق بمستوى استعداد الفريق الإيراني للمفاوضات، قال ساداتيان: سيكون من الإيجابي للغاية أن يستعين السيد عراقجي بمستشارين أقوياء لتعزيز الفريق المفاوض. كلما كان الفريق المفاوض يملك دعمًا ومشاورات من مستشارين ذوي خبرة، ستكون النتائج النهائية أقوى. نحن في واحدة من أكثر الفترات حساسية في السياسة الخارجية بعد الثورة، ويجب أن نكون حذرين في نفس الوقت من الرأي العام المحلي ونوعية المفاوضات مع الخارج.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى