كيف علقت الصحف المحافظة في إيران على تأجيل المفاوضات النووية؟

في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأميركي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أظهرت وسائل الإعلام المحافظة في إيران ردود فعل متباينة تجاه الموقف الأميركي المتشدد.

ميدل ايست نيوز: في أعقاب تصريحات وزير الخارجية الأميركي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أظهرت وسائل الإعلام المحافظة في إيران ردود فعل متباينة تجاه الموقف الأميركي المتشدد.

وقال روبيو في مقابلة مع قناة Fox news الأمريكية أنه إذا كانت إيران ترغب في برنامج نووي مدني سلمي، أي محطات طاقة نووية كما هو الحال في دول أخرى حول العالم، فهناك طريقة لتحقيق ذلك وهي بناء المفاعلات واستيراد اليورانيوم المخصب لتشغيلها، هكذا تفعل عشرات الدول حول العالم.

وأضاف: الدول الوحيدة في العالم التي تُخصب اليورانيوم هي تلك التي تمتلك أسلحة نووية. ما تطلبه إيران أساسًا هو أن تكون الدولة الوحيدة غير الحائزة للأسلحة في العالم التي تُخصب اليورانيوم.

وأكد روبيو: مستوى التخصيب الذي تُخصبه ليس ذا أهمية في حد ذاته، لأنه في الواقع، إذا كانت لديك القدرة على التخصيب بنسبة 3.67%، فلن يستغرق الأمر سوى بضعة أسابيع للوصول إلى نسبة 20%، ثم 60%، ثم 80% و90% اللازمة لصنع سلاح.

وتابع وزير الخارجية الأمريكي: هذا هو المسار الصحيح للمضي قدمًا هنا. كل ما تحتاجه إيران هو أن تقول إنها وافقت على وقف التخصيب، وأن لديها مفاعلات نووية لأننا نريد طاقة نووية، وأننا سنستورد اليورانيوم المخصب. هذه فرصة لهم إذا انتهزوها. هذه – وهذه أفضل فرصة ستتاح لهم. الرئيس ترامب رئيس سلام. لا يريد حربًا. لا يريد صراعًا. لا أحد منا يريد ذلك. وهناك طريق للمضي قدمًا. لكن ما لا يمكن أن يحدث هو العيش في عالم تمتلك فيه إيران سلاحًا نوويًا.

وقال روبيو: أعتقد أنه سيتعين على إيران السماح للأمريكيين بالدخول كجزء من – يمكنكم إرسال – ربما سيكون هناك مفتشون فرنسيون، أو مفتشون إيطاليون، أو سعوديون، أو أي شخص آخر. لكن أعتقد أنه لا يمكنكم القول ببساطة إننا لن نسمح لأي أمريكي بالدخول.

وشدد الوزير الأمريكي أنه إحدى إخفاقات بايدن في الاتفاق النووي مع إيران هو عدم إمكانية تفتيش المواقع العسكرية.

وعلقت صحيفة خراسان الأصولية، على تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات وعلى التغيرات داخل فريق ترامب ومواقف ماركو روبيو الأخيرة، وكتبت: ما صرّح به روبيو يتعارض بشكل واضح مع نهج الأمريكيين في مفاوضات عمان وروما، وقد يؤدي إلى فشل هذه المفاوضات. ومن المؤكد أن إيران لن تقبل أيًّا من هذه الشروط التي تطرحها واشنطن.

وأضافت الصحيفة المحافظة: تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في عمان، ليس مجرد تأخير بسيط، بل هو مؤشر على تغيير عميق في قواعد اللعبة. هذه المرة، حددت إيران بوضوح وصراحة أن نطاق الحوار يقتصر فقط على الملف النووي، وأغلقت عمليًا أيّ مجال للمساومات أو لتحويل النقاش إلى قضايا جانبية. وهذا يعني أن الطرف الآخر لم يعد بإمكانه استخدام المناورات التكتيكية لتغيير الرواية لصالحه.

وأوضحت خراسان: في المقابل، تواجه إدارة ترامب في واشنطن ليس فقط تعقيدات الملف الإيراني، بل أيضًا انقسامات داخلية خطيرة في هيكل السلطة؛ حيث لا يوجد إجماع واضح بشأن الاستراتيجية النهائية تجاه طهران. هذه التناقضات أدت إلى حالة من الفوضى والتراجع المتكرر.

وأكملت: في هذا السياق، تتعامل إيران دون ردود فعل استعراضية على التهديدات الصاخبة، بل من خلال إدارة المشهد والسيطرة على التوقيت، مما وضع الطرف الآخر في موقف دفاعي، لأنها تدرك هذه الحقيقة جيدًا: لا الحرب، ولا التفاوض غير المشروط، يشكلان أدوات فعالة للضغط. عندما تكون المعادلات واضحة، فإن الوقت دائمًا يكون في صالح من لا يستعجل.

من جهتها، كتبت صحيفة كيهان المقربة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني: يحاول ترامب أن يقدّم نفسه كشخصية تغيّر قواعد اللعبة في السياسة الخارجية، لكن قراراته بخصوص الصراع في أوكرانيا والمفاوضات النووية مع إيران وعلاقاته مع بوتين، قد تضع الولايات المتحدة أمام سلسلة من الهزائم الجيوسياسية الخطيرة، وتحوّله من «عبقري الصفقات» إلى رمز لعدم الاستقرار.

وأضافت: ما كان ترامب يسعى إليه في الواقع، لم يكن مجرد احتواء، بل كان يبحث عن الإعجاب؛ صورة لرجل استطاع، حيث فشل الآخرون، أن يحلّ الأزمة بدون اللجوء إلى الحرب. ومنطقيًا، أيّ زعيم عاقل سيستبدل حلاً دبلوماسيًا للبرنامج النووي الإيراني بنار حرب مدمّرة، طالما أن نافذة – وإن ضيقة – للحوار لا تزال مفتوحة؟

وذكرت الصحيفة: ربما تكون إيران مستعدة لخفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى غير عسكري، وتسمح بالتحقق من هذا الخفض بشكل مستقل، لكنها لن تقبل أبدًا بتفكيك كامل لبرنامجها النووي.

وأكدت كيهان: لن ننتظر حدوث معجزة. ما تبقى ليس فرصة ذهبية، بل آخر خيط للأمل: أن يتراجع دونالد ترامب عن مسار واضح يقود نحو كارثة. مسار، إن أصرّ عليه، لن يؤدي فقط إلى سلسلة مذهلة من الإخفاقات في السياسة الخارجية، بل سيدمّر صورة «المفاوض العبقري» التي يحاول ترسيخها. وفي النهاية، قد ينتهي به الأمر إلى أن يُوصَف بنفس اللقب المهين الذي أطلقه سابقًا على جو بايدن: «أحمق مدمّر للغاية».”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى