اتفاق إيراني أمريكي بمواصلة المحادثات الأسبوع المقبل و حديث “لبضع دقائق” بين عراقجي وويتكوف
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان رسمي انتهاء المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط مع الاتفاق على استمرار المفاوضات في الأسبوع المقبل.

ميدل ايست نيوز: أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان رسمي انتهاء المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط مع الاتفاق على استمرار المفاوضات في الأسبوع المقبل كاشفة عن حديث لـ”بضع دقائق” بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأمريكي.
وأكد البيان الرسمي الصادر مساء اليوم السبت أنه في هذه المحادثات التي جرت بوساطة سلطنة عمان، تبادل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وستيف ويتكوف الممثل الخاص لرئيس الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، مواقف حكومتيهما بشأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات ضد إيران من خلال وزير خارجية سلطنة عمان، في أجواء بناءة قائمة على الاحترام المتبادل.
وتابعت: اتفق الطرفان على أن تستمر هذه المحادثات في الأسبوع المقبل.
وختم البيان بالقول: يُشار إلى أنه بعد انتهاء أكثر من ساعتين ونصف من المفاوضات غير المباشرة، تحدث رئيسا الوفدين الإيراني والأمريكي لبضع دقائق بحضور وزير الخارجية العماني أثناء مغادرتهما المحادثات.
وقال عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، السبت، إن جلسة اليوم التفاوضية استمرت لساعتين ونصف و”قام وزير الخارجية العماني بنقل الرسائل بين الطرفين أربع مرات”، مضيفاً أن المفاوضات جرت في “أجواء هادئة ومحترمة ولم تسخدم أي لغة غير مناسبة وأظهر الطرفان تعهدهما بالمضي قدماً في الحوارات حتى الوصول لاتفاق مطلوب لهما”.
وأوضح عراقجي أن الطرف الأميركي “حاول كثيراً أن يظهر إرادته لاتفاق مناسب وعادل”، مشيراً إلى أنه “في الوقت الراهن ينبغي تقييم هذه الجولة من المفاوضات” مبيناً أن الجولة الثانية من المفاوضات ستُعقد السبت المقبل وتستضيفها عُمان، مشيراً إلى أن أجواء مفاوضات اليوم “تضمن استمرارها ونسعى خلال الجولة المقبلة إلى خوض الأطر العامة لاتفاق”.
وأكد عراقجي أن الطرفين لا يريدان هدر الوقت وإجراء مفاوضات استنزافية من دون نتيجة، موضحاً أن الطرف الأميركي أكد عزمه على التوصل لاتفاق في أسرع وقت ممكن “لكن هذا ليس عملاً سهلاً وبحاجة لإرادة من الطرفين”.
وانطلقت في مسقط ظهر اليوم محادثات أميركية إيرانية بشأن البرنامج النووي لطهران، وهو ما يعد أول تقدم في هذا الملف بين الجانبين منذ سنوات.
وحضر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف افتتاح الحوار الذي قامت سلطنة عمان بدور الوساطة فيه.
وأفادت مصادر إيرانية بأن المحادثات ستعقد بشكل غير مباشر من خلال وسيط، على الرغم من أنه قد يتم عقد اجتماع مباشر بين ويتكوف وعراقجي، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويعد الاجتماع أول تقدم كبير منذ سنوات في المفاوضات المتوقفة حول البرنامج النووي الإيراني. لكنه يأتي في ظل تهديد من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعمل عسكري إذا لم توافق طهران على اتفاق جديد للحد من برنامجها النووي.
وخلال فترة ولايته الأولى في الرئاسة، انسحب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الذي تفاوض عليه سلفه باراك أوباما وتم توقيعه عام 2015.
وعاد ترامب أمس الجمعة ليكرر تهديداته لإيران، مؤكدا أنها ستدفع ثمنا باهظا إن لم توافق على التخلي عن برنامجها النووي.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية: “أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ويتكوف، الذي سيقود الوفد الأميركي، قوله إن “الخط الأحمر” للإدارة الأميركية هو منع إيران من إنتاج سلاح نووي، وإن تفكيك برنامجها النووي هو المطلب الأول، لكنه أشار إلى أن واشنطن ستكون منفتحة على “طرق أخرى للتوصل إلى تسوية”.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الجمعة إن على الولايات المتحدة أن تقدر قرار طهران الانخراط في المحادثات رغم ما وصفتها بالدعاية العدائية الدائمة من جانب واشنطن.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله “دون تهديدات وترهيب من الجانب الأميركي، سيكون هناك احتمال جيد للتوصل لاتفاق.. نحن نرفض أي إكراه أو استقواء”.
وتقول إيران إن برنامجها لأغراض سلمية بحتة ومشروعة، لكن الغرب يقول إنه يتجاوز بكثير أي احتياجات مدنية، ويشتبه في أن طهران تصنع سلاحا نوويا.
وقبيل انطلاق المفاوضات، أدلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بتصريحات صباح اليوم أكده فيها أن المفاوضات ستكون غير مباشرة وأنها “ستشمل الملف النووي فقط وأغلب المواضيع الأساسية والجوهرية ستتضح خلالها”.
وأكد أن بلاده لديها الإرادة اللازمة للتوصل لاتفاق من موقع متكافئ يؤدي إلى تحقيق مصالحها الوطنية، و”إذا كانت هناك جدية لدى الجانبين فسنتخذ القرار بشأن الجدول الزمني للمحادثات”.