من الصحافة الإيرانية: هل تصل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة إلى طريق مسدود؟
الولايات المتحدة معتادة على إرسال التهديدات عبر الرسائل، لكن القول إن الجولة الرابعة من المفاوضات ستكون حاسمة لمصيرها بسبب تصريحات ويتكوف ليس منطقيًا تمامًا.

ميدل ايست نيوز: قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة تلفزيونية حول الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية إن “المحادثات تشهد تقدمًا، ومن الطبيعي أنه كلما توغلنا أكثر في النقاشات، زادت الحاجة إلى المشاورات، وتحتاج الوفود إلى وقت أطول لدراسة القضايا. لكن الأهم أننا نتحرك إلى الأمام تدريجيًا نحو الدخول في التفاصيل».
وفي السياق نفسه، صرّح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف: «أؤمن حقًا بأنه يجب السعي لحل النزاع مع إيران عبر الحوار، لأنه خيار أكثر استدامة من أي بديل آخر. إذا استطعنا إقناع إيران بالتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، فإننا سنضمن وضعًا دائمًا يمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي. وإذا لم تسفر مفاوضات الأحد المقبل عن نتائج، فلن تستمر، وسيتوجب علينا اتباع مسار مختلف».
الولايات المتحدة اعتادت على سياسة التهديد
وفي حديثه لموقع “فرارو“، قال الخبير السياسي الإيراني محسن جليل وند: «الولايات المتحدة معتادة على إرسال التهديدات عبر الرسائل، لكن القول إن الجولة الرابعة من المفاوضات ستكون حاسمة لمصيرها بسبب تصريحات ويتكوف ليس منطقيًا تمامًا. لدى الأمريكيين مهلة حتى نهاية يوليو لتحديد مصير المفاوضات، وجزء من تصريحات ويتكوف يعود لهذا القيد الزمني. وقبيل زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، يمكن اعتبار تصريحاته بمثابة إنذار مبكر أراد توجيهه إلى إيران. ومن المعروف أيضًا أن المفاوضات الفنية توقفت مؤقتًا، وإذا جمعنا كل هذه المؤشرات، فإننا نصل إلى استنتاج أن الجولة الرابعة ليست نهاية المفاوضات، بل ستحدد الأطر العامة للجولات القادمة».
وأضاف: «كل ذلك قائم على افتراض عدم طرح أي من الطرفين مطالب جديدة. ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بنتائج الجولة الرابعة على وجه اليقين. أحد السيناريوهات المطروحة استنادًا إلى تصريحات ويتكوف هو أن الولايات المتحدة ستشترط مقابل تقليص العقوبات أو إلغائها وعدم القيام بعمل عسكري أن تقوم إيران بتقليص برنامجها النووي إلى حد يضمن عدم قدرتها على الوصول إلى السلاح النووي. وفي المرحلة التالية، ستُطرح مسألة التفتيش والرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
الولايات المتحدة لا تؤمن بمبدأ “رابح-رابح”
وأردف جليلوند: «النقطة الأهم في هذه المفاوضات تظل مسألة ضيق الوقت وعدم إمكانية الاستمرار في مفاوضات طويلة الأمد. الجانب الأمريكي تحديدًا لا يتمتع بصبر كبير في هذا الملف، وأقصى مدة متاحة قد لا تتجاوز شهرين إلى ثلاثة أشهر. القول بأن الجولة الرابعة تركز فقط على نقاط التفاهم ولا تشمل المسائل الفنية، لا يُعد تراجعًا، بل قد يشير إلى أن الاتجاه لم يُحسم بعد. ربما هناك خلافات أو سوء تفاهم كبير بين الطرفين في الكواليس، دفعتهم للعودة والتركيز مجددًا على محاور التفاهم. وهذا أمر شائع في مثل هذه المفاوضات».
وختم الخبير السياسي الإيراني بالقول: «المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تخضع أيضًا لأولويات سياسية، حيث يسعى كل طرف لفرض أجندته. ومع أن التفاصيل الفنية شديدة التعقيد ولها تأثير كبير، فإن عدم التوصل إلى اتفاق في المسائل الأساسية قد يعرقل كل شيء. النتيجة التي أستخلصها من التطورات في الجولة الرابعة هي أن هناك خلافات لا بد من حلها. الطرفان بحاجة إلى اعتماد سياسة “رابح-رابح”، رغم أن خصمنا لا يلتزم بأي قواعد أو مبادئ، ومستعد في أي لحظة لقلب الطاولة. لذلك، فإن مصير هذه المفاوضات أعقد بكثير من أن يُحسم بناء على هذه الجولة فقط».