عراقجي إلى الصين.. وإيران تشدد على ضرورة رفع جميع العقوبات
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم الاثنين، أن مطلب إيران "الأساسي" في المفاوضات النووية هو "رفع جميع العقوبات" المفروضة عليها.

ميدل ايست نيوز: أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم الاثنين، أن مطلب إيران “الأساسي” في المفاوضات النووية هو “رفع جميع العقوبات” المفروضة عليها والتي وصفها بأنها “ظالمة وغير قانونية”، قائلاً إنه “ينبغي أن تكون لرفعها آثار ملموسة ومؤثرة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمصرفية، حيث تتمكن إيران من نسج علاقات طبيعية ومستدامة في هذه المجالات”.
وفي السياق، شدد على ضرورة إلغاء جميع العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على إيران خلال العقود الماضية، مضيفاً: “نحن لا نميز بين هذه العقوبات وأسبابها وعناوينها وذرائعها”. وأكد بقايي صحة مطالبة المفاوض الإيراني في المفاوضات مع الجانب الأميركي بضرورة الحصول على ضمانات لتنفيذ تعهداته، حيث قال إن “إيران لديها تجربة طويلة في النكوث من الأطراف الأخرى، خاصة في ما يتعلق بالتزاماتها في مجال رفع العقوبات”، موضحاً أن “موضوع الضمانات يأتي لأنه إذا أفضت الحوارات إلى نتيجة محددة، فستبقى هذه النتيجة مستدامة، وتنفذ الأطراف الأخرى تعهداتها”.
وقال المتحدث الإيراني إن “ما يهمنا كثيراً هو السرعة في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق”، مشيراً إلى أن بلاده قد أطلعت الدول الأوروبية على نتائج مباحثاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، داعياً إياها إلى اتخاذ “قرارها بشأن ما إذا كانت تريد لعب دور بنّاء” في هذا المسار التفاوضي، ومحذراً في الوقت نفسه من لجوئها إلى تفعيل آلية فض النزاع.
وتهدد حالياً الأطراف الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، في حال عدم إبرام اتفاق نووي جديد قبل 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بتفعيل آلية الزناد أو فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي والقرار الـ2231 لمجلس الأمن، لتفعيل قرارات أممية صادرة عن المجلس بحق إيران أُلغيت بموجب الاتفاق النووي، فضلاً عن العقوبات الأممية، لكن طهران ترفض ذلك، وتؤكد أن هذه الأطراف لا يحق لها القيام بهذا الأمر، علماً أن صلاحية استخدام آلية فض النزاع ستنتهي تلقائياً في 18 أكتوبر المقبل، وفي حال لم تقم أطراف الاتفاق النووي باستخدامها، فهي لن تتمكن بعد هذا التاريخ من القيام بذلك.
وأوضح بقايي أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيزور الصين، غداً الثلاثاء، لبحث العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية والدولية، بما فيها المفاوضات الإيرانية الأميركية. ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، لم تؤكد الخارجية الصينية الزيارة، لكنها شددت على أن بكين وطهران “تبقيان على التواصل والتفاعل على مستويات مختلفة وفي مجالات مختلفة”.
وعن تفاصيل المفاوضات مع الجانب الأميركي وما نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن اقتراح إيراني لإشراك دول أخرى مثل أميركا في برنامجها النووي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن التقارير الإعلامية عن فحوى المفاوضات “مجرد تكهنات إعلامية، وليس من المقرر أن تنشر تفاصيل المفاوضات في الإعلام”، مضيفاً: “نحن في بداية طريق طويل”.
ولفت إلى أن جولتي مفاوضات مسقط وروما ركزتا على “الأطر والمواقف العامة”، مشيراً إلى أن مباحثات مسقط الفنية، بعد غد الأربعاء، ستبحث “التفاصيل المرتبطة بالإطار العام” للتفاوض، مؤكداً أنه “إذا اقتضت الضرورة، فسنخوص تفاصيل أكثر جزئية في المجالين”، أي البرنامج النووي ورفع العقوبات.
وبدأت إيران وأميركا في الثاني عشر من الشهر الحالي مفاوضات في سلطنة عمان هي الأولى بين الطرفين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتُعقد المفاوضات على مستوى رفيع بين وزير خارجية إيران عباس عراقجي والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وجرت، قبل أمس السبت، الجولة التفاوضية الثانية في العاصمة الإيطالية روما، التي وصفها الجانبان بأنها “بنّاءة”. وقال عراقجي، مساء السبت، في منشور عبر منصة إكس، إن التفاؤل حول نتائج المفاوضات “قد يكون مبرراً، لكن مع حذر شديد”.
زيارة خالد بن سلمان
وبشأن سبب تزامن زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران، الأسبوع الماضي، مع المفاوضات الإيرانية الأميركية، قال بقايي إن الزيارة “قد خُطط لها من قبل، وجاءت تزامناً مع هذه المفاوضات”، مشيراً إلى أنها “تعكس ثمار سياسة الجوار التي تتبعها إيران، وهي دليل على قناعتنا بضرورة أن تمضي دول المنطقة في طريق الاستقرار وصيانة أمن المنطقة، اتكالاً على قدراتها”. وأوضح أنه “من الطبيعي أن يجرى في أي لقاء هذه الأيام تناول المفاوضات”، مشيراً إلى أن طهران تتشاور مع دول المنطقة بشأن ذلك.
وكان خالد بن سلمان قد زار إيران الخميس الماضي، في أول زيارة له، التقى فيها مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، ومسؤولين آخرين. وسلّم بن سلمان رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للمرشد الإيراني.