تحذيرات من تأثير الشخصيات المعادية لإيران على مسار المفاوضات النووية
شدّد خبير في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية على ضرورة عدم تجاهل خطر تأثير الشخصيات المعادية لإيران على مسار المحادثات، داعيا إلى اعتماد سياسة مرنة لإنجاح الحوار مع فريق ترامب.

ميدل ايست نيوز: شدّد خبير في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية على ضرورة عدم تجاهل خطر تأثير الشخصيات المعادية لإيران على مسار المحادثات، داعيا إلى اعتماد سياسة مرنة لإنجاح الحوار مع فريق ترامب.
وتحدث مرتضى مكي، لوكالة إيلنا، حول العراقيل التي يضعها معارضو الاتفاق المحتمل بين إيران والولايات المتحدة، ولا سيما التهديدات الأخيرة من جانب نتنياهو والتي يبدو أنها تهدف إلى التأثير على قرارات الرئيس الأمريكي، قائلاً: إن هناك تيارين فكريين دائماً ما كانا موجودين في الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وقد كانت الغلبة لأحدهما أو الآخر بحسب من يكون في البيت الأبيض.
وأضاف أنه حتى أوباما لم يتمكن من جعل الكونغرس متماشياً معه لقبول الاتفاق النووي، موضحاً أن أوباما اضطر خلال فترة أربعة أشهر إلى تعليق العقوبات عن إيران بما يتماشى مع مدة رئاسته، وكان ذلك أحد نقاط الضعف في الاتفاق. وأردف: لم نقم أيضاً بما يكفي لجعل الولايات المتحدة تقنن الاتفاق بشكل ملزم. ومع وصول ترامب إلى السلطة، برز المعارضون للاتفاق بشكل أقوى.
وتابع الخبير في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية: في الولاية الثانية لترامب، دخل مشهد القرار السياسي أشخاص يتبنون نهجاً عدائياً مثل ماركو روبيو (وزير الخارجية) ومايك والتز (أمين مجلس الأمن القومي)، الذين كانوا يطالبون بشكل قوي باللجوء إلى الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني. ولكن ترامب نفسه يبدو أنه يحمل وجهة نظر مختلفة، إذ لا يزال يعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران عبر التفاوض.
وفي إشارة إلى تعيين ستيف ويتكوف ممثلاً أمريكياً في مفاوضات إيران النووية، قال مكي إن هذا التعيين يعكس رغبة ترامب في السير في مسار تفاوضي، خاصة وأن ويتكوف يُعد شخصية معتدلة مقارنة بساسة أمريكيين آخرين.
وأكمل أن استمرار ترامب في إظهار التفاؤل بعد ثلاث جولات من المحادثات يدل على جديته في التوصل إلى اتفاق، في حين أن شخصيات معادية لإيران مثل روبيو تهتم أساساً بمكانتها في البيت الأبيض، وإذا وافق ترامب على اتفاق نووي مع إيران، فلن يكون أمامهم خيار سوى دعم مواقفه.
وشدّد الخبير الإيراني على ضرورة عدم تجاهل خطر تأثير هؤلاء على مسار المفاوضات، داعيا إلى اعتماد سياسة مرنة لإنجاح الحوار مع فريق ترامب. واعتبر أن إحياء الاتفاق النووي وتطبيع علاقات إيران مع العالم هو السبيل الأقل تكلفة لتجنّب تفعيل آلية الزناد.
وفي ما يتعلق بالحصول على ضمانات من الولايات المتحدة لتنفيذ الاتفاقات المحتملة، أكد مكي أنه لا وجود لشيء اسمه “ضمان” في السياسة الدولية، لأن القوة هي التي تحدد العلاقات بين الدول. مشيرا إلى أن سياسات ترامب في فرض التعريفات التجارية أو تعاطيه مع أزمة أوكرانيا لم تستند إلى أي التزامات قانونية أو اتفاقات متعددة الأطراف، بل إلى مصالح واشنطن فقط.
وأوضح أن أميركا تتجاهل حتى التزاماتها مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي متى اقتضت مصالحها ذلك، وينبغي على إيران أن تدرك هذا الواقع. ومع ذلك، ستحاول أمريكا تضمين آليات وبنود في الاتفاق تضمن استمراريته إلى أقصى حد ممكن.
وختم مكي بالقول: إن التحديات التي تواجه إيران في الأشهر القادمة تستدعي مزيداً من المرونة في التفكير بشأن الاتفاق مع الولايات المتحدة، كي نتجاوز المرحلة الحساسة حتى انتهاء مفعول قرار مجلس الأمن 2231، ومن ثم نعيد النظر بعمق في سياساتنا الإقليمية والدولية. أما إذا ظللنا نركّز فقط على “كيف نصل إلى اتفاق”، فلن نحقق شيئاً وسنفقد هذه الفرصة الزمنية، مما قد يؤدي إلى تهديدات أكبر من انسحاب أمريكي جديد من أي اتفاق نووي محتمل.