إيران… صناعة الصلب في البلاد تترقب نتائج المحادثات الإيرانية الأميركية

في حال فشل المفاوضات، وبالنظر إلى ارتفاع قدرة إنتاج الصلب في إيران وعدم توفر الظروف المناسبة للتصدير، قد تتعرض هذه الصناعة للخسارة، وقد يتم إغلاق وحدات الإنتاج.

ميدل ايست نيوز: أعاد بدء المفاوضات الرسمية بين طهران وواشنطن التركيز على مستقبل اقتصاد إيران. فعلى الرغم من عدم نشر تفاصيل دقيقة حول سير المحادثات، إلا أن مجرد البدء كان كافيًا لإرسال إشارات إيجابية إلى السوق. انخفاض أسعار الصرف وتعزيز مؤشر البورصة وزيادة المعاملات في الأسواق الأساسية، جميعها تشير إلى توقعات إيجابية بشأن نتائج هذه المفاوضات.

وتعد صناعة الصلب واحدة من الصناعات الاستراتيجية والصادراتية التي تتأثر أكثر من غيرها بهذه التطورات. في السنوات الأخيرة، واجه منتجو الصلب تحديات عديدة مثل قيود التصدير ومشاكل تخصيص العملة والصعوبات في تأمين المواد الأولية والتكنولوجيا.

وتظهر إحصائيات إنتاج الصلب على مدار 12 شهرًا أن إنتاج الصلب الوسيط قد انخفض بنسبة 5.7% ليصل إلى 30 مليون و 285 ألف طن. حيث انخفض إنتاج الصلب الوسيط في إيران نتيجة لمشاكل نقص الطاقة وتأمين المواد الأولية، وما إلى ذلك، بأكثر من مليوني طن، أي ما يعادل مليار دولار.

التوترات بين إيران وأمريكا سبب رئيسي لانخفاض الصادرات

وقال مهرداد أكبريان، رئيس جمعية منتجي ومصدري خام الحديد الإيراني، في مقابلة مع “تجارت نيوز“، حول تأثير التوترات بين إيران وأمريكا على صادرات الصلب: “بعد تصاعد التوترات بين إيران وأمريكا في الأشهر الأخيرة، تأثرت الصادرات أيضًا. على سبيل المثال، انخفاض عدد السفن الداخلة إلى الخليج وامتناع أكثر من 50% من الموانئ الصينية عن تفريغ السفن الإيرانية، كان جزءًا من القيود التي تم فرضها بسبب التوترات بين البلدين.”

وأضاف: “هذه الظروف تظهر أنه إذا استمر التوتر، فسيصبح الوضع أصعب بالنسبة للصادرات. كما أن هذا الوضع جعل السوق يرد على أي خبر إيجابي من المفاوضات.”

مصير صناعة الصلب مرهون بنتيجة المفاوضات

وعن السيناريوهات المحتملة لصناعة الصلب في حال نجاح أو فشل المفاوضات، قال رئيس جمعية منتجي ومصدري الصلب: “إنتاج صناعة الصلب في إيران يتجاوز الاستهلاك والاحتياجات المحلية، وهناك طاقات مناسبة في سلسلة صناعة الصلب. لذلك، إذا تم تقليص الصادرات أو إذا لم تكن الصادرات ممكنة، فإن سلسلة الصلب في البلاد ستتوقف وسيتم تحميل الكثير من الخسائر على العاملين في هذا القطاع.”

 تراجع بنسبة 13% في صادرات الصلب

وفقًا لإحصائيات الـ 11 شهرًا الأخيرة من جمعية الصلب، بلغت قيمة صادرات سلسلة الصلب 6 مليار و 35 مليون دولار، أي بانخفاض قدره 892 مليون دولار، ما يعادل انخفاضًا بنسبة 13% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. وهناك أسباب عديدة لهذا الانخفاض، مثل نقص الطاقة في الداخل وقيود التصدير. حيث أن العقوبات الأمريكية على إيران والمشاكل الناتجة عن عدم عضوية إيران في “فاتف” قد تسببت في صعوبات في تصدير السلع المختلفة، بما في ذلك السلع الصناعية.

نقص الطاقة وآمال في فتح سياسي

بدأ عام 1404 الإيراني (20 مارس 2025) في وقت لا تزال فيه مشاكل نقص الطاقة قائمة، وبدأ انقطاع التيار الكهربائي للمصانع هذا العام مع بداية فصل الربيع. إلى جانب هذه المشكلة، بدأت المفاوضات بين إيران وأمريكا في الأسبوع الماضي، وإذا تم التوصل إلى نتيجة وتقليل العقوبات، فإن وضع الصادرات سيشهد تحسنًا.

من جهة أخرى، يعتبر عام 2025 آخر عام لتنفيذ رؤية صناعة الصلب في البلاد. الهدف من هذه الرؤية هو الوصول إلى إنتاج 55 مليون طن من الصلب وتحقيق المركز السابع عالميًا. ومع وجود العقوبات والسياسات النقدية ونقص الطاقة، فإن الفجوة تصل إلى 20 مليون طن على الأقل لتحقيق هذا الهدف. وإذا أسفرت المفاوضات عن نتائج إيجابية، قد يتم تحقيق جزء من هذا الهدف.

وفي حال فشل المفاوضات، وبالنظر إلى ارتفاع قدرة إنتاج الصلب في إيران وعدم توفر الظروف المناسبة للتصدير، قد تتعرض هذه الصناعة للخسارة، وقد يتم إغلاق وحدات الإنتاج.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى