التوترات بين الهند وباكستان: ميناء تشابهار الإيراني في مرمى نيران الحرب

في حال اندلاع حرب بين الهند وباكستان، فإن دولاً مثل أمريكا والصين ستتخذ مواقف متناسبة مع الظروف، آخِذة في الحسبان مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية.

ميدل ايست نيوز: في حال نشوب حرب بين الهند وباكستان، فلن يكون استقرار جنوب آسيا وحده معرضاً للخطر، بل ستواجه المشاريع الاستراتيجية مثل مبادرة “الحزام والطريق” الصينية والممرات الإقليمية، ومنها مشروع ميناء جابهار الإيراني، تهديداً جدياً.

ويرى أمير بسنديده‌ بور، محلل العلاقات الدولية، في حديثه لموقع آوش، أن الحرب بين الهند وباكستان ستجبر القوى الاقتصادية الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين على لعب دور نشط. ويقول: «في حال اندلاع الحرب، فإن دولاً مثل أمريكا والصين ستتخذ مواقف متناسبة مع الظروف، آخِذة في الحسبان مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية».

وبحسب قوله، فإن الولايات المتحدة، التي تجمعها علاقات اقتصادية واستراتيجية عميقة مع الهند، ستحاول على الأرجح استخدام أدوات دبلوماسية وضغوط دولية لمنع تصاعد التوترات. في المقابل، يُحتمل أن تتبع الصين، التي تربطها علاقات استراتيجية وثيقة بباكستان، نهجاً حذراً وغير مباشر لدعم إسلام آباد.

الممرات الاقتصادية في دائرة الخطر

يؤكد بسنديده‌ بور أن أحد أبرز تداعيات الحرب المحتملة هو التهديد المباشر للممرات الاقتصادية الحيوية في المنطقة. ويشير إلى مشروع “الحزام والطريق” الصيني قائلاً: «الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني يمر عبر مناطق قد تكون شديدة الهشاشة في حال نشوب حرب، ما سيعرض البنية التحتية للمشروع للخطر، ويهدد بشكل كبير أمن الاستثمارات الصينية هناك».

وأضاف أن ممر الشمال-الجنوب يمثل أهمية خاصة للهند، ويقول: «في حال نشوب صراع، قد يتراجع تركيز الهند على هذا المشروع، وستتعرض صادراتها وحركة ترانزيت السلع عبر هذا الطريق للاضطراب. كما يُحتمل أن تمتد حالة عدم الاستقرار إلى الحدود الشرقية لإيران».

تأثيرات الحرب على مشروع تشابهار والأمن الإقليمي

يرى هذا المحلل أن مشروع ميناء جابهار سيكون أحد المحاور الحساسة والمعرضة للخطر في حال اندلاع حرب، ويقول: «ميناء جابهار، الذي يُنظر إليه كمنافس لميناء جوادر في باكستان، سيكون عرضة للتهديد، وقد تقوم الهند بتجميد استثماراتها فيه أو تعليقها مؤقتاً».

كما يحذر من أن تصاعد عدم الاستقرار سيزيد من المخاطر وتكاليف التأمين لمسارات نقل الطاقة من الخليج إلى الهند.

التبعات الاقتصادية المحتملة على إيران

وعن تداعيات الحرب المحتملة على الاقتصاد الإيراني، يقول بسنديده‌ بور: «الصراع العسكري بين الهند وباكستان سيؤثر بشكل خطير على التجارة الخارجية لإيران، من خلال انخفاض الطلب على خدمات الترانزيت، وعدم الاستقرار على الحدود الشرقية، وتراجع الصادرات إلى كلا البلدين».

وفي الختام، يؤكد الخبير الإيراني أن تصاعد عدم الاستقرار في البحار سيرفع من تكاليف التأمين البحري، ويعرض المشاريع الإيرانية الحيوية الرامية للاتصال بأسواق آسيا الوسطى وروسيا لتحديات جسيمة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى