لقاء أردوغان والسوداني: الأمن وطريق التنمية وضرورة عودة ضخ النفط بين تركيا والعراق
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ارتباط أمن العراق وتركيا، آملاً عودة ضخ النفط من الأنابيب بين البلدين، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في أنقرة.

ميدل ايست نيوز: شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ارتباط أمن العراق وتركيا، آملاً عودة ضخ النفط من الأنابيب بين البلدين، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في أنقرة. من جهته أكد السوداني أنّ علاقة بلاده مع تركيا تستند إلى أساس مواجهة الإرهاب، وأنه يرغب في تطوير العلاقات المشتركة، معتبراً أن طريق التنمية بقيادة العراق وتركيا من أهم المشاريع في الشرق الأوسط.
وخلال مؤتمر صحافي عقده مع السوداني في المجمع الرئاسي، قال أردوغان إنّ مشروع طريق التنمية سيساهم بشكل كبير في استقرار وازدهار العراق والمنطقة برمتها. والمشروع عبارة عن طريق بري وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، يبلغ طوله 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج. ودعا أردوغان الدول المهتمة بالمشروع الذي وصفه بأنه “استراتيجي” إلى المشاركة فيه.
كما شدد الرئيس التركي على أن حكومة بلاده لم ولن تعتبر استقرار العراق وأمنه منفصلاً عن أمن واستقرار تركيا، مضيفاً بحسب ما أوردته وكالة “الأناضول”: “نريد المُضي قُدماً وبسرعة في مواضيع تتعلق باستئناف ضخ البترول عبر خط أنابيب النفط العراقي التركي”. وأوضح أن تركيا والعراق أكدا عزمهما مواصلة الكفاح ضد التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً للأمن القومي التركي وللعراق أيضاً.
وعقد السوداني اجتماعاً ثنائياً مع أردوغان، تناول البحث في مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل المضي في تنفيذ الاتفاقات التي سبق توقيعها بين البلدين في إبريل/ نيسان 2024. وبحسب بيان لمكتب السوداني، فإنه “جرى التأكيد المتبادل على استكمال الجهود النوعية المشتركة لتعزيز التعاون”، وأكد السوداني “حرص الجانبين على تنفيذ مُخرجات اتفاقات الإطار الاستراتيجي للتعاون المشترك، بما يرفع قدرة البلدين على مواجهة التحديات المشتركة”.
وأضاف أن “العراق يثمّن التعاون البناء المشترك، ومخرجات الآلية الأمنية الرفيعة المستوى، والحوار الصريح والشفاف الذي يتناول مختلف الجوانب الأمنية التي تهم البلدين، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، والاتّجار بالبشر، وتجارة المخدرات”.
وتطرّق السوداني إلى مشروع طريق التنمية، وإسهاماته على المستوى الدولي والإقليمي في “تعزيز التكامل الاقتصادي، ورفع مستوى التبادل بين العراق وتركيا، وخلق فرص واسعة ومتعددة للتنمية، والمناطق الصناعية والزراعية، والتعاون بين القطاع الخاص في كل من العراق وتركيا، إضافة إلى مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، والمجالات الثقافية وسائر مجالات التعاون”.
وشهد اللقاء البحث في أبرز الأحداث في المنطقة وتطوراتها، حيث جرت إدانة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلى تطابق المواقف بين العراق وتركيا في هذا الصدد، فضلاً عن تأكيد أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية، وانسحاب الاحتلال بشكل كامل.
وفي الشأن السوري، جرى التأكيد المشترك على دعم الاستقرار والانتقال السياسي فيها، ومساعدة الشعب السوري في أزمته، وضرورة تعزيز السيادة، ورفض استغلال الظروف الحالية للتدخل في الشأن الداخلي، وضرورة حماية التعدد والتنوع في مكونات المجتمع السوري.
وخلال استضافته في برنامج نظمته وكالة الأناضول بعنوان “المحور: العلاقات العراقية التركية”، قال السوداني إنّ “طريق التنمية بقيادة العراق وتركيا من أهم المشاريع في الشرق الأوسط، وإننا نرغب في أن تكون العلاقات التركية العراقية جزءاً من معادلة الاستقرار الإقليمي”، مبيناً أن “تركيا بالنسبة لنا دولة مهمة جداً”.
وأشار إلى أن “ملف المياه حساس بالنسبة للعراق، وأن حكومتنا تتحرك حسب الاتفاقيات المشتركة، وأن مواجهة الإرهاب أحد الأسس التي تستند إليها العلاقة مع تركيا”، مؤكداً أن حكومته “تتحرك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
وأضاف “يوجد تعاون واسع بين العراق وتركيا بالتبادل التجاري والاستثمار، كما أن هنالك مشاريع استثمارية كبيرة في العراق”، لافتاً إلى أن “مشروع طريق التنمية سيحقق التكامل الاقتصادي في المنطقة”.
الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق
إلى ذلك، انطلقت، في أنقرة، أعمال الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي، رفيع المستوى، بين العراق وتركيا، وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان مقتضب، أن “أعمال الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الاستراتيجي، رفيع المستوى، انطلقت بين العراق وتركيا في العاصمة التركية أنقرة”، بحضور السوداني وأردوغان.
وتأمل بغداد حسم ملف المياه الذي يشكل تحدياً كبيراً كل صيف، بسبب تراجع منسوب نهري دجلة والفرات، وسعيها إقناع تركيا برفع حصة العراق من المياه، ضمن ما تسميه الحكومة العراقية “تقاسم الضرر”، بقضية شح الأمطار والتغيرات المناخية الكبيرة التي طرأت في السنوات العشر الأخيرة، وما صاحبها من تراجع حاد في مستويات الأنهر وروافد دجلة والفرات التي ينبع أغلبها من تركيا وإيران.
واتفق العراق وتركيا في الاجتماع الخامس لآلية الأمن رفيعة المستوى، التي جرت في أنطاليا منتصف إبريل/ نيسان الماضي، على تعزيز التعاون الأمني، وأهمية تنفيذ دعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني ونزع سلاحه.