تقرير: 42% من أطفال المرحلة الابتدائية في إيران لا يمتلكون مهارة القراءة

وفقًا لإحصاءات مركز الدراسات التابع للبرلمان لإيراني فإن 42% من الأطفال في نهاية المرحلة الابتدائية، مع احتساب المتسربين من التعليم، لا يمتلكون مهارة القراءة.

ميدل ايست نيوز: وفقًا لإحصاءات مركز الدراسات التابع للبرلمان لإيراني فإن 42% من الأطفال في نهاية المرحلة الابتدائية، مع احتساب المتسربين من التعليم، لا يمتلكون مهارة القراءة. كما تبيّن هذه الدراسة أن الفقر التعليمي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بفقر دخل الأسر، وقد فاقمت العقوبات الاقتصادية من هذه المشكلة.

وكتبت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، أن نفقات التعليم في عام 2018 شكّلت ما نسبته 4.72% من إجمالي مصاريف الأسر، وهو أعلى معدل خلال العقد الأخير. إلا أنه مع تصاعد وتيرة العقوبات الاقتصادية واشتداد التضخم، بدأ هذا المعدل بالتراجع تدريجيًا ليصل إلى نحو 1% في منتصف الفترة. أدى تراجع القدرة الاقتصادية للأسر إلى تخصيص جزء أكبر من الميزانية لتغطية النفقات الأساسية بدلاً من التعليم، مما ساهم في تعميق الفجوة الطبقية والحد من الحراك الاجتماعي بين الأجيال. كما أن النقص في عدد المعلمين والاكتظاظ في الفصول الدراسية قد أسهم في تراجع جودة التعليم في إيران.

إلى جانب الفقر في التعلّم، تُعد نتائج اختبارات “تيمز” و”بيرلز” من المؤشرات الدولية المعتمدة لقياس جودة التعليم. يقيس اختبار “تيمز” مهارات الرياضيات والعلوم لدى طلاب الصفين الرابع والثامن في مختلف دول العالم. في عام 2023، حصل طلاب الصف الرابع في إيران على معدل 420 من أصل 1000، مما وضع البلاد في المرتبة 53 من أصل 58 دولة مشاركة. ويُعتبر الرقم 400 الحد الأدنى لمهارة الرياضيات الأساسية، بينما عجز 41% من الطلاب الإيرانيين عن تحقيق هذا المعدل.

أما اختبار “بيرلز”، فيُركّز على تقييم مهارات القراءة والفهم لدى طلاب الصف الرابع ابتدائي. تُشير آخر بيانات متوفرة من هذا الاختبار (الصادرة في 2021، بناءً على تقييم تم بتأخير سنة بسبب ظروف جائحة كورونا) إلى أن 41% من الطلاب الإيرانيين لم يتمكنوا من الوصول إلى الحد الأدنى البالغ 400 نقطة، وهو أدنى مستوى دولي معتمد لمهارة القراءة.

وتؤكد التقارير أن الوضعين الاجتماعي والاقتصادي للأسر الإيرانية—مثل مستوى تعليم الوالدين، نوع وظيفتهم، ومدى اهتمامهم بتعليم أطفالهم—تلعب دورًا أساسيًا في مستوى الفقر التعليمي. فعلى سبيل المثال، في عام 2023، كان 39% من الطلاب تحت سن 18 عامًا لديهم والدان أميّان أو يحملان مؤهلًا أدنى من المرحلة الثانوية العليا. كذلك تُظهر بيانات توزيع الدخل أن 54% من أولياء الأمور في الشرائح الثلاث الأدنى من المجتمع لم يحصلوا على شهادة الثانوية العليا، أي ما يقرب من ضعف النسبة لدى الشرائح الثلاث الأعلى.

الفقر التعليمي في المدارس

من العوامل التي تُسهم في زيادة الفقر التعليمي بجانب الخلفية الأسرية، هي العوامل المدرسية. على سبيل المثال، يُعد “مؤشر كثافة الفصول” مقياسًا لعدد الطلاب في كل فصل دراسي، ويُحسب من خلال قسمة عدد الطلاب الكلي في كل محافظة على عدد الفصول. هذا المؤشر له تأثير مباشر على جودة التعلم؛ فكلما انخفضت الكثافة، زادت فرص التعلم الفردي وتحسنت جودة التعليم. في العام الدراسي 2021-2022، بلغ متوسط الكثافة في المرحلة الابتدائية في إيران 24.4 طالبًا، وفي المرحلة المتوسطة الأولى 26.2 طالبًا في الفصل الواحد.

ويُعتبر المعلمون العنصر الأهم في العملية التعليمية، لكن خلال السنوات الأخيرة، كان هناك نقص مستمر في أعدادهم. في العام الدراسي ذاته، بلغ متوسط نسبة الطلاب إلى المعلم في المرحلة الابتدائية 43.3 طالبًا لكل معلم، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 23 طالبًا وفقًا لبيانات 2018. أما في محافظة طهران، فبلغت هذه النسبة 49.6 في المدن الصغيرة و45 في العاصمة نفسها.

ونظرًا لكون ارتفاع معدلات الفقر من أهم العوامل المؤثرة على الفقر التعليمي، فإن السيطرة على التضخم وتقليص الفقر يُعدان من أبرز الحلول. وبما أن الفقر التعليمي مرتبط بشكل وثيق بانخفاض دخل الأسر ومكان الإقامة، فإن حل هذه الأزمة لا يقع على عاتق نظام التعليم وحده، بل يتطلب تعاونًا من مختلف أنظمة الدعم الاجتماعي في البلاد.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى