غرفة تجارة طهران: مجرد الإعلان عن اتفاق محتمل قد يخفض سعر الصرف بنسبة 30%

قال عضو هيئة ممثلي غرفة تجارة طهران إن التوصل إلى توافق بين إيران والولايات المتحدة من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الإيراني في المدى القصير.

ميدل ايست نيوز: قال عضو هيئة ممثلي غرفة تجارة طهران إن التوصل إلى توافق بين إيران والولايات المتحدة من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الإيراني في المدى القصير، ويمنح البلاد فرصة «للتنفس الاقتصادي»، مشيراً إلى أن المشاكل التي تواجه الاقتصاد الإيراني – بما في ذلك قطاع التجارة – ناتجة بالدرجة الأولى عن العقوبات الخارجية المفروضة خلال العقود الماضية، لكن في الوقت ذاته لا يمكن تجاهل تأثير سوء الإدارة والاختلالات الداخلية التي أسهمت بدورها في تفاقم الوضع الاقتصادي.

وأوضح مهراد عباد، في مقابلة مع وكالة إیلنا، أن هذه العوامل المزدوجة – العقوبات الخارجية والضعف الإداري المحلي – حالت دون تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وساهمت في ارتفاع معدلات التضخم، وأدت إلى تراجع مستمر في قيمة العملة الوطنية. وأضاف: «لقد وصل الأمر إلى درجة أن قيمة الريال تتأثر بشكل ملحوظ بين ليلة وضحاها نتيجة تعليق أو تغريدة على مواقع التواصل».

وبشأن تأثير التوافق المحتمل بين طهران وواشنطن، أشار عباد إلى أن مجرد الإعلان عن الاتفاق قد يؤدي إلى انخفاض سعر الصرف في السوق الحرة بنسبة تصل إلى 30% بشكل «ذاتي»، مستشهداً بانخفاض سعر الصرف بنسبة 7% إثر الإعلان عن موعد جولة المفاوضات المقبلة.

وفيما يتعلق بمطالب الوفد الإيراني، أكد عباد أن الهدف الأساسي للدبلوماسيين الإيرانيين هو رفع جميع العقوبات «الظالمة» المفروضة على البلاد، لكنه شدد على أن التحديات المرتبطة بهذه العقوبات، وخاصة الأمريكية منها، لن تُحل في المدى القصير حتى مع التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن الانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) قد يستغرق عامين على الأقل، ما لم تُسرّع الإدارة الأمريكية الإجراءات عبر إصدار قرارات تنفيذية خاصة.

كما لفت عضو غرفة تجارة طهران إلى أن نحو 90% من الاقتصاد الإيراني ما يزال يخضع لسيطرة الدولة، مؤكداً أن تحقيق النمو الاقتصادي يتطلب إلى جانب رفع العقوبات، إصلاحات بنيوية داخلية عميقة.

واختتم عباد تصريحه بالتأكيد على أن إيران تمتلك إمكانيات اقتصادية كبيرة، إلا أن العقوبات أدّت إلى كبح العديد من هذه الطاقات، مضيفاً أن رفع العقوبات سيفتح الباب أمام عودة الاقتصاد الإيراني إلى الساحة الدولية، ويتيح له التحرك بما يخدم مصالحه الوطنية.

وأشار في النهاية إلى أن أي اتفاق لن يكون مستداماً ما لم يكن قائماً على قاعدة «رابح-رابح»، حيث يقدم كل طرف تنازلات متبادلة، مشدداً على ضرورة متابعة مسار المفاوضات لمعرفة اتجاهها النهائي.

وكان الرئيس ترمب قد عرض إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران في رسالة بعث بها إلى المرشد الإيراني الأعلى مطلع الشهر الماضي. وهو أعلن، الاثنين، أن بلاده وإيران بدأتا محادثات مباشرة في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «نجري محادثات مباشرة مع إيران، وبدأت بالفعل. ستبدأ السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث».

غير أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رفض المحادثات المباشرة «مع طرف يُهدد دائماً باللجوء إلى القوة». ولكنه أكد استعداد بلاده «لتجربة مسار المفاوضات غير المباشرة».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن شخص مطلع، طلب عدم نشر اسمه، أن «المسؤولين الإيرانيين فوجئوا بإعلان ترمب»، مذكراً بأنه «لسنوات، كان الحوار المحدود بين واشنطن وطهران يُجرى عبر وسطاء ينقلون الرسائل بين الجانبين».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى