صحيفة كيهان الإيرانية: أميركا لن تتجاهل القضايا الصاروخية والإقليمية
وجّهت صحيفة كيهان الإيرانية تحذيراً إلى الفريق الإيراني المفاوض، داعية إياه إلى الانتباه للتفاصيل الدقيقة في نص الاتفاق المحتمل، حتى لا تتكرر تجربة الاتفاق النووي السابق.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة كيهان الإيرانية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يرى أن الاتفاق النووي لم يعالج سوى جانب واحد مما وصفه بـ”تهديد إيران”، والمقصود – حسب تعبير الصحيفة – “التقدّم المذهل الذي أحرزته إيران”، بينما تم تجاهل بقية الجوانب التي اعتبرها تهديداً، خصوصاً التقدّم في المجالات الصاروخية والإقليمية، والأهم من ذلك وصول إيران إلى العلوم الحديثة والأساسية.
ووجّهت الصحيفة، المقربة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء تحذيراً إلى الفريق الإيراني المفاوض، داعية إياه إلى الانتباه للتفاصيل الدقيقة في نص الاتفاق المحتمل، حتى لا تتكرر تجربة الاتفاق النووي السابق. وأضافت: “لا ننسى أن الطرف الأمريكي حين يحدّد مهلة زمنية مدّتها 60 يوماً للمفاوضات القادمة، فلا شكّ أنه قد أعدّ خطة بديلة (Plan B) بعد انقضاء هذه المهلة”.
وتابعت الصحيفة المحافظة بالقول: “من أبرز هواجس ترامب بعد دخوله البيت الأبيض في ولايته الأولى، كانت كيفية التعامل مع الاتفاق النووي وما هو أبعد منه، أي مع ‘القوة المتصاعدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية’. فإدارة ترامب كانت ترى أنه لا ينبغي اتخاذ قرارات بشأن إيران قبل صياغة استراتيجية شاملة وكبرى تجاهها”.
وأوضحت الصحيفة: “لم يكن انتقاد ترامب لإدارة أوباما لأنها وقّعت على الاتفاق، بل لأنه رأى أن أوباما أقدم على الاتفاق من دون امتلاك استراتيجية شاملة حول إيران. لم يكن ترامب يعتقد أن الاتفاق النووي أتاح لإيران الوصول إلى موارد مالية أو فكّ قيود العقوبات، بل كان يرى أن الاتفاق عالج جانباً واحداً من التهديد – أي التقدم النووي – فيما جرى تجاهل بقية أوجه التقدّم الإيراني، خاصة في المجالات الصاروخية والإقليمية والعلمية”.
وخلصت كيهان إلى أن السبب في عدم انسحاب ترامب الفوري من الاتفاق النووي فور توليه السلطة، بل تمديده مرتين، كان لإتاحة الوقت أمام إدارته لتصميم استراتيجية شاملة. وأضافت: “الاستراتيجية الكبرى للضغط قصير الأمد دون بلوغ حدّ الحرب من أجل تهديد وجودي لإيران، والتي تم اتباعها في الولاية الأولى لترامب، تُعدّ من أبرز أمثلة سياسة ‘الضغط الأقصى’ ضد إيران”. ووصفت الصحيفة هذه الاستراتيجية بأنها هجينة، تجمع بين الضغط الاقتصادي والدبلوماسي والنفسي والعسكري، وقد صُمّمت لدفع إيران نحو الرضوخ لمطالب واشنطن دون الحاجة إلى حرب مباشرة، أو على الأقل لإضعاف قدرتها الاستراتيجية وعزيمتها.