صحيفة تابعة لمكتب المرشد الأعلى الإيراني توضح أسباب القبول بالمفاوضات غير المباشرة
حذّرت النشرة من التفاؤل الزائد بالمفاوضات، معتبرة أن ذلك يبعث برسائل خاطئة إلى الطرف المقابل، ويضع الوفد الإيراني تحت ضغوط غير مبررة.

ميدل ايست نيوز: نشرت النشرة الأسبوعية التحليلية «خط حزبالله»، التابعة لمكتب المرشد الأعلى الإيراني، في عددها الأخير الصادر قبل يوم من انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، صورة لعباس عراقجي، مرفقة بعنوان «اختبار عمان ويد إيران العليا»، متضمّنة في افتتاحيتها تحليلاً لمسار الأحداث بين البلدين، الذي دخل مرحلة جديدة وأكثر تسارعًا من السابق.
وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن افتتاحية النشرة أشارت إلى إعلان الرئيس الأمريكي مساء الاثنين من البيت الأبيض، معتبرة أن هذا الإعلان أدخل مسار التفاعلات بين طهران وواشنطن في مرحلة جديدة وسريعة الوتيرة.
وأضافت الافتتاحية أن تصريحات الرئيس الأمريكي تبعتها تحليلات وتكهنات وردود فعل واسعة في وسائل الإعلام الغربية والمعارضة، وكذلك على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذه الوسائل سعت لتصوير الأمر على أن إيران تراجعت عن مواقفها السابقة بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة، وأن سياسة الضغط التي انتهجتها إدارة ترامب قد أثمرت.
أسباب القبول بالمفاوضات غير المباشرة
وأوضحت النشرة أن موافقة إيران على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة تعود إلى سلوك ومواقف واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي، حيث كانت تسعى باستمرار إلى اتفاق يتجاوز الإطار النووي. وأكدت أن المفاوضات غير المباشرة لإحياء الاتفاق جرت خلال فترتي حكومتي حسن روحاني وإبراهيم رئيسي، دون أن ترفضها الجمهورية الإسلامية، مشيرة إلى أن ما حال دون التوصل إلى نتائج ملموسة هو ابتزاز الجانب الأمريكي وطرحه لقضايا خارج الملف النووي.
وأضافت أن التهديدات العسكرية الأمريكية والتحركات الاستفزازية لم تؤثر على حسابات طهران، مشيرة إلى أن التحول في الموقف الأمريكي بدأ عندما تراجع الرئيس الأمريكي في رسالة له عن مواقفه السابقة، وأبدى استعدادًا لحصر التفاوض في الملف النووي. واعتبرت النشرة أن هذا التراجع، إلى جانب محاولات واشنطن تحميل طهران مسؤولية التوترات أمام الرأي العام العالمي وداخليًا، دفع الجمهورية الإسلامية إلى الرد على الرسالة، بشكل يفتح المجال للتعامل وفق صيغة المفاوضات غير المباشرة، مع الحفاظ على موقف حازم تجاه تصريحات ترامب.
يد إيران العليا في المفاوضات
وأكدت النشرة أن الولايات المتحدة تسعى لإظهار امتلاكها اليد العليا في مسار التفاوض، إلا أن المعطيات حتى الآن تشير إلى أن إيران هي من تملك الأفضلية. ولفتت إلى أن هذه الأفضلية تتجلى في ثلاثة محاور أساسية: حصر المفاوضات في الملف النووي، اختيار مكان التفاوض، واعتماد الطابع غير المباشر لها.
وفي ما يتعلق بحصر التفاوض في الملف النووي، شددت النشرة على أن التراجع الأمريكي لا ينبغي أن يكون سببًا للتفاؤل، لافتة إلى أن واشنطن معتادة على نقض العهود وقد تطرح قضايا غير مرتبطة أثناء التفاوض، مثل القدرات الدفاعية والمسائل الإقليمية. وأضافت أن الطبيعة غير المباشرة للمفاوضات تمنح طهران فرصة الانسحاب من العملية دون تكاليف كبيرة، في حال طرحت واشنطن قضايا خارج الإطار النووي.
وأشارت إلى أن محاولات الرئيس الأمريكي تصوير المفاوضات على أنها مباشرة تأتي في إطار حملة نفسية وضغوط إعلامية تهدف إلى دفع إيران للقبول بمفاوضات مباشرة، رغم أن واشنطن وافقت عمليًا على الطابع غير المباشر للتفاوض.
وفي ختام المقال، حذّرت النشرة من التفاؤل الزائد بالمفاوضات، معتبرة أن ذلك يبعث برسائل خاطئة إلى الطرف المقابل، ويضع الوفد الإيراني تحت ضغوط غير مبررة. كما شددت على أن أي اتفاق محتمل بين البلدين، حتى إن تم التوصل إليه، لن يكون حلًا للأزمة الاقتصادية في إيران، مؤكدة أن التعويل على اتفاق مع الولايات المتحدة يُعدّ رهانًا على أوهام لا أساس لها.