صحيفة كيهان الإيرانية: التفاوض مع واشنطن وسط العقوبات والإهانات ليس خيارًا حكيمًا
أكدت صحيفة كيهان الإيرانية أن الاستمرار في الحوار مع واشنطن ضمن أجواء مليئة بالإهانات والتهديدات والتحريفات والضغوط، لا يُفضي إلا إلى إهدار الوقت واستنزاف الدبلوماسية.

ميدل ايست نيوز: “من قال إن المفاوضات يجب أن تستمر بأي ثمن؟ وهل بلغت مكانة الشعب الإيراني هذا الحد من الانحدار حتى نكتفي بالابتسام في وجه الإهانات والضغوط والتحريف، وننتظر “حسن النية”؟”، بهذه الأسئلة بدأت صحيفة كيهان الإيرانية المقربة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني مقالها الافتتاحي ليوم السبت، حيث انتقدت “سياسة الحكومة في استمرار التفاوض مع واشنطن رغم الاستفزازات والعقوبات الأخيرة التي أطلقها البيت الأبيض”.
وأضافت: من المؤسف أن البعض في الداخل الإيراني يعتبر نتنياهو لاعبًا مستقلًا يحاول التأثير على ترامب وتحريكه. هذا التصور ناتج عن سذاجة وتغافل عن حقائق المشهد.
وأكملت كيهان: في مسرحية هزلية وسخيفة مخرجها وكاتبها ليس سوى ترامب الأحمق، يؤدي كل ممثل دورًا محددًا. تلعب إسرائيل، بصوتها المزعج، دور الكلب العاوي في هذا السيناريو المُعد مسبقًا، ونتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، هو المكلف بإثارة التهديدات ونشر الفوضى في المنطقة، وهو يؤدي هذا الدور تمامًا كما طُلب منه.
وتابعت: من جهة أخرى، أوروبا التي تتظاهر بالوساطة والقلق من تفاقم الأوضاع، تؤدي فعليًا دور الشرطي السيئ: تهدد، تحذر، وتخرق التزاماتها. أما المسؤولون الأمريكيون، فلكل منهم دور معين في هذا العرض، لكن المؤكد أن مخرج هذه المسرحية السخيفة هو ترامب، لا “كلب” كـ نتنياهو. فالاعتقاد بأن نتنياهو لاعب مستقل يؤثر في ترامب ليس فقط ساذجًا، بل يتجاهل جوهر المسألة.
الرد الشجاع هو الخيار الوحيد أمام إيران
وأكدت الصحيفة الإيرانية التي توصف بالمتشددة أنه “في ظل هذه الظروف، فإن وقف المفاوضات حتى تتراجع الحكومة الأمريكية رسميًا ويعتذر ترامب صراحة عن إهانة الهوية التاريخية لإيران، هو الخيار العقلاني ذو كرامة وطنية”.
ولفتت إلى أن “الاستمرار في الحوار ضمن أجواء مليئة بالإهانات والتهديدات والتحريفات والضغوط، لا يُفضي إلا إلى إهدار الوقت واستنزاف الدبلوماسية”.
وقالت: على إيران أن تعلن بوضوح: ما لم يُحترم تاريخ وجغرافيا وإرادة الشعب الإيراني، فلن تكون هناك أي مفاوضات.
وذكرت: إن “الخليج الفارسي” هو خطنا الأحمر الوطني؛ وتجاوزه لا يُعد مجرد خطأ دبلوماسي، بل عدوانًا عدائيًا. لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها منفتحة على التفاعل، لكن ليس بأي ثمن.
وقالت إن “كان ترامب وحلفاؤه يسعون إلى مفاوضات حقيقية، فعليهم أن يتخلوا عن لغة القوة ويتحدثوا بلغة الاحترام. وحتى ذلك الحين، فإن الوقف الفوري للمفاوضات هو إجراء ضروري ومنطقي وثوري”.