من الصحافة الإيرانية: محادثات عمان تحمل تأثيرا إقليميا وعالميا كبيرا
لا يمكن اعتبار هذه المفاوضات مجرد مفاوضات بين بلدين فقط، لأنها مفاوضات ذات تأثير على مستوى المنطقة وهي جزء من معادلات عالمية.

ميدل ايست نيوز: بدأت في عمان يوم أمس السبت الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، حيث قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن “جدار عدم الثقة العميق” بين طهران وواشنطن يشكل عقبة رئيسية في طريق التوصل إلى اتفاق. وبينما لا يمكن لأي تحول مثل الاتفاق الذي يهدف إلى بدء عملية تخفيف التوترات بين إيران والولايات المتحدة من أجل إحياء الاتفاق النووي أن يُصبح نقطة تحول في الوضع المعقد في الشرق الأوسط، إلا أن هذا المسار يحمل طابعا مهما.
وحول بدء هذه المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في عمان، قال “إبراهيم رحيم بور”، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، والمحلل السياسي في تصريحات لوكالة إرنا الرسمية: “ما بدأ في عمان هو بوساطة من عمان، والهدف الرئيسي من هذه الجولة الأولى هو أن يتحقق الطرفان من إمكانية استمرارية هذا المسار.”
وتابع: “لا يمكن اعتبار هذه المفاوضات مجرد مفاوضات بين بلدين فقط، لأنها مفاوضات ذات تأثير على مستوى المنطقة وهي جزء من معادلات عالمية. من رئيس وزراء إسرائيل الذي زار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وأجرى مفاوضات موسعة، إلى السعودية ودول الخليج، والصين وروسيا وأوروبا، الذين جميعهم يراقبون عمان. تأثير هذه المفاوضات على بلدنا وشعبنا له أهمية خاصة. يجب أن نرى ما هي الأجندة والصلاحيات التي حملها عراقجي في سفره إلى عمان. نحن، الدبلوماسيين والأشخاص الذين نراقب المشهد، يمكننا أن نقول إن إيران حاولت إبقاء النقاشات سرية، ونحن أيضًا نحاول متابعة الأخبار بنظرة إيجابية.”
المفاوضات في عمان تشبه السير على حبل رفيع
وأضاف هذا الدبلوماسي المتقاعد: “يجب أن ننتبه أيضًا إلى أن بدء المفاوضات واستمراريتها ونهايتها هي ثلاث مسائل منفصلة، نحن الآن في المرحلة الأولى. في هذه المرحلة، يقوم الطرفان بتقييم أولي ويقيسان إرادة الطرف الآخر لاستمرار المسار. لذا في هذه المرحلة، مثل العديد من زملائي، وحسبما أعلم، يحاول العديد من الأطياف السياسية والشعب الإيراني أن يكونوا متفائلين، وإذا كانت هناك انتقادات، فإن الوقت الحالي ليس مناسبًا للتعبير عنها، ومن الطبيعي أن نقول إن شاء الله خيرًا.”
وتابع مساعد وزير الخارجية السابق: “في السابق، عندما لم نتمكن من المضي في الأمور مع أمريكا، كنا نعمل مع أوروبا، ولكن الآن الأوضاع مع الاتحاد الأوروبي ليست جيدة، وأمريكا لم تعد أمريكا أوباما وبايدن، بل تحولت إلى أمريكا ترامب. وهذه هي أهمية المفاوضات الحالية وضرورة بناء جبهة دعم من الداخل.”
المفاوضات في عمان تمثل مرحلة جدية للغاية
وأوضح رحيم بور: “في التطورات الأخيرة، المسألة الإقليمية أيضًا تحمل أهمية كبيرة، والإجراءات التي ستتخذ في غزة قريبًا ستكون محل نقاش. أحد الأسباب التي تجعلنا في وضع حرج هو أنه يجب ألا نتخذ أي خطوة تجاه القرارات التي يتم اتخاذها بشأن مستقبل هذه المنطقة. هذه القضية قد تُحبط بعض القوى الإقليمية، ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. نحن الآن بصدد بدء مسار له مهلة زمنية مدتها شهران من الولايات المتحدة، ومهلة أخرى مدتها خمسة أشهر حتى أكتوبر، وبالتالي فإن الوضع في غاية الجدية ويجب أن يكون هناك دبلوماسية دقيقة مع دعم كامل من الداخل في جدول الأعمال.”