من الصحافة الإيرانية: ترامب حدد آلية أميركية بحتة للمفاوضات واستبعد إسرائيل
أكد الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أن ترامب ظاهريا لا يسعى إلى الحرب، وأولويته هي تشكيل علاقات اقتصادية جديدة تتراوح من شركاته الخاصة إلى مصالح الولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: أكد الخبير في الشؤون الخارجية والرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أن ترامب ظاهريا لا يسعى إلى الحرب، وأولويته هي تشكيل علاقات اقتصادية جديدة واستثمارات متبادلة، تتراوح من شركاته الخاصة إلى مصالح الولايات المتحدة.
وتحدث حشمت الله فلاحت بیشه، لوكالة إيلنا، عن استمرار الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة رغم تصاعد التهديدات والعقوبات الأمريكية، قائلا إن “الولايات المتحدة كانت ستعود إلى طاولة المفاوضات على أي حال”.
وأوضح أن جميع المعطيات الحالية تشير إلى أن المفاوضات أصبحت جدية، وأن الطرفين يسعيان إلى حسم المسار التفاوضي، حيث بدأت كل التيارات المعارضة للدبلوماسية بالتحرك، والقضايا المثارة حالياً – مثل موقع إيران النووي الجديد – تهدف إلى التأثير السلبي على المفاوضات، مما يدل على أن المباحثات اقتربت من مراحلها النهائية.
ترامب وضع آلية تفاوض “أمريكية بالكامل” مع إيران
وتابع الخبير في الشؤون الخارجية: ظهرت الآن تعقيدات جديدة لم تكن موجودة في السابق، حيث كانت واشنطن تعطي دوراً أكبر لإسرائيل، لكننا اليوم نرى أن دونالد ترامب حدد آلية تفاوض “أمريكية بالكامل” مع إيران. فترامب، حتى بعد خروجه من الاتفاق النووي، حافظ على موقع خاص لإسرائيل، وكذلك فعلت إدارة بايدن وأوباما. أما الآن، فقد ابتعد ترامب عن إشراك إسرائيل في العملية التفاوضية، وهو ما يعكس أن ترامب لا يسعى إلى الحرب، بل يعطي الأولوية لإقامة علاقات اقتصادية واستثمارات متبادلة تشمل شركاته الخاصة ومصالح أمريكا.
ترامب يسعى إلى جولة ناجحة في الخليج… والملف الإيراني ليس أولوية
وأكمل فلاحت بیشه أن “ترامب لا يريد أن يمنح نتنياهو مساحة أوسع في التأثير، لأن نتنياهو معروف بأنه يشعل الحروب بسهولة، لكنه لا يستطيع إنهاءها بسهولة”. أما التعقيد في خطاب وسلوك الإدارة الأمريكية فيعود إلى أن أولوية ترامب في الأيام المقبلة هي إجراء جولة ناجحة في جنوب الخليج، تشمل السعودية وقطر والإمارات، وإبرام صفقات اقتصادية كبرى، بينما سيكون الملف الإيراني ثانوياً في هذه الجولة.
أجواء معكرة للمفاوضات الحالية بسبب ضياع الفرص السابقة
وشدّد الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على أن القضية المحورية لإيران حالياً هي سياستها الخارجية، قائلاً: “لا أعتقد أن علينا العودة إلى الماضي، لكن علينا الاعتراف بالواقع. فالمناخ الثقيل الذي يخيّم على المفاوضات اليوم ناتج عن الفرص التي ضاعت في السابق.
وأكد أن إيران تتفاوض رغم التهديدات العسكرية، وأن هذه الظروف ورثتها حكومة “بزشکیان” من الحكومات السابقة. من الطبيعي أن تنشأ عناصر تشويش جديدة، وإذا أعاد ترامب استخدام اسم مزيف للخليج الفارسي كما فعل سابقاً، فقد يخلق ذلك مناخاً سلبياً داخل إيران، مما قد يؤدي إلى ظهور مسارين: مسار رسمي يدفع باتجاه استمرار التفاوض، وآخر شعبي يعارض أمريكا.
موقع “سمنان” قضية نفسية للتشويش على المفاوضات
وفي ما يتعلق بالشائعات حول الأنشطة النووية الإيرانية في موقع “سمنان” وتأثيرها على مفاوضات مسقط، قال فلاحت بیشه: “أعتقد أن الادعاءات العسكرية المحتملة أُغلقت في عام 2015 بالتفاهم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما يُطرح اليوم لا يتجاوز كونه محاولة لخلق مناخ نفسي سلبي”.
وأضاف أن إيران تطبق معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) وتواصل بعض أشكال التعاون الطوعي، وأن علاقتها بالوكالة الذرية “واسعة ومعروفة”. حيث تتركز الخلافات حول مخزونات اليورانيوم والإنتاج الصناعي والبنية التحتية، التي تتجاوز التزامات إيران ضمن الاتفاق النووي، لكنها لا تُعد مخالفة له، بل جزء من الواقع الجديد الذي يُستخدم للتأثير على سير المفاوضات.