فرنسا تهدد إيران بآلية الزناد بسبب برنامجها النووي

أكد وزير الخارجية الفرنسي أنّه إذا تعرض أمن أوروبا للخطر بسبب البرنامج النووي الإيراني، فإنّ الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي لن تتردد في إعادة فرض العقوبات على طهران.

ميدل ايست نيوز: حذر وزير خارجية فرنسا من أنّ «إيران على وشك الحصول على أسلحة نووية»، مؤكداً أنّه إذا تعرض أمن أوروبا للخطر بسبب البرنامج النووي الإيراني، فإنّ الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي لن تتردد في إعادة فرض العقوبات على طهران.

وقال جان-نويل بارو مساء الإثنين في مقرّ الأمم المتحدة: «إيران تجاوزت كلّ الخطوط التي تعهّدت باحترامها» وهي «على وشك امتلاك السلاح النووي».

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أضاف بارو، في حديثه إلى الصحفيين بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، أنه لا يوجد حلّ عسكري للمسألة النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن المسار الدبلوماسي أيضاً «طريق ضيّق».

وأعرب عن أمله في أن تسفر المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن عن نتائج إيجابية، موضحاً أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا (الدول الأوروبية الثلاث في الاتفاق النووي) على تواصل وثيق مع ماركو روبيو، وزير خارجية الولايات المتحدة، بشأن هذا الملف.

وقد جرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ثلاث جولات من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، ووصفها الجانبان بالبناءة.

وحذّر وزير الخارجية الفرنسي خلال حديثه من أنه بعد انتهاء الاتفاق النووي، «إذا لم يتم ضمان المصالح الأمنية لأوروبا، فلن نتردد ولو لثانية واحدة في إعادة فرض جميع العقوبات التي رُفعت قبل عشر سنوات».

وكان ماركو روبيو قد صرّح الأسبوع الماضي بأن على الدول الأوروبية الثلاث اتخاذ قرار «قريب جداً» بشأن تفعيل آلية الزناد (العودة التلقائية للعقوبات).

يُذكر أن القرار 2231 الذي صادق على الاتفاق النووي مع إيران يمتد لعشر سنوات، وسينتهي في أكتوبر من هذا العام، بما في ذلك البند المتعلق باستخدام آلية الزناد المعروفة.

وأكد جان-نويل بارو أن عودة العقوبات «ستكون لها آثار مدمّرة» على الاقتصاد الإيراني، مشيراً إلى أن «هذا ليس ما نريده».

وأضاف: «لهذا السبب أطلب رسمياً من إيران اتخاذ القرارات اللازمة اليوم لتجنّب أسوأ السيناريوهات».

من جهته، شدّد رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي كان إلى جانب وزير الخارجية الفرنسي، على أهمية التوصّل إلى اتفاق مع إيران.

وقال: «الأمر لا يتعلق بعدة أشهر أو سنوات، بل ربما مجرد أسابيع فقط ليصل العالم إلى نتيجة ممكنة التحقيق، وقبل كل شيء، تُجنّب اتساع رقعة النزاعات العسكرية».

وقد عُقد الاجتماع المغلق لمجلس الأمن بطلب من وزير الخارجية الفرنسي، وكان موضوعه منع انتشار الأسلحة النووية، وحضره أيضاً رافائيل غروسي.

وكتب غروسي على منصة إكس أنه شدد خلال الاجتماع على أن «البرنامج النووي الإيراني المتسارع لا يزال يمثل مسألة خطيرة».

كما وصف الجهود الدبلوماسية المكثفة والمحادثات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة بـ«المهمة»، مشيراً إلى أنه «على تواصل وثيق وفاعل مع كلا الجانبين، ومتفاءل بالتزامهما».

وكان المدير العام للوكالة قد زار طهران الأسبوع الماضي، والتقى بكل من عباس عراقجي ومحمد إسلامي، وزير الخارجية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

ويوم الاثنين، أجرت فرق فنية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات مع الجانب الإيراني في طهران، وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن هذه المحادثات تأتي في إطار «التفاهمات التي تم التوصل إليها» خلال زيارة غروسي الأخيرة.

وبحسب التقرير، فقد جرت هذه المحادثات برئاسة ماسيمو أبارو، نائب مدير الضمانات في الوكالة، وبهروز كمالوندي، مساعد الشؤون الدولية في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

يُذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في مايو 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى، وبعدها تخلّت إيران عن بعض التزاماتها ضمن الاتفاق ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهي نسبة تقترب من المستوى العسكري.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى