من الصحافة الإيرانية: اتفاق إيراني أميركي دون ضوء أخضر من نتنياهو؟

أفادت تقارير بتصاعد الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عشية الجولة الرابعة من المفاوضات مع طهران.

ميدل ايست نيوز: في خضم الاستعداد للجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، والمقررة يوم الأحد 20 مايو 2025، أفادت تقارير بتصاعد الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

بعكس فترة ولايته الأولى التي انسحب فيها من الاتفاق النووي، يبدو أن ترامب يفضل الآن المسار الدبلوماسي. وقد كشف لقاؤه السري مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، يوم الخميس الماضي، عن سعيه إلى التوصل لاتفاق مع إيران دون اللجوء إلى القوة العسكرية، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع موقف نتنياهو، الذي – بحسب صحيفة إسرائيل هيوم – يطالب بتدخل عسكري في إيران. وزاد قرار ترامب المفاجئ بوقف إطلاق النار مع جماعة أنصار الله في اليمن دون إعلام إسرائيل من حدة هذا التوتر، مما يشير إلى أن إيران، عبر الهدوء والمبادرات البناءة، تمكنت من توجيه الأجواء لصالحها دبلوماسيًا.

عزلة إسرائيلية وفشل الإصرار على الخيار العسكري

الخلاف بين نتنياهو وترامب ينبع من رؤيتين مختلفتين حيال إيران. فنتنياهو، الداعم الشرس لـ”النموذج الليبي” لنزع السلاح النووي، لطالما طالب بعمل عسكري، دون أن يحقق نتائج. ووفقًا لموقع أكسيوس، حاول نتنياهو خلال اجتماعاته مع مسؤولين أمريكيين، مثل ويتكوف وماركو روبيو، إفشال مسار التفاوض. إلا أن مصادر مقربة من ترامب – نقلًا عن إسرائيل هيوم – كشفت أن الرئيس “ضاق ذرعًا” بضغط نتنياهو، وقرر المضي في طريقه دون التنسيق مع تل أبيب، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين الطرفين.

كما تواجه مساعي إسرائيل للتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية عقبات كبيرة، حيث قوبل اقتراح السفير الإسرائيلي، يحيئيل ليتير، بتوقف قصير لترامب في إسرائيل خلال جولته الإقليمية بالرفض، كما لم تؤتِ زيارة ديرمر الأخيرة إلى واشنطن ثمارها المرجوة. وفي تقرير لصحيفة هآرتس، ورد أن إدارة ترامب تمارس ضغوطًا شديدة على إسرائيل لقبول اتفاق مع حماس، بل وهددت بـ”التخلي عنها” في حال عدم التعاون. هذه الضغوط، إلى جانب خطوات ترامب المستقلة بشأن اليمن وإيران، تعكس تراجع نفوذ نتنياهو داخل البيت الأبيض. من جهة أخرى، واصلت إيران التمسك بمواقفها المبدئية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما ساعدها على تحويل هذا الخلاف الأمريكي-الإسرائيلي إلى فرصة دبلوماسية.

نتنياهو يعوّل على الجمهوريين

مع استمرار المحادثات في مسقط، بات نتنياهو – بعد خيبة أمله من ترامب – يضع آماله على الكونغرس والحزب الجمهوري لفرض شروط صارمة على إيران. ووفقًا لموقع Jewish Insider، أرسل عدد من كبار الجمهوريين، مثل بيت ريكتس وتيد كروز وتوم كاتن وآغست بفليغر، رسائل إلى ترامب، مطالبين بتدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، على غرار “النموذج الليبي”، وبدعم مباشر من نتنياهو لإفشال المفاوضات وفرض شروط غير واقعية.

استندت هذه الرسائل، التي تقودها شخصيات متشددة، إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في 26 فبراير، وادعت أن تقدم إيران النووي يمنع أي رقابة فعالة. وطالبت بإزالة قدرة إيران على التخصيب وتدمير أجهزة الطرد المركزي والدوارات ومخزونات الماء الثقيل واليورانيوم المخصب، معتبرة أن أي اتفاق يسمح بالتخصيب “لا يمكن الوثوق به”. كما رفضت هذه الرسائل بنود المراقبة الواردة في اتفاق 2015، واعتبرتها “نقطة ضعف قاتلة”، زاعمة أنها قربت إيران من السلاح النووي. كما هاجمت الرسائل إدارة بايدن بسبب ما وصفته بإحياء عملي للاتفاق النووي، وأشادت بسياسة “الضغط الأقصى” التي اتبعها ترامب سابقًا.

غير أن هذه المطالب تتناقض مع الوقائع الفنية والدبلوماسية. فقد شددت إيران مرارًا على الطابع السلمي لبرنامجها النووي، وواصلت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تؤكد تقاريرها الرقابة المستمرة على الأنشطة الإيرانية. في المقابل، يتمسك ترامب بخيار الاتفاق السلمي دون اللجوء إلى الحرب، وهو ما يتعارض مع مواقف الكونغرس ونتنياهو. كما صرّح مؤخرًا برغبته في “التفاعل والتعاون مع إيران”، ما يؤكد ميوله نحو الدبلوماسية.

ورغم ذلك، أوضح ترامب الأسبوع الماضي، ردًا على سؤال بشأن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم: “لم نتخذ القرار بعد، لكننا سنتخذه.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى