المدير التنفيذي لشركة مياه طهران: العاصمة تدخل عامها الخامس من أزمة المياه
حذر المدير التنفيذي لشركة مياه طهران من استمرار الجفاف مشيراً إلى أن مشاريع نقل المياه ليست سوى حلول مؤقتة.

ميدل ايست نيوز: حذر المدير التنفيذي لشركة مياه طهران من استمرار الجفاف، ودعا المواطنين إلى ترشيد استهلاك المياه لتجاوز فصل الصيف، مشيراً إلى أن مشاريع نقل المياه ليست سوى حلول مؤقتة.
وقال حسام خسرويان إن العاصمة تدخل عامها الخامس على التوالي من الجفاف، وأضاف: “نحن في العام الخامس من أزمة المياه، وتأمين المياه، خصوصاً للقطاع الصناعي، يواجه صعوبات كبيرة”.
بالتزامن مع ذلك، صرّح محمد صادق معتمديان، محافظ طهران، لوكالة “إيلنا” بأن كمية الأمطار هذا العام انخفضت بنسبة 35% مقارنة بالمعدل طويل الأمد، و14% مقارنة بالعام الماضي.
وأضاف أن غالبية مصادر المياه في محافظة طهران تأتي من المياه الجوفية، بالإضافة إلى كمية محدودة من السدود الخمسة، ومع الانخفاض الحاد في مستويات المياه بالسدود والموائد المائية، اضطررنا إلى تنفيذ مشاريع نقل المياه من خارج المحافظة.
الجفاف: أزمة مناخية أم إدارية؟
وفي 13 أبريل المنصرم، قال مهدي بيرهادي، رئيس لجنة الصحة في مجلس بلدية طهران، في مقابلة مع موقع “خبر أونلاين”، إن أزمة المياه في طهران ليست فقط قضية مناخية، بل نتيجة سنوات من سوء التخطيط وانعدام التنسيق المؤسسي وتجاهل الصحة العامة.
وأشار إلى خطورة وضع الموارد المائية في العاصمة، محذراً من أن “طهران تذوق العطش”، واستخدام المياه المعالجة بطريقة غير مطابقة للمواصفات يشكل تهديداً لصحة السكان.
السيطرة على الاستهلاك الحضري
وأوضح خسرويان أن إجراءات بسيطة، مثل تقليل وقت الاستحمام ووضع زجاجة ماء داخل خزان المرحاض وإصلاح تسريبات مبردات المياه، يمكن أن تساهم بشكل كبير في تقليل الاستهلاك. كما شدد على ضرورة تقليص استخدام مياه الشرب لري المساحات الخضراء إلى الحد الأدنى.
من جانبه، أكد بيرهادي أن معدل استهلاك الفرد من المياه في طهران مرتفع ومقلق، إذ في حين يبلغ معدل الهطول المطري السنوي نحو 229 ملم فقط، فإن متوسط استهلاك الفرد اليومي يتراوح بين 320 و370 لتراً.
وحذّر من أن الزيادة السكانية في طهران ستضاعف الحاجة إلى المياه، داعياً إلى إدراج تعديل معدل الاستهلاك ضمن الأولويات العاجلة.
كما حذّر محافظ طهران من الاستهلاك المفرط، مشيراً إلى أن دراسات وزارة الطاقة وشركة المياه والصرف الصحي كشفت أن 63% من سكان المحافظة يستهلكون المياه بضعف المعدل المعياري، محذراً من أن استمرار هذا النمط سيجعل إدارة الموارد المائية “بالغة الصعوبة”.
وأضاف أن الإعلام يجب أن يضطلع بدور توعوي في نشر ثقافة ترشيد المياه، وأن على المواطنين التصرف بمسؤولية لتجنب أزمة مياه خلال الأشهر الحارة القادمة، حيث يزيد الاستهلاك بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
لا أمل في مشاريع نقل المياه
وقال المدير التنفيذي لشركة مياه طهران إن مشاريع نقل المياه من السدود خارج طهران “هي حلول مؤقتة فقط”، وإنه “ما لم تتم إدارة استهلاك المياه في طهران، لا يمكن توقع استدامة في تأمين المياه”.
في المقابل، أعلن المحافظ أن مشاريع نقل المياه من سد لار وخط بديل من طالقان قيد التنفيذ، ومع توفير التمويل من الحكومة وبلدية طهران، من المتوقع أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولى من مشروع طالقان خلال شهرين بسعة 160 مليون متر مكعب.
وكان أحمد صادقي، عضو مجلس بلدية طهران، قد صرّح في جلسة سابقة أن هذه المشاريع ليست سوى “مسكنات مؤقتة”، والحل الجذري يكمن في “إصلاح نمط الاستهلاك والحد من النمو السكاني غير المنضبط في طهران”.
وردّ خسرويان على ذلك بالتأكيد على أن إدارة الاستهلاك يجب أن تكون أولوية، وليس التوسع في حلول مؤقتة.
حرب مياه تلوح في أفق هضبة إيران
وفي 6 أبريل 2025، حذّر أبوالفضل أبوترابي، عضو مجلس الشورى، في تصريح لوكالة “إيلنا”، من احتمال اندلاع “حرب مياه” بين المحافظات، وقال: “طهران تواجه وضعًا حرجًا وخطيرًا للغاية، ومحافظات مثل فارس وسيستان وبلوشستان ومناطق أخرى في شرق البلاد تواجه مشكلات مشابهة”.
وأضاف أن أزمة المياه في مشهد أصبحت “كارثة مروعة”، مشبّهاً الوضع هناك بما هو عليه في طهران وأصفهان ويزد، محذراً من أن “الوضع قد يصبح في المستقبل أكثر خطورة”.
وانتقد أبوترابي غياب الأولويات في إدارة المياه قائلاً: “بينما نعاني من شح كبير في الموارد المائية، ننقل المياه إلى الجبال العالية لزراعة بساتين الخوخ! لكن علينا أن نسأل: أيهما أهم، الخوخ أم هبوط أرض أصفهان ومياه شرب يزد؟ لقد فقدنا أولوياتنا”.