هل تمتلك إيران ذخائر غازية كبيرة في حقل تشالوس ببحر قزوين؟

قال محلل في مؤسسة كبلر الدولية لبيانات الطاقة إن الغاز الذي سيتم إنتاجه من حقل تشالوس سيستهلك في الداخل الإيراني على الأرجح، ما يجعل المشروع غير مجدٍ اقتصادياً لروسيا.

ميدل ايست نيوز: قال محلل في مؤسسة كبلر الدولية لبيانات الطاقة إنه حالياً يتم تأمين حوالي 70 إلى 75٪ من إنتاج الغاز الإيراني من حقل بارس الجنوبي، الذي شهد في بعض مراحله انخفاضًا في الإنتاج. ولذلك، فإن الاستخراج المحتمل لحقل “تشالوس” يجب أن يكون كبيراً بما يكفي ليُبرر تكاليف تطويره الباهظة، وكذلك لتوفير حجم مناسب من الغاز لتغطية السوق المحلي الإيراني عالي الاستهلاك.

وفي حديثه مع وكالة إيلنا، صرّح همايون فلك‌ شاهي بشأن تقييم الاكتشاف والاستخراج المحتمل من احتياطيات الغاز في بحر قزوين قائلاً: إذا تم بالفعل اكتشاف حقل يُدعى (تشالوس)، فمن المرجح أن تحتاج إيران إلى التكنولوجيا الأجنبية لتطويره. ووفقاً للتقارير، فإن هذا التكوين الجيولوجي يقع في منطقة من بحر قزوين يبلغ عمق المياه فيها حوالي ألف متر، ويبلغ متوسط العمق ما بين 300 إلى 500 متر. وعلى الرغم من أن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قد حسّنت من قدراتها الفنية خلال العقدين الماضيين، إلا أنها لم تطور حتى الآن أي حقل غاز في المياه العميقة. فعلى سبيل المثال، حقل بارس الجنوبي يقع في مياه بعمق نحو 60 مترًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير مثل هذا الحقل سيكون مكلفاً جداً، خاصة في ظل الموارد المالية المحدودة، وتركيز شركة النفط الوطنية على أولويات أخرى. لذلك، إذا تم بالفعل اكتشاف الحقل، فمن المرجح أن تحتاج إيران إلى تعاون أجنبي لتطويره.

احتمال وجود 120 تريليون قدم مكعب من الغاز في بحر قزوين

وأضاف: هناك الكثير من الشائعات التي تدور حول حقل تشالوس، لكن لا توجد معلومات موثوقة أو مؤكدة بشأن هذا الحقل. بحسب المعطيات المتوفرة، لم يتم حفر أي بئر استكشافية في هذه المنطقة حتى الآن، وبالتالي لا يمكن تأكيد وجود حقل غازي فعلي فيها.

وتابع المحلل في مؤسسة كبلر الدولية لبيانات الطاقة: الحديث يدور بشكل أساسي حول تكوين جيولوجي واعد يُعرف باسم (تشالوس)، تم التعرف عليه بناءً على دراسات زلزالية، ويُحتمل أن يحتوي على ما يصل إلى 120 تريليون قدم مكعب من الغاز – أي ما يعادل ربع حقل بارس الجنوبي في القسم الإيراني – لكن ما لم يتم حفر بئر استكشافية، لا يمكن تأكيد وجود حقل غازي هناك. بل من الممكن أن لا تسفر عمليات الاستكشاف عن أي نتائج، أو أن تنتهي إلى جيوب غازية صغيرة لا تستحق التطوير.”

وأوضح فلك شاهي أن نسبة النجاح العالمية في عمليات الحفر الاستكشافي لا تتجاوز 30 إلى 35٪، لذا فإن احتمال عدم وجود حقل قابل للاستخراج في تكوين تشالوس يبقى احتمالاً كبيراً.

كما وصف الحديث عن تطوير مشترك لحقل تشالوس بين إيران والصين وروسيا بأنه لا يعدو كونه إشاعة لا أساس لها من الصحة، وقال: “هذا الموضوع لا يزال في نطاق التكهنات فقط، ولا يستند إلى أي معلومات مؤكدة.”

وحول حاجة إيران للتعاون مع دول أجنبية من أجل تطوير حقول النفط والغاز في المياه العميقة، أوضح أن: “نظراً لأن إيران لا تزال تخضع للعقوبات الثانوية الأميركية، فمن غير المرجح أن تدخل الشركات الأجنبية – حتى الشركات الصينية – في مثل هذا المشروع، لأنها تملك أسهماً في مشاريع في الشرق الأوسط أو أميركا اللاتينية، ولا ترغب في التعرض للعقوبات الأميركية التي قد تحدّ من قدرتها على الوصول إلى النظام المالي الأميركي.”

وأشار إلى أن الشركات الروسية تُعد أكثر احتمالاً للمشاركة، خصوصاً لأن المشروع يقع في بحر قزوين، لكنه أضاف أن ذلك أيضًا لا يخلو من عقبات كبيرة.

وأكمل: بالنظر إلى الوضع الحالي لإيران، فإن الغاز الذي سيتم إنتاجه من هذا الحقل سيُستهلك داخلياً على الأرجح، ما يجعل المشروع غير مجدٍ اقتصادياً لروسيا. كما أن التوصل إلى اتفاق مالي يُرضي الطرفين ليس بالأمر السهل. ومع ذلك، فإن الحسابات الجيوسياسية تغيّرت، إذ إن صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا قد توقفت تقريباً.

واختتم فلك‌ شاهي حديثه قائلاً: بما أن إيران لم تطور حتى الآن أي حقل بحري في المياه العميقة، فهي بحاجة إلى تصنيع أو استيراد تجهيزات حفر خاصة ومنشآت إنتاج متقدمة. الشركات الروسية والصينية تملك هذه التكنولوجيا، لكن التحدي الأكبر أمام دخولها في مشروع كهذا في إيران يبقى خطر العقوبات الأميركية وعدم وجود جدوى اقتصادية واضحة، لا سيما مع انخفاض سعر الغاز داخل إيران.

إقرأ أكثر

حقل غاز شمال إيران قد يتحول إلى بؤرة التطورات الجيوسياسية في المنطقة

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى