“رصاصة قاتلة”… تحذيرات من حفر 70 بئراً عميقة في طهران لمواجهة أزمة المياه
انتقد عضو الهيئة الأكاديمية في مركز أبحاث الطرق والإسكان في إيران بشدة قرار وزارة الطاقة حفر 70 بئراً عميقة في طهران.

ميدل ايست نيوز: انتقد عضو الهيئة الأكاديمية في مركز أبحاث الطرق والإسكان في إيران بشدة قرار وزارة الطاقة حفر 70 بئراً عميقة في طهران، واصفاً هذا الإجراء بأنه “الرصاصة القاتلة لاستدامة طهران”.
وأكد علي بيت اللهي أن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية، خاصة في المناطق الجنوبية من العاصمة الإيرانية، مما يؤدي إلى توسع أكبر في منطقة الهبوط الأرضي في البلاد من جنوب غرب طهران باتجاه شهريار، ثم جنوب محافظة البرز وهشتكرد، وحتى سهل قزوين.
وأشار إلى أنه في السنوات الماضية تم حفر العديد من الآبار لتأمين المياه، وقال: “رغم أن معدل الهبوط الأرضي في طهران كان ثابتاً عند حوالي 20 سنتيمتراً خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن هذا المعدل ازداد بشكل ملحوظ في أواخر عام 2023 وعام 2024”.
وحذر هذا الأستاذ الجامعي، استناداً إلى بيانات بحثية، من أن البنى التحتية الحيوية مثل المصافي وخزانات الوقود وخطوط نقل الغاز وخطوط الكهرباء عالية الضغط والعديد من المراكز الصناعية الأخرى تقع مباشرة ضمن منطقة الهبوط الأرضي في طهران، مما يعرضها لخطر جسيم.
وانتقد عضو الهيئة الأكاديمية في مركز أبحاث الطرق والإسكان في إيران تجاهل وزارة الطاقة لتحذيرات الخبراء، قائلاً: “تخصيص ميزانية والاستعداد لحفر 50 إلى 70 بئراً عميقة في طهران يعد من أكبر الضربات لاستدامة الأرض في هذه المنطقة، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين من سكان طهران في نفس منطقة الهبوط الأرضي”.
وأضاف: “بدلاً من الاستفادة من تجارب الدول التي نجحت في مواجهة ظاهرة الهبوط الأرضي والسعي لتقليل معدلاته، فإننا من خلال مثل هذه القرارات نُسهم عملياً في استمراره وتفاقمه. استمرار هذا المسار ستكون له عواقب لا يمكن تعويضها على البنية التحتية والمنشآت القائمة”.
وفي عام 2024، واجهت محافظة طهران انخفاضاً كبيراً في كميات الأمطار، حيث تراجعت معدلات الهطول بشكل ملحوظ مقارنةً بالمعدل طويل الأجل. وتشير التوقعات إلى أن هذا الاتجاه سيستمر حتى أواخر الربيع وبداية الصيف، ما يشير إلى استمرار الجفاف وتراجع الموارد المائية خلال فصل الصيف.
وبحسب بيانات شركة مياه منطقة طهران، فقد انخفض حجم المخزون في السدود الخمسة الرئيسية في طهران حتى نهاية أبريل 2025 مقارنةً بالعام الماضي، كما أن بعض هذه السدود امتلأت بأقل من 50٪ من طاقتها الاستيعابية. كذلك تراجعت كمية المياه الواردة إلى هذه السدود، ما يعد جرس إنذار خطير لصيف يعاني من نقص المياه.
وفي مواجهة هذا الوضع، وُضعت خطط لتأمين مياه الشرب في طهران، من ضمنها حفر 50 إلى 70 بئراً عميقة، كخيار طارئ. وقد قوبل هذا المشروع بمعارضة صريحة من بعض الخبراء وأعضاء مجلس مدينة طهران، الذين يرون أن هذا الإجراء ليس حلاً مستداماً، بل يزيد من أزمة الموارد الجوفية.
الهبوط الأرضي أو الانخساف الأرضي، والذي يُعرف أيضاً بـ”الزلزال الصامت”، هو ظاهرة تحدث نتيجة الاستهلاك المفرط للمياه الجوفية.
وفي صيف عام 2021، نشرت مؤسسة “إنتل لاب” البحثية صوراً فضائية شبّهت فيها الهبوط الأرضي في طهران بـ”قنبلة موقوتة”، واعتبرت أن هذه الظاهرة تشكل خطراً محتملاً على الملايين من سكان محافظة طهران. وفي الفترة نفسها، أعلنت هيئة الجيولوجيا أن معدلات الهبوط الأرضي في بعض مناطق طهران وصلت إلى 25 سنتيمتراً سنوياً، فيما صرّح محمد حقاني، خبير الإدارة الحضرية وعضو سابق في مجلس مدينة طهران، أن المعدل وصل في بعض المناطق إلى 33 سنتيمتراً.