هل تضطر إيران لاستيراد الأطباء مع ارتفاع مستويات الهجرة؟

إن أحد أسباب عزوف الشباب في إيران عن دراسة الطب هو الالتزامات الإجبارية التي تُفرض على طلاب الطب للعمل في مناطق نائية أو محرومة، إلى جانب الرواتب المتدنية التي يتقاضونها.

ميدل ايست نيوز: أطلق وزير الصحة الإيراني تحذيرات من تراجع الإقبال على بعض التخصصات الطبية الحيوية، مؤكدًا أن الزيادة التي أقرها البرلمان بنسبة 12% في الطاقة الاستيعابية، لم تنجح في حل أزمة نقص الكوادر في تخصصات مثل التخدير وطب الطوارئ وطب الأطفال.

وقال محمد رضا ظفرقندي إن “بعض التخصصات الطبية تواجه مع الأسف نقصًا في عدد المتقدمين، ولا تلبي احتياجات المجتمع”، ما أثار موجة من ردود الفعل في أوساط الخبراء والمحللين في قطاع الصحة.

ووفقًا لإحصاءات وزارة الصحة الإيرانية، فقد بقي نحو 2069 مقعدًا شاغرًا من أصل 5400 مقعد مخصص للأطباء المقيمين في عام 2024، ما ينذر بأزمة حقيقية في تأمين احتياجات النظام الصحي من الأطباء المتخصصين.

وفي تعليق له على هذه الأرقام، قال الدكتور محمد تقي حسيني طباطبائي، أخصائي أمراض الكلى وعضو هيئة التدريس في جامعة شهيد بهشتي، في حديث لموقع فرارو، إن التخصصات الطبية فقدت جاذبيتها لدى الشباب والعائلات منذ عقدين، مشيرًا إلى وجود عوامل عدة وراء هذا العزوف.

وأوضح طباطبائي أن أحد أبرز الأسباب هو “الالتزامات الإلزامية التي تُفرض على طلاب الطب للعمل في مناطق نائية أو محرومة، إلى جانب الرواتب المتدنية التي يتقاضونها، خصوصًا خلال فترة العمل كأطباء عموميين، بعكس طلاب التخصصات الأخرى كالهندسة والعلوم الإنسانية”.

وأضاف أن التعرفات العلاجية المعتمدة لا تواكب معدلات التضخم وتكاليف المعيشة، حتى بالنسبة للأطباء العاملين في المستشفيات الخاصة، مما يضطر البعض للجوء إلى “نشاطات هامشية” لتعويض الفجوة المعيشية. وأشار إلى أن التخصصات غير الجراحية، مثل الأمراض المعدية والباطنية وطب الطوارئ، تعاني من ضعف الإقبال بسبب ضعف العائد المالي.

وأكد عضو هيئة التدريس في جامعة شهيد بهشتي أن عدم الإقبال على برامج التخصص الطبي يرتبط كذلك بالغموض الذي يكتنف مستقبل هذه المهن، مشيرًا إلى أن “ثقل العمل وتفاوت الدخل مع تكاليف المعيشة خلال عام 2024 ساهما في تفاقم ظاهرة الانتحار بين الأطباء المقيمين”.

وبيّن أن أكثر من 70 جامعة وكلية للعلوم الطبية تنشط حاليًا في إيران، فيما يحمل نحو 700 من أصل 1000 مستشفى حكومي صفة تعليمية، مما يجعل الأطباء المقيمين طرفًا رئيسيًا في تقديم الرعاية الصحية. ولفت إلى أن استمرار هذا النقص سيجبر المستشفيات على تعيين أطباء برواتب مرتفعة، ما سيفرض عبئًا ماليًا كبيرًا على الدولة والمواطنين.

وحذر طباطبائي من تدهور مستقبل التخصصات الطبية الأساسية مثل طب الأطفال والباطنية والأمراض المعدية والتخدير، مؤكدًا أن الأوضاع الحالية، خصوصًا في ما يتعلق بنظام التعرفات وسوء الإدارة، ستؤدي إلى مزيد من العزوف عن هذه المجالات، لا سيما في المناطق الفقيرة.

وأضاف أن استمرار هذه الأزمة قد يفتح الباب أمام استقدام أطباء أجانب لتغطية النقص، داعيًا صناع القرار إلى التحرك العاجل قبل تفاقم الوضع.

وفي ختام تصريحه، أشار إلى أن أكثر من 40 إلى 50 ألف طالب إيراني يدرسون الطب خارج البلاد حاليًا، فيما غادر عدد مماثل من الأطباء المقيمين البلاد خلال السنوات الأخيرة. واعتبر أن تحسين ظروف المعيشة وفرص العمل للأطباء الإيرانيين قد يغني البلاد عن استقدام كوادر طبية من الخارج.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى