“بعد أشهر على حظرها”… العراق يستأنف استيراد الطماطم وخضروات أخرى من إيران

استأنف العراق استيراد الطماطم والكرنب والقرنبيط والخس من إيران بعد أشهر من الحظر، في خطوة من شأنها تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

ميدل ايست نيوز: استأنف العراق استيراد الطماطم والكرنب والقرنبيط والخس من إيران بعد أشهر من الحظر، في خطوة من شأنها تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين والمساهمة في زيادة صادرات المنتجات الزراعية الإيرانية.

وتعد السوق العراقية منذ سنوات واحدة من الوجهات التصديرية الرئيسية لإيران، حيث تلعب دورًا حيويًا في حركة التجارة غير النفطية للبلاد. فهذه السوق، القريبة جغرافيًا من الحدود الغربية لإيران، متعطشة للمنتجات الزراعية الجيدة والرخيصة والمتوفرة بسهولة. إلا أن القرارات المتقطعة التي تتخذها الحكومة العراقية بشأن حظر استيراد بعض السلع، تسببت مرارًا في تعطيل صادرات إيران وإلحاق خسائر بالمصدرين.

ومن بين أحدث هذه القرارات، كان الحظر الذي فرضته وزارة الزراعة العراقية قبل عدة أشهر على استيراد الطماطم والكرنب والقرنبيط والخس، مما شكّل تحديًا كبيرًا أمام المصدرين الإيرانيين. واليوم، وبعد تراجع حكومة بغداد عن هذا القرار بسبب النقص المحلي في هذه المنتجات، تُفتح من جديد نافذة للتنفس أمام قطاع الصادرات الزراعية الإيراني؛ فرصة يمكن، إن أُديرت بذكاء، أن تُسهم ليس فقط في تثبيت موقع إيران داخل السوق العراقية، بل في تشكيل نموذج أكثر استدامة للعلاقات التجارية بين البلدين.

وتأتي هذه القرارات العراقية في إطار السياسات الداعمة للمنتجين المحليين، حيث يُمنع استيراد بعض المنتجات الزراعية بصورة دورية بحسب وفرة الإنتاج المحلي، وذلك بهدف منع إغراق السوق وحماية أسعار المنتجات الوطنية.

وقد تركت هذه القيود أثرًا مباشرًا على صادرات المنتجات الزراعية الإيرانية إلى العراق. فباعتبار أن العراق من أهم أسواق إيران في هذا المجال، فإن مثل هذه القيود تؤدي إلى تراجع إيرادات المصدرين الإيرانيين وارتفاع الفائض في السوق المحلية. على سبيل المثال، في سبتمبر 2024، منعت الجمارك العراقية استيراد البطيخ والطماطم والشمام، ما أدى إلى توقف الشاحنات المحمّلة بهذه المنتجات عند المعابر الحدودية بين البلدين.

ورغم رفع الحظر، تبقى بعض التحديات قائمة، من أبرزها غياب آلية مستقرة وقابلة للتنبؤ في قرارات العراق التجارية، وهو ما يُصعّب من مهمة التخطيط طويل الأمد أمام المصدرين الإيرانيين. لكن في المقابل، تمثل هذه الأوضاع فرصة أمام إيران لتعزيز الحوار والتفاوض مع المسؤولين العراقيين، والوصول إلى اتفاقات تجارية طويلة الأمد تضمن عدم تكرار مثل هذه الحظر المفاجئ في المستقبل.

ويمثل إلغاء العراق لحظر استيراد الطماطم والكرنب والقرنبيط والخس من إيران، فرصة مناسبة لتوسيع صادرات إيران الزراعية. ومع ذلك، فإن الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتعاونًا مستمرًا بين الحكومة والقطاع الخاص، لضمان نمو الصادرات وتفادي فرض حظر مماثل مستقبلًا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى