محادثات أميركية إيرانية متوقعة.. لماذا في سلطنة عمان؟
عاد اسم سلطنة عمان في الظهور مع الأنباء التي أشارت إلى أنها سوف تستضيف محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج الأخيرة النووي.

ميدل ايست نيوز: عاد اسم سلطنة عمان في الظهور مع الأنباء التي أشارت إلى أنها سوف تستضيف محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج الأخيرة النووي.
وبينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها ستكون “محادثات مباشرة”، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن إيران والولايات المتحدة ستجتمعان في عُمان في 12 أبريل لإجراء محادثات “غير مباشرة رفيعة المستوى”.
وتتمتع عُمان بمكانة فريدة باعتبارها وسيطا موثوقا ومحايدا في أزمات الشرق الأوسط، وهذا الموقف الوسطي ينبع من أنها لا مواقف ضد إيران وفي الوقت ذاته لا تتفق كلية مع المواقف الأميركية.
وتمتع عُمان باستقرار سياسي ولم تتورط في حروب، وأجهزة استخباراتها سرية وموثوقة، ما يساعد على الحفاظ على السرية والأمن خلال أي مفاوضات حساسة.
وتتميز أيضا بقربها الجغرافي من إيران ودول الخليج.
وتتبنى عمان المذهب الإباضي ما يبعدها نسبيا عن الانقسام السني الشيعي في المنطقة.
وهذا الحياد الجيوسياسي والديني النسبي والأهمية الجغرافية منح عُمان مرونة ملحوظة في تنفيذ أهداف سياستها الخارجية.
وطالما عُرفت سلطنة عمان بدورها في تقريب وجهات النظر داخل البيت الخليجي أو بين دول الخليج العربية وجيرانها في الكثير من القضايا الحساسة.
ورغم كونها عضوا في مجلس التعاون الخليجي، تميزت بعلاقات حسنة مع إيران، وتبنت مواقف محايدة وأحيانا مخالفة للإجماع الخليجي في عدد من القضايا الإقليمية، من دون أن تتخلى عن حرصها على نبذ الصدام وإبقاء باب الحوار مفتوحا مع جميع الأطراف.
ولم تشارك مسقط عواصم الخليج في عملية “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وحاولت المساعدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، رغم قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين الرياض وطهران.
وبالإضافة إلى تهدئة التوترات السعودية الإيرانية، بذلت مسقط جهودا لمساعدة البحرين ومصر على استئناف الروابط مع إيران.
ومنذ أن أعادت السعودية وإيران تطبيع علاقاتها الدبلوماسية في 2023، نقل السلطان، هيثم، الرسائل بين مصر وإيران. عندما زار مصر في 21 مايو 2023 والتقى رئيسها، عبد الفتاح السيسي.
وبعد أسبوع، اجتمع السلطان هيثم في طهران بالرئيس الإيراني حينها، إبراهيم رئيسي، وبالمرشد الأعلى، علي خامنئي الذي قال “إننا نرحب بإعلان سلطان عُمان عن رغبة مصر في استئناف العلاقات مع جمهورية إيران الإسلاميّة ولا نعارض هذا الأمر”.
وتوسطت مسقط بين طهران وواشنطن في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015.
وحتى الأسابيع الأخيرة من ولاية الرئيس الأسبق، باراك أوباما، في 2016، حاول المسؤولون العُمانيون مساعدة الإدارة الأميركية على التوسط لوقف إطلاق النار بين الفصائل المتحاربة في اليمن، واستضافت مسقط محادثات بين واشنطن والحوثيين في نوفمبر 2016.
واختارت طهران الرد على رسالة من ترامب إلى خامئني الشهر الماضي عبر عمان.
وفي تصريحات لوكالة “تسنيم”، أوضح مسؤول إيراني أن “سلطنة عمان لعبت دور الوسيط سابقا، سواء خلال مفاوضات الاتفاق النووي أو في التفاعلات الدبلوماسية الأخيرة”.