تكهنات حول توقيت وأعضاء فريق التفاوض الأميركي قبل الجولة الرابعة من المحادثات

أثارت بعض التصريحات والتكهنات الإعلامية حول توقيت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة واحتمال تغيير في تشكيلة الفريق التفاوضي الأميركي اهتماماً واسعاً.

ميدل ايست نيوز: عشية الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، المقرر عقدها في سلطنة عمان، أثارت بعض التصريحات والتكهنات الإعلامية حول توقيت هذه المفاوضات واحتمال تغيير في تشكيلة الفريق التفاوضي الأميركي اهتماماً واسعاً.

ورد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، يوم أمس الإثنين خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي على بعض المزاعم حول احتمال تعليق الجولة الرابعة من المفاوضات، وأعلن أن هذه الجولة، بحسب اتفاق مسقط وتصريحات وزير الخارجية العماني، لا تزال مبرمجة ليوم السبت.

ويأتي هذا في ظل ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز سابقاً عن احتمال حاجة الفريق الأميركي إلى أسبوعين للتشاور مع الرئيس دونالد ترامب، وهو ما أثار تساؤلات حول إمكانية تغيير موعد المفاوضات.

وقد صرح بقائي في جزء من مؤتمره الصحفي، رداً على تصريحات وزير الخارجية العماني بشأن مستوى المفاوضات، بأن الجولة الرابعة ستكون بمستوى رفيع، وستُعقد برئاسة سيد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص الأميركي.

وتأتي هذه التصريحات في وقت ذكرت فيه صحيفة العربي الجديد احتمال تغيير في تشكيلة الفريق الأميركي. ووفقاً لهذه الصحيفة القطرية، فإن التقدم المحرز في الجولات الثلاث الماضية، والتي سارت بوتيرة أسهل من المتوقع، قد يدفع واشنطن لتعديل فريقها بما يتلاءم مع المرحلة المقبلة من المحادثات. وتحديداً، تم طرح احتمال مشاركة ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي، على رأس الوفد، لا سيما إذا وصلت المحادثات إلى مرحلة صياغة الإطار النهائي للاتفاق.

ويزداد هذا الاحتمال مع نجاح الجولات الثلاث السابقة، رغم انعدام الثقة المتبادل بين الطرفين، إذ ساعدت المصالح المشتركة في تقليص الفجوات. ويعتقد العديد من المراقبين أن هذا المسار قد يؤدي إلى اتفاق في المستقبل القريب.

ويُظهر التقدم في المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، والتي عقدت جولتاها الأولى والثالثة في مسقط والثانية في روما، وجود إرادة لدى الطرفين لإيجاد حل دبلوماسي. ومع ذلك، تبقى الثقة المتبادلة أكبر العقبات في هذا الطريق. وتُعد تصريحات بقائي، وتأكيده على الالتزام بالجدول الزمني، رسالة واضحة للطرف الآخر بأن إيران تتوقع استمرار المفاوضات كما هو مخطط لها. ومن ناحية أخرى، فإن حاجة الفريق الأميركي للتشاور مع ترامب، كما أوردت العربي الجديد، قد تعكس حساسية هذه المرحلة من المفاوضات. فإذا كانت المحادثات قد وصلت إلى مرحلة تتطلب قرارات رفيعة المستوى، فإن الحضور المحتمل لماركو روبيو قد يشير إلى دخول المحادثات مرحلة أكثر جدية.

ومع ذلك، لا بد من ملاحظة أن التكهنات الإعلامية، رغم أهميتها، قد تكون بعيدة عن الواقع. فقد أثبتت التجارب السابقة أن تغييرات الجدول الزمني أو تشكيلة الفرق غالباً ما تتأثر بعوامل داخلية وخارجية متعددة. بالنسبة لإيران، فإن استمرار المفاوضات في أجواء بنّاءة تقوم على الاحترام المتبادل يمثل أولوية قصوى. وتؤكد تصريحات بقائي على التزام طهران بمواصلة المحادثات ضمن إطار التفاهمات السابقة. وفي المقابل، إذا قررت الولايات المتحدة تغيير فريقها التفاوضي، فقد يكون ذلك دليلاً على رغبتها في تسريع الوصول إلى اتفاق، رغم أن ذلك قد يجلب معه تعقيدات جديدة.

في المجمل، من المرجح أن تشهد الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران وأميركا في الأيام المقبلة مزيداً من الحساسية سواء من حيث التوقيت أو التشكيلة. وقد عززت التطورات الأخيرة الآمال بالتوصل إلى اتفاق دائم، لكنها لا تزال تتطلب إدارة دقيقة ودبلوماسية ذكية من كلا الجانبين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوزصحيفة شرق الإيرانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى