روسيا تصادق نهائياً على المعاهدة الاستراتيجية الشاملة مع إيران

ميدل ايست نيوز: صادق مجلس الاتحاد، المجلس الأعلى في البرلمان الروسي، على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تنص على تعاون سياسي وعسكري واقتصادي يمتد على مدى 20 عاماً.

وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قد وقّعا على هذه الاتفاقية في يناير المنصثرم، قبل ثلاثة أيام فقط من مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

وكان مجلس الدوما الروسي، المجلس الأدنى في البرلمان، قد صدّق على الاتفاقية في 8 أبريل 2025، ما مهّد الطريق لمصادقة مجلس الاتحاد.

وتشمل الاتفاقية، إلى جانب الجوانب السياسية والاقتصادية، التعاون في مواجهة التهديدات المشتركة، لكنها لا تنص على التزام بالدفاع المشترك، على غرار الاتفاق الدفاعي الموقع سابقاً بين موسكو وبيونغ يانغ.

وفي جلسة التصويت في مجلس الدوما، أوضح أندريه رودنكو، نائب وزير الخارجية الروسي، أن الاتفاقية لا تُلزم الطرفين بتقديم دعم عسكري في حال تعرض أحدهما لهجوم.

وجاءت هذه التصريحات في وقت كان فيه دونالد ترامب قد هدّد بشن هجوم على إيران في حال فشل التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران.

وينص البند الثالث من الاتفاقية على أن إيران وروسيا لا يجوز لهما تقديم الدعم أو المساعدة لأي دولة تشنّ هجوماً على الطرف الآخر.

وتأتي هذه الاتفاقية في ظل تعمّق العلاقات بين موسكو وطهران منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث اتجهت روسيا إلى تعزيز تعاونها مع كل من إيران والصين وكوريا الشمالية.

ويتّهم الغرب وأوكرانيا إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة انتحارية تُستخدم في الحرب، وهو ما تنفيه طهران بشكل متكرر.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) قد نشرت نص اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، مؤكدة أن الهدف منها هو تعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية، وتأسيس تحالف سياسي طويل الأمد.

وقد أثارت هذه الاتفاقية، الموقعة بين بلدين يواجهان عقوبات غربية صارمة واهتمام القوى العالمية، خاصة في ظل تنامي القلق الغربي من التقارب المتزايد بين طهران وموسكو.

يُذكر أن إيران كانت قد وقّعت أيضاً اتفاقاً استراتيجياً شاملاً لمدة 25 عاماً مع الصين.