أزمة الكهرباء في إيران تتسبب بخسارة يومية للصناعات تصل إلى 110 مليون دولار

يعاني قطاع الطاقة في إيران من تفاقم أزمة الطاقة عاماً بعد عام، حيث تحوّلت هذه المشكلة إلى تحدٍ اقتصادي كبير.

ميدل ايست نيوز: يعاني قطاع الطاقة في إيران من تفاقم أزمة الطاقة عاماً بعد عام، حيث تحوّلت هذه المشكلة إلى تحدٍ اقتصادي كبير، بحيث باتت تداعياتها تؤثر بشكل متزايد على الصناعات والقطاع الإنتاجي.

منذ عدة أيام، بدأت وزارة الطاقة بإرسال رسائل نصية للإعلان عن جدول انقطاع التيار الكهربائي للصناعات، وبناءً عليه ستشهد هذه الصناعات انقطاعاً في التيار يتراوح بين 5 إلى 16 ساعة يومياً. ويمكن القول إن هذا الانقطاع الذي يغطي نصف اليوم سيؤدي إلى تقليص الإنتاج الصناعي إلى النصف، وإذا ما استمرت هذه الحالة، فقد تنخفض جودة المنتجات الصناعية، كما قد تتعرض معدات المصانع لأضرار جسيمة.

ووفقاً للإحصاءات المنشورة، فقد بدأ برنامج انقطاع التيار الكهربائي عن الصناعات اعتباراً من يوم السبت من هذا الأسبوع، وفي هذه المرحلة ستتعرض الصناعات لانقطاع يوم واحد في الأسبوع، لكن هذه ليست سوى البداية؛ حيث تشير المعلومات إلى أن الصناعات ستواجه خلال شهري يونيو وسبتمبر انقطاعاً ليومين في الأسبوع، بينما سترتفع هذه المدة في شهري يوليو وأغسطس إلى ثلاثة أيام أسبوعياً، وقد تزيد هذه المدة أيضاً بسبب الحرارة المرتفعة والاستهلاك المفرط للكهرباء. من المقرر أن يستمر هذا البرنامج حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل.

وتشير المعلومات المنشورة أيضاً إلى أن وزارة الطاقة الإيرانية وضعت خطة بديلة لإدارة استهلاك الكهرباء في الصناعات، تنص على أن تُحوّل المصانع دوامها من النهار إلى الليل، بحيث يبدأ الإنتاج من الساعة 12 منتصف الليل ويستمر حتى الساعة 6 صباحاً. إلا أن الدراسات تشير إلى أن هذا القرار ليس سهلاً في التطبيق، وأنه سيواجه تحديات إدارية وتشغيلية كبيرة، ومن المحتمل أن ترفضه بعض الصناعات، لأن كثيراً من المديرين يرون أن هذا القرار أولاً سيقلل من الإنتاجية، وثانياً قد يُعرّض صحة العمال للخطر، وأخيراً قد يؤدي إلى تراجع جودة المنتجات بسبب قلة تركيز العاملين خلال هذا الوقت.

وفي هذا السياق، علّق الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، على موضوع انقطاع الكهرباء خلال اجتماع مجلس الوزراء قائلاً: “إن قطع الكهرباء عن القطاعات الإنتاجية والصناعية هو الخيار الأخير، وسنبذل كل ما في وسعنا لمنع انقطاع التيار عن المصانع”.

ما مدى الأضرار التي تُسببها انقطاعات الكهرباء للصناعات؟

تُحمّل أزمة نقص الكهرباء والغاز في إيران الصناعات والشركات أعباءً مالية باهظة. وتشير التقديرات إلى أن الشركات تخسر يومياً ما يقرب من 110 ملايين دولار من أرباحها المحتملة بسبب هذا النقص. وتُظهر مراجعة لأحدث تقارير لجنة الصناعة في غرفة إيران أن 37% من الكهرباء المنتَجة في البلاد تُستهلك في القطاع الصناعي، في حين تأتي المنازل بنسبة 31%، والقطاع الزراعي بنسبة 13%، والخدمات العامة بنسبة 9%. لذلك، فإن انقطاع الكهرباء يُلحق الضرر الأكبر مباشرة بقطاع الصناعة.

ويُظهر تحليل تأثير انقطاع الكهرباء على القطاعات الصناعية الأساسية أن الصناعات الإيرانية التي تساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي تتضرر أكثر من غيرها. وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن صناعات إنتاج المعادن، والمواد الكيميائية، والأغذية هي الأكثر تضرراً من انقطاع الكهرباء. ووفقاً لتقرير لجنة الصناعة في غرفة إيران، فإن انقطاع الكهرباء في فصل الشتاء الماضي تسبب بخسائر يومية تصل إلى 17,973 تريليون تومان للاقتصاد الوطني، منها نحو 9,218 تريليون تومان يتحملها قطاع الصناعة وحده.

وفي مجال الصادرات، تشير التقديرات إلى أن قطاع الصناعات المعدنية وحده شهد تراجعاً في الصادرات بقيمة تصل إلى 8 مليارات دولار خلال عام واحد. كما أن كل يوم تتوقف فيه أنشطة التعدين يُسبب خسائر تُقدَّر بنحو 41 تريليون ريال، وتبلغ خسائر عدم إنتاج المشروبات نحو 388 مليار تومان، وخسائر توقف إنتاج الجلود نحو 615 مليار تومان. وبشكل عام، تُقدَّر الخسائر الناجمة عن انقطاع الكهرباء في القطاع الصناعي بأكثر من 250 تريليون تومان.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى