من الصحافة الإيرانية: ما مدى علاقة تأجيل محادثات طهران وواشنطن بالخلافات الأميركية الداخلية؟

رأى أستاذ في الجغرافيا السياسية أن الخلافات التي نشأت في البيت الأبيض واستقالة مايك مالتز من منصب مستشار الأمن القومي لم تسمح لويتكوف بالسفر إلى أوروبا لإكمال المحادثات مع إيران.

ميدل ايست نيوز: رأى أستاذ إيراني في الجغرافيا السياسية أن الخلافات التي نشأت في البيت الأبيض واستقالة مايك مالتز من منصب مستشار الأمن القومي لم تسمح لويتكوف بالسفر إلى أوروبا لإكمال المحادثات مع إيران.

وتحدث عبد الرضا فرجي راد، لصحيفة هم ميهن، عن أسباب تأجيل المحادثات بين إيران والولايات المتحدة قائلا: “نظرًا للخلافات التي نشأت داخل البيت الأبيض وإدارة ترامب، واستقالة مايك مالتز من منصب مستشار الأمن القومي، أعتقد أن الظروف لم تكن مواتية لسفر ويتكوف إلى أوروبا خلال الأيام الماضية. هذه الخلافات تمحورت حول قضايا مثل إيران وأزمة أوكرانيا وروسيا، ويُعتبر منصب مستشار الأمن القومي من أهم المناصب داخل البيت الأبيض، بل هو أقرب منصب سياسي إلى رئيس الولايات المتحدة. وبناءً على هذه التطورات، فإن تأجيل المفاوضات كان أمرًا طبيعيًا، وأعتقد أن المفاوضات ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة. حاليًا، أُسند هذا المنصب إلى ماركو روبيو، لكن يُقال إن هناك إصرارًا كبيرًا على أن يتولى ويتكوف هذا المنصب، إلا أنه لم يقبل بعد”.

ورأى أن “المشاورات السياسية في هذه الجولة من المفاوضات كانت مهمة جدًا للطرف الأمريكي. السياسات الأمريكية في طور التغيّر. وبالنظر إلى التصريحات التي أدلى بها روبيو خلال اليومين الماضيين بشأن تخصيب اليورانيوم وتفتيش المواقع الإيرانية، يبدو أن سياساتهم قد تغيرت مقارنة بجولات التفاوض السابقة. فعندما يُدلي شخص في هذا المنصب بتلك التصريحات، يكون لها دلالات مهمة ويجب التوقف عندها. وينبغي للطرف الإيراني أن يأخذ هذه المواقف على محمل الجد ويُجري المشاورات اللازمة بشأنها”.

وفيما يتعلق بالانتقادات الموجّهة إلى مواقف رافائيل غروسي، قال الدبوماسي الإيراني السابق: أجرى غروسي أمس مقابلة أخرى تناقضت مع تصريحاته السابقة، إذ قال إنه لم يقصد أن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي. غروسي يتحدث بشكل متناقض كثيرًا، وهذه طريقته منذ أن أصبح مديرًا عامًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فهو يختلف عن المديرين السابقين. من جهة، بعدما أثار روبيو مسألة تفتيش منشآت إيران، بدا عليه الارتباك وكأن الوكالة على وشك أن تُستبعد، ومن جهة أخرى، يتعرض لتحريض من الأوروبيين.

وقال: يجب أن نلاحظ أن الأمريكيين لا يُعيرون غروسي والوكالة اهتمامًا كبيرًا، ولهذا يحاول أن يقترب أكثر من الأوروبيين، الذين بدورهم يضطلعون بدور مشبوه في العملية الجارية بين إيران وأمريكا، فتارة يصرّحون بتصريحات إيجابية، وتارة يُضخمون الأمور ويؤججونها. غروسي يحاول بدهاء أن يُكرر نفس خطاب الأوروبيين. ومع ذلك، فإن إيران تعمل مع غروسي، وهناك مفاوضات جارية، وقد تعهدت إيران بمزيد من التعاون مع الوكالة. وفي ظل هذه الظروف، يجب نزع الذرائع من يد الأمريكيين بل وحتى الأوروبيين، والمضي قدمًا بحكمة وتروٍّ”.

ومع عودته إلى البيت الأبيض اعتمد ترامب سياسة “الضغوط القصوى” حيال إيران، فحثها على التفاوض، مهددا في الوقت ذاته بالخيار العسكري في حال فشلت الدبلوماسية.

ويوم الخميس، تعهد ترامب بأن يكون حازما في التنفيذ الفعال لعقوبات يعود تاريخها إلى ولايته الأولى، مما سينعكس في إجراءات جذرية ضد النفط الإيراني.

وكتب الرئيس الأميركي في منشور على شبكته “تروث سوشيال” قائلا “جميع مشتريات النفط والبتروكيميائيات يجب أن تتوقف الآن”.

وأضاف أن “أي دولة أو شخص يشتري أي كمية من النفط الإيراني أو المنتجات الكيميائية سيتعرض فورا لعقوبات غير مباشرة”.

ويأتي تحذير ترامب غداة إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة على 7 شركات ضالعة في بيع النفط الإيراني، مقر 4 منها في الإمارات العربية المتحدة، والخامسة في تركيا.

وتشتبه بلدان غربية -في مقدمها الولايات المتحدة، وأيضا إسرائيل التي يعتبر خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط– في أن إيران تسعى إلى حيازة قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه طهران، مشددة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصرا.

ونص اتفاق نووي أبرم عام 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) فضلا عن ألمانيا على تقييد أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات عنها.

وفي عام 2018 سحب ترامب بلده بقرار أحادي من الاتفاق النووي الذي كانت طهران تلتزم ببنوده بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعاد فرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية، وردّت إيران بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها بموجب الاتفاق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − ثلاثة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى