كيف علّق الخبراء والمحللون الإيرانيون على محادثات روما بين طهران وواشنطن؟

رغم التصريحات الحادة التي سبقت انطلاق المفاوضات، لم تصل النقاشات إلى أي توتر. بل على العكس، ظهرت مؤشرات على تقدم إيجابي وسريع، وصفه بعض المحللين الإيرانيين، بأنه لغز "مثير للشك".

ميدل ايست نيوز: عُقدت الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، ورغم التصريحات الحادة التي سبقت انطلاق المفاوضات، لم تصل النقاشات إلى أي توتر. بل على العكس، ظهرت مؤشرات على تقدم إيجابي وسريع، وصفه بعض المحللين، من بينهم أحمد زيد آبادي، بأنه لغز “مثير للشك”. ووفقًا للتقارير، فإن الاجتماعات الفنية والخبيرة على وشك الانعقاد، ما يدل على استمرار المفاوضات بوتيرة متسارعة.

وكتب جليل محبي، رجل دين مقرّب من محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني: “إيران بلا عقوبات وبلا سلاح نووي؛ هذا حتى الآن يُشبه الاتفاق النووي. ما يتبقى هو ضمان رفع العقوبات، وهو ما لا يمكن تحقيقه بتوقيع كيري أو آلية الزناد وأمثالهما. نسأل الله أن يمنح المفاوضين القوة والعزيمة كي لا تتكرر الأخطاء.”

من جانبه، كتب وزير الإسكان والتنمية الحضرية في إيران سابقًا عباس آخوندي: “حتى هذه اللحظة، الأخبار الواردة من روما إيجابية، ويبدو أن الاجتماعات الفنية ستُعقد قريبًا. مجرد عقد الاجتماعات الفنية يُعدّ إشارة إيجابية.”

وأضاف: “لقد أشرتُ مباشرةً بعد رسالة ترامب إلى المرشد الأعلى إلى أن لحظة الاتفاق التاريخي قد حانت. صحيح أن الحكم النهائي لا يزال مبكرًا، ولكن من الناحية التاريخية، يبدو أن بعض الأحداث الكبرى قد آن أوانها. حتى الآن، أعتقد أن لحظة المصالحة بين إيران وأمريكا قد حلت، وكما توقعت سابقًا، تسير المفاوضات بسرعة أكبر بكثير مما يتوقعه الجميع، وسنشهد أحداثًا لم تكن بالحسبان.”

وقال: “جزء من هذا التقدم يعود إلى عملية اتخاذ القرار في أمريكا؛ فعندما يتوصلون إلى نتيجة بشأن قضية ما، يصبح التفاوض معهم سلسًا. وقد اختبرت هذا خلال مفاوضاتي مع شركة بوينغ. وإيران بدورها تفكر بمستقبل مختلف.”

وأكمل آخوندي: “الوقت ليس في صالح إيران. يجب اتخاذ قرارات كبيرة في أسرع وقت ممكن. دعونا نكون متفائلين في هذه المرحلة.”

من ناحيته، كتب محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني: “المواقف الدقيقة للمرشد الأعلى بشأن مفاوضات مسقط، وزيارة وزير الخارجية إلى روسيا، وتصريحاته الواضحة بشأن المبالغات الغربية والصهيونية حول الملف النووي، مهّدت لمفاوضات ناجحة في روما.”

وأضاف: “مفاوضات روما الكريمة كانت خطوة نحو اتفاق نووي سلمي لرفع العقوبات الجائرة عن الشعب الإيراني.”

وأوضح واعظي: “في هذه الجولة، تم الالتزام الذكي بالمبادئ والسياسات النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحققنا تقدمًا جيدًا في الأسس العامة للمفاوضات، وهو ما يُظهر جدية الطرفين للوصول إلى اتفاق.”

وأكمل: “رغم محاولات التخريب المتكررة من قبل الكيان الصهيوني المحتل والإجرامي، فإن الجولة الثالثة ستُعقد قريبًا في أجواء أكثر جدية وبمشاركة خبراء سيبحثون في التفاصيل، وهو ما يُعدّ خطوة إلى الأمام.”

واختتم مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني: “نظرًا لتعقيد المفاوضات والتقلبات والتآمر من الأعداء، فإن الدعم الكامل من النظام والشعب لفريق التفاوض الإيراني ورئيسه ضروري، ونأمل أن تؤدي النتيجة إلى حماية المصالح الوطنية وتحقيق أهداف البلاد، عبر تدبير وحكمة تصنع التماسك الوطني وتبث الأمل في المجتمع.”

محللون: غياب الروس والأوروبيين قد يكون أحد أسباب الجو الإيجابي

وكتب داوود سوري، محلل في السياسة الخارجية: “نحن مدينون في الأجواء الإيجابية للمفاوضات لغياب الروس والأوروبيين!”

وفي تغريدة أخرى أضاف: “بغض النظر عن نتائج المفاوضات، والتي هي بطبيعتها طويلة وغير مضمونة، لكن ما يُثلج الصدر هو أن وزير الخارجية الإيراني هو من يتفاوض مع الأمريكيين. كم كانت مهينة تلك المرحلة التي كان فيها روسي – أوليانوف – يتحدث باسم إيران!”

بدوره، قال المحلل السياسي الكبير رحمان قهرمان‌ بور: “من غير المرجح أن يتحقق هذا الكم من التقدم في مفاوضتين فقط دون وجود لقاءات مباشرة. كما أن قبول أمريكا بالبروتوكول الذي طلبته إيران يشير إلى أن ترامب، بعد ظهور انسداد في مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا، بات بحاجة إلى اتفاق مع إيران. في المقابل، إسرائيل تحاول بجدية إفشال المفاوضات.”

وأضاف: “الصمت النسبي من ترامب، وترحيب فريقه باستمرار المفاوضات، وهو ما يتناقض مع مواقفهم العلنية، بات لغزًا! المفاوضات تسير بشكل أفضل بكثير من المتوقع. كيف نفسر هذا الغموض؟ هل من خلال زيارة مرتقبة لترامب إلى الشرق الأوسط؟ أو عبر ربط السياسة الداخلية الإيرانية بنتائج الاتفاق؟ أم أن هناك مفاجأة تنتظرنا؟”

وفي تغريدة أخرى كتب قهرمان‌ بور: “اللغز الأكبر هو: ما هو نوع الاتفاق الذي يسعى إليه ترامب حقًا؟ إذا كان يريد فقط اتفاقًا نوويًا، فما الحاجة إلى كل هذا الاستعراض العسكري والتهديدات؟ وإن كان يريد اتفاقًا شاملًا، فلماذا لم يُصرّح بذلك علنًا حتى الآن؟ هل سينتقل إلى بحث الصواريخ والقضايا الإقليمية بعد الاتفاق النووي؟”

وكتب علي قلهكي، ناشط إعلامي محافظ: “كان من المفترض أن تستغرق الجولة الثانية من مفاوضات روما وقتًا أطول، لكنها اختُتمت في يوم واحد. استمرار المفاوضات على «المستوى الفني» استعدادًا للجولة الثالثة يعني أن عقارب التفاوض توقفت عند مسألتين: «الحفاظ على نسبة تخصيب 3.67٪» (التي يبدو أن الأمريكيين وافقوا عليها)، وكيفية التعامل مع «مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب»!”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى