من الصحافة الإيرانية: إيران في عزلة عن طرق ترانزيت الغاز
قال مساعد وزير النفط الإيراني السابق للشؤون الدولية إن الدور الإيراني في الممرات الإقليمية بات ضعيفًا حيث لم تأخذ الصين ميناء تشابهار ضمن مشروعها الحزام والطريق.

ميدل ايست نيوز: قال مساعد وزير النفط الإيراني السابق للشؤون الدولية إن الدور الإيراني في الممرات الإقليمية بات ضعيفًا حيث لم تأخذ الصين ميناء تشابهار ضمن مشروعها الحزام والطريق.
وأوضح مهدي حسيني، في حديث لوكالة إيلنا، تعليقاً على خطة تركيا لاستيراد الغاز من تركمانستان عبر بحر قزوين: “تتابع الصين اليوم ضمن مبادرة “الحزام والطريق” مشروع طريق بري يمتد من الصين حتى ميناء جوادر جنوب باكستان مروراً بتركمانستان وبحر قزوين، لكن حتى ميناء تشابهار لم يُدرج في هذا المسار، وهو أمر مثير للقلق. فمن جهة لدينا اتفاقية لمدة 25 عامًا مع الصين، ولكن في أكبر مشروع ممر بري وسككي للصين، يتم تجاهل إيران تماماً.”
وتابع : “إلى جانب تركمانستان، أصبحت أذربيجان نشطة جدًا أيضًا في مجال الممرات، إذ يُستخدم خط باكو–جيهان لتصدير نفط بحر قزوين إلى تركيا ومنها عبر مضيق الدردنيل إلى أوروبا. أذربيجان تستخرج الغاز من أربعة حقول بالإضافة إلى حقل شاه دنيز، الذي تملك فيه إيران حصة 10%، وتوصله إلى أوروبا بمساعدة تركيا، التي تساهم بدورها في نقل هذا الغاز والنفط إلى الأسواق الأوروبية. كما أن تركمانستان تسعى الآن، بدلاً من استخدام شبكة روسيا، إلى استغلال مسار بحر قزوين. كل هذه التطورات تحدث في الدول المجاورة، بينما إيران متأخرة في استغلال موقعها الجغرافي ولم تستفد من دبلوماسية الطاقة والاقتصاد.”
وأضاف مساعد وزير النفط الإيراني السابق للشؤون الدولية: “نحن أعضاء في منظمة شنغهاي، ومن المفترض أن تكون الصين إلى جانبنا، لكنها تتجه نحو التعاون مع باكستان وأفغانستان أكثر، وتتجنب استخدام الأراضي الإيرانية. في زمن الاتحاد السوفيتي كان لدينا خط أنابيب غاز متصل بأذربيجان، وبعد الثورة أبرمنا أول عقد مع تركيا، كما أن شبكتنا الرئيسية متصلة بباكستان، لكنها لم تتجاوز الحدود بسبب خلافات حول سعر الغاز. في حين أن الغاز لا يُسعر كما النفط في الأسواق العالمية، بل يخضع للتفاوض الثنائي. ولكننا بعنا الغاز لتركيا بسعر مرتفع، فاعترض البعض واعتبروا أن سعر التصدير يجب أن يكون مماثلاً لكل الدول، ما أدى إلى توقف مشروع “خط أنابيب السلام” لأن باكستان لم تعد ترى مصلحة اقتصادية في استبدال النفط الثقيل بالغاز الإيراني.”
وأكد حسيني: “لدينا عدة خطوط أنابيب تم التخلي عنها. إذا قمنا باستغلال غاز الخليج الفارسي، فلماذا تستورد الإمارات والكويت الغاز من أمريكا؟ في حين أنه يمكننا إنشاء خط أنابيب بطول 100 كيلومتر فقط لربطهم بنا وجعلهم يعتمدون علينا. جميع جيراننا الـ15 بحاجة إلى الغاز الإيراني، ويمكننا توسيع شبكة التصدير من حولنا. بينما العالم يستثمر في تطوير الممرات، نحن لا نملك أي رؤية واضحة في هذا المجال. الاتحاد السوفيتي السابق كان ينقل النفط والغاز إلى 23 دولة أوروبية عبر خطوط أنابيب ما تزال موجودة، رغم أن الحرب في أوكرانيا عطلت استخدامها حالياً. العالم كله أدرك أهمية الكريدورات النفطية والغازية، لكننا متأخرون في الإنتاج وفي ربط شبكاتنا، ونفقد الفرص الواحدة تلو الأخرى.”
وختم قائلاً: “تركيا لديها خطط لاستهلاك وتصدير الغاز، وهي تتفاوض حتى مع دول جنوب سوريا للاستثمار في استخراج النفط والغاز وتصديره إلى أوروبا. تركيا نشطة جداً في خططها لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، وكذلك أذربيجان التي أصبحت لاعباً محورياً في شبكات الممرات وتربط نفسها في النهاية بتركيا.”
وأشار أيضًا إلى خطة تركيا لاستيراد الغاز من تركمانستان عبر بحر قزوين قائلاً: “رغم أن إنشاء خط أنابيب بحري أكثر تكلفة من خط بري، إلا أن تركيا تنوي استخدام الجزء الشمالي الضحل من بحر قزوين لتنفيذ هذا المشروع.”