صحيفة كيهان الإيرانية تدعو حكومة بزشكيان إلى عدم الإصرار على الاتفاق مع واشنطن

قالت صحيفة كيهان إن حكومة بزشكيان سواء قبلت بذلك أم لا، فإن لقمة عيش الإيرانيين قد وُضعت على طاولة المفاوضات.

ميدل ايست نيوز: قالت صحيفة كيهان إن حكومة بزشكيان سواء قبلت بذلك أم لا، فإن لقمة عيش الإيرانيين قد وُضعت على طاولة المفاوضات.

وأوضحت صحيفة كيهان الإيرانية المقربة من مكتب المرشد الأعلى أن “هذا الإجراء يجعل أي حركة بسيطة على هذه الطاولة تنعكس مباشرة على المجتمع الإيراني والرأي العام. وبهذا التصرف، تكون الحكومة قد فرضت عبئاً إضافياً على الفريق المفاوض، إذ إنها قيّدت حركته من خلال رفع سقف التوقعات الاجتماعية، مما قلّل من قدرته على المناورة في سير المفاوضات”.

وأكملت: من وجهة نظر الحكومة، فإن السيد عباس عراقجي وزملاءه يجب أن يتوصّلوا إلى “اتفاق”، لأن الاتفاق كان الوعد الرئيسي، أو على الأقل أحد الوعود الأساسية، في الحملة الانتخابية للرئيس بزشكيان، وعدم تحقيقه يعني فشل الحكومة في تقديم إنجاز ملموس.

وأكملت الصحيفة قولها: هذا الخطأ الجسيم وقع قبل 12 عاماً أيضاً. وبعد تجربة الاتفاق النووي المريرة، يبدو أن مفاوضينا في الحكومة الرابعة عشرة قد أصبحوا من جديد عرضة لنفس الخطأين. الولايات المتحدة تصرّ على تحديد مهلة زمنية قصيرة للتوصل إلى “اتفاق”، وتصبح هذه الإصرارات أكثر إثارة للقلق عندما يقوم بعض أعضاء الفريق المفاوض الإيراني، بناءً على تحليلات خاطئة، بتقييم الفترة الزمنية اللازمة للوصول إلى الاتفاق بأنها قصيرة ومحدودة.

وذكرت كيهان: من الخيارات المطروحة في وسائل الإعلام الأمريكية ما يُعرف بـ”الاتفاق المؤقت”. ورغم ما يحمله هذا الخيار من نقاط ضعف كثيرة من وجهة نظر إيران، إلا أن أخطرها ربما يتمثّل في رفع سقف التوقعات الاجتماعية تجاه الوصول إلى اتفاق نهائي، مما يؤدي إلى ربط الاقتصاد الوطني بشكل أكبر بموضوع “الاتفاق” وجعله مرتهناً له.

وأضافت: بناءً على ذلك، فإن “الاتفاق المؤقت” بدلاً من أن يمنح الفريق الإيراني هامشاً من التنفس وحرية الحركة، فإنه سيزيد من الضغوط عليه. لطالما طرحت أوروبا والولايات المتحدة خيار “الاتفاق المؤقت” في كل جولة تفاوض، مستفيدين من معرفتهم بهذه الخاصية في المشهد الإيراني.

وتابعت: كما أن “الاتفاق المؤقت” هو أيضاً من الحلول التي اقترحتها مراكز التفكير الغربية مثل مركز الأمن الأمريكي الجديد (CNAS)، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، ومجموعة الأزمات الدولية (ICG)، وغيرها من المؤسسات، على مفاوضيهم.

وأكدت كيهان أن “هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها إيران في مفاوضات حول برنامجها النووي السلمي. فالتزامات إيران القابلة للتقديم في المجال النووي باتت واضحة تقريباً، كما أن دروس الاتفاق النووي السابق جعلت من مطالب إيران من الطرف الآخر أكثر وضوحاً وملموسية من أي وقت مضى”.

وقالت إنه إذا كانت نية الطرف الأمريكي التفاوض على أساس الندية والتوصل إلى “اتفاق حقيقي”، فإن الصورة واضحة بما يكفي لعدم الحاجة إلى “اتفاق مؤقت”.

وأضافت: بالرغم من أن الحكومة الرابعة عشرة قدّمت “الاتفاق” كأحد وعودها الانتخابية، إلا أنه لا داعي للإصرار على هذا الخطأ، ونأمل أن يستفيد السيد عباس عراقجي، الذي نعترف بمدى التزامه، من التعاون مع السيد بزشكيان، المعروف بتأكيده الخاص على مصالح النظام والشعب، وأن ينظروا إلى هذه القضية من منظور المصلحة الوطنية وليس من خلال عدسة المنافسات الانتخابية أو الانتماءات الحزبية.

وقالت: ينبغي أن يضعوا دائماً أمام أعينهم هذه العبارة المهمة التي قالها قائد الثورة الإسلامية: “عدم التوصل إلى اتفاق أشرف من اتفاق يُداس فيه على مصالح الأمة وتُنتزع فيه عزتها.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى