بعد «اللقاء الثاني».. ماذا بقي لانفتاح بغداد الكامل مع دمشق؟

يقول قائم مقام قضاء القائم تركي المحلاوي إن “جميع الأمور الأمنية والفنية واللوجستية مهيئة تماما لإعادة افتتاح معبر القائم، الذي يربط العراق مع سوريا”.

ميدل ايست نيوز: في زيارة وصفت من قبل ومسؤولين، بأنها مكملة لـ”لقاء الدوحة”، التقى رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، في دمشق، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وسط تأكيد باستعداد المنافذ وجهوزية البيئة الأمنية لإعادة العلاقات بشكل كامل، مع الجارة الغربية.

وحول هذا الأمر، يقول قائم مقام قضاء القائم تركي المحلاوي، وهو القضاء الرابط مع الحدود السورية، إن “جميع الأمور الأمنية والفنية واللوجستية مهيئة تماما لإعادة افتتاح معبر القائم، الذي يربط العراق مع سوريا”.

ويضيف المحلاوي أن “إعادة افتتاح معبر القائم يعود للحكومة العراقية ورئيس الوزراء، أما من الناحية الأمنية فإن القوة الموجودة في القائم من الجيش وحرس الحدود المغاوير والحشد الشعبي، والشرطة المحلية، لديها القدرة الأمنية الكاملة لمسك الشريط الحدودي، وضبط الوضع”.

ويشير إلى أنه “من الناحية اللوجستية والفنية، فإن المنفذ لم يتأثر بالتغيير، ولا بالأوضاع، وبقي محافظا على وضعه، وبانتظار فقط الضوء الأخر والاتفاق بين الحكومتين لافتتاحه، وعودته للعمل واستئناف التبادل التجاري مجددا”.

ووصل يوم أمس الجمعة، رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، برفقة مسؤولين من قوات حرس الحدود وهيئة المنافذ الحدودية ووزارة التجارة، إلى العاصمة السورية دمشق، وبحسب مصدر حكومي أفاد لوكالة الأنباء الرسمية، فإن الشطري التقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، وعدد من المسؤولين الحكوميين وبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها بالضد من أي خروقات أو تهديدات محتملة، وتوسعة فرص التبادل التجاري ومناقشة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط.

كما التقى الوفد العراقي، بالإدارة المسؤولة عن العتبات المقدسة في سوريا، ومن ثم زار مرقد السيدة زينب في ضواحي دمشق.

فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن اللقاء بين الشطري والشرع، شهد الاتفاق على وضع آلية عمل لتشغيل منفذ التنف- الوليد الحدودي بين البلدين، فضلا حمل الشطري رسالة تأكيد من رئيس الحكومة محمد شياع السوداني للشرع، لحضور القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة بغداد.

إلى ذلك، يرى الخبير الأمني مخلد حازم، أن “زيارة الشطري إلى دمشق إيجابية، وهي من ضمن مخرجات لقاء الشرع مع السوداني في الدوحة”.

ويؤكد حازم، أن “مخرجات اللقاء بدأت بنشر قوات من قبل الحكومة السورية على الشريط الحدودي في دير الزور والحسكة والمناطق التي كانت غير ممسوكة أمنياً”.

وحول سبب ترأس الشطري للوفد، يوضح أن “الشطري يمثل الأمن الخارجي بالنسبة للعراق، بخلاف وزير الداخلية الذي يمثل الأمن الداخلي، وبالتالي في مثل هكذا زيارات يفضل أن يكون رئيس جهاز المخابرات، كما أن الوفد يضم مسؤولين من قوات الحدود، وهذا هو الرابط بين العراق وسوريا جغرافياً، ومن المتوقع أن تهيئ الزيارة إلى لقاءات أوسع قد تكون مستقبلاً، وبغداد ليس من صالحها الابتعاد عن دمشق، وروابطنا كثيرة، مجتمعية واقتصادية، والأولويات هي حفظ الأمن والاستقرار”.

ويستطرد أن “الثقة بدأت تعود مع دمشق، والرؤية قد تبلورت في اجتماع الدوحة، والثقة ستزداد بالحكومة السورية الجديدة، لأنها أصبحت واقعاً مفروضاً، وليس من صالح العراق الابتعاد، ويجب أن يكون العراق حاضراً دائماً”.

وفي 17 من نيسان أبريل الحالي، الذي صادق يوم الخميس، جرى الإعلان عن لقاء جمع السوداني بالشرع في قطر، رغم أنه عقد يوم الثلاثاء الذي سبقه، ولم يصدر أي موقف رسمي عراقي، باستثناء مصادر حكومية، فضلا عن بيان من الرئاسة السورية حول اللقاء.

وبحسب المصادر الحكومية التي نشرتها وكالة الأنباء العراقية “واع”، فقد أكد السوداني، على أن العراق يراقب عن كثب التطوّرات الحاصلة في سوريا، والتواجد العسكري للكيان الغاصب على أرضه، وجدد إيضاحَ موقف العراق الثابت والمبدئي، الداعي الى قيام عملية سياسية شاملة وحماية المكوّنات والتنوّع الاجتماعي والديني والوطني في سوريا، وحماية المقدّسات وأماكن العبادة، لكل المجموعات السكّانية التي يتشكل منها الشعب السوري الشقيق، واحترام حقوق الإنسان خصوصا بعد الأحداث التي حصلت مع الطائفة العلوية هناك”.

وبالتزامن مع اللقاء، جرى تداول وثائق تكشف أن الشرع كان معتقلا في العراق منذ الرابع عشر من أيار مايو 2005، بموجب مذكرة صادرة عن مجلس القضاء الأعلى، وقد تم تسجيله حينها باسم وهمي هو “أمجد مظفر حسين النعيمي” في دائرة الإصلاح بسجن التاجي.

يشار إلى أن السوداني، كشف مؤخرا، في ملتقى السليمانية، عن توجيه دعوة رسمية للشرع لحضور القمة العربية في بغداد، وأكد نصا “مرحب به في بغداد”، وذلك بعد الجدل حول دعوته طيلة الأشهر الماضية.

وخلال الشهر الماضي، زار وزير خارجية سوريا، أسعد الشيباني بغداد، والتقى الرئاسات الثلاث، بما فيها السوداني، واعتبرت الخطوة تمهيدا لزيارة الشرع، وجاءت بعد لقاءات عديدة عقدها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع الشيباني في عواصم إقليمية.

من جانبه، يبين الباحث في الشأن السياسي مهند الراوي، أن “زيارة الشطري سبقتها خطوات وزيارات ولقاءات، وهذه الزيارة تأتي لبحث الإجراءات الأمنية وتبادل المعلومات”.

ويؤكد أن “الزيارة ستعقبها زيارات بمستويات عالية مثل وزير الخارجية، أو حتى رئيس الوزراء في حال تم عقد القمة العربية في بغداد، وحضرها الشرع من دون مشاكل”، مبينا أن “العلاقات مطبعة حاليا، وبعد اجتماع الدوحة فإن الأمور ذاهبة إلى الحل، والحكومة تعمل وفقا لسياسية التوازن، ومصالح العراق ووزيارة الشطري، تكملة لاجتماع الدوحة”.

ويتوقع الراوي، أنه “سيتم وضع اللمسات الأخيرة لإعادة افتتاح المعابر الحدودية، واستئناف التبادل التجاري، والأمور مهيئة كلياً، ولا يوجد أي تحفظ لإعادة فتح الحدود، كما سيتم التنسيق لتبادل المعلومات الأمنية بخصوص عناصر داعش، وتحركاتهم في وادي حوران”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العالم الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى