من الصحافة الإيرانية: المفاوضات مع أميركا ذكية ومطلب رئيسي من قبل الشعب الإيراني
تطلع طهران في المفاوضات الحالية إلى رفع العقوبات، بينما تأمل الولايات المتحدة في أن تقدم إيران توضيحات حول برنامجها النووي.

ميدل ايست نيوز: في ظل الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة برئاسة مسعود بزشکیان وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، دخلت طهران وواشنطن مجددًا في مرحلة المفاوضات غير المباشرة. في هذه المفاوضات، تطلع طهران إلى رفع العقوبات، بينما تأمل الولايات المتحدة في أن تقدم إيران توضيحات حول برنامجها النووي.
وتعتبر هذه المفاوضات الثنائية غير المباشرة حدثًا غير مسبوق في تاريخ العلاقات المتقلبة بين طهران وواشنطن، ويبدو أن الهدف المشترك للطرفين هو إخراج العملية من المأزق الحالي ومعرفة الحدود القصوى والحد الأدنى لمطالب كل طرف.
وفي تقرير لوكالة “إرنا“، قال حسين عادلي، في رده على سؤال حول العوامل التي أدت إلى تشكيل هذه المفاوضات بين طهران وواشنطن، إن “إصدار إذن لإجراء هذه المفاوضات يعد خطوة ذكية جدًا، تتماشى مع المصالح الوطنية ومع إرادة غالبية الشعب الإيراني”. وأضاف: “الشعب الإيراني الآن يرغب في أن تتابع الحكومة هذا المسار لرفع العقوبات، وهو أمر يعكس عزتنا وثقتنا بأننا لا نخشى المفاوضات ولدينا القدرة على إجرائها.”
وأوضح السفير الإيراني السابق في بريطانيا أن إيران تمتلك العديد من الأوراق في هذه المفاوضات، ومن أبرزها الدعم الشعبي للمفاوضات. وأشار إلى أنه في حين كانت المفاوضات في السابق تشمل أطرافًا أخرى مثل روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، فإن التركيز الآن على المفاوضات الثنائية (غير المباشرة) قد يساعد في تسريع العملية وزيادة فعاليتها.
وعن شروط طهران لتحويل المفاوضات من غير مباشرة إلى مباشرة، قال حسين عادلي: “أعتقد أن هذا هو مسار طبيعي يتم اتباعه الآن. بما أن المفاوضات أصبحت الآن بين إيران والولايات المتحدة فقط، ولو بوساطة، وفي غياب أطراف أخرى، فإن هذا مؤشر على اقتراب المفاوضات المباشرة، وهو ما سيكون ممكناً إذا وثقت طهران في البداية بأن العملية ستوفر فوائد إذا استمرت.”
وفيما يتعلق بمراحل المفاوضات المستقبلية، أوضح عادلي أنه من المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة ومليئة بالتحديات، حيث تتابعها عن كثب كل من الدول الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الشعب الإيراني الذي يهمه أن تحقق هذه المفاوضات مصالحه الوطنية.
وأكد عادلي أيضًا أن “المصالح الوطنية الإيرانية يجب أن تكون هي المرجعية الرئيسية في هذه المفاوضات”. وأوضح السفير الإيراني السابق في اليابان أن المفاوضات يجب أن تتم بشكل تدريجي، حيث تقدم إيران خطوة تلو الأخرى، ويتبعها الطرف الآخر خطوة مماثلة.
وفيما يتعلق بالاختلاف في نهج المفاوضات بين الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والرؤساء السابقين، قال عادلي: “من المهم أن نفهم أن المفاوضات الحالية تجري مع ترامب شخصيًا وليس مع الإدارة الأمريكية فقط. هناك اختلافات جوهرية بين شخصية ترامب والإدارة التقليدية للحكومة الأمريكية. لذا يجب أن ندرك أن الدبلوماسية التقليدية قد لا تكون فعّالة في هذه المفاوضات، لأن ترامب ليس دبلوماسيًا تقليديًا بل استراتيجي في الصفقات، حيث يركز على تحقيق النتائج بدلاً من الانشغال بالتفاصيل التقليدية لعملية التفاوض.”