من الصحافة الإيرانية: تفاؤل حذر وتحذير من الإفراط في الآمال بشأن مستقبل المفاوضات النووية

هناك احتمال بأن يتغير خطاب الجانب الأميركي ويتخذ مواقف أكثر تشدداً بعد انتهاء الجولة الإقليمية لدونالد ترامب، خاصةً وأن الطرفين دخلا في تفاصيل مهمة من المفاوضات.

ميدل ابست نيوز: هناك احتمال بأن يتغير خطاب الجانب الأميركي ويتخذ مواقف أكثر تشدداً بعد انتهاء الجولة الإقليمية لدونالد ترامب، خاصةً وأن الطرفين (أميركا وإيران) دخلا في تفاصيل مهمة من المفاوضات.

اختُتمت الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في ظل تأثر لا مفر منه بجولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ثلاث دول عربية.

وغادر المفاوضون العاصمة العمانية مسقط مساء الأحد، بينما أقر الطرفان بأن المحادثات كانت صعبة لكنها تسير إلى الأمام. وقد أكد الجانب الأميركي أنه تلقى عروضاً جيدة من الطرف الإيراني، وأن المفاوضات رغم صعوبتها وجديتها، إلا أنه يتطلع بشغف إلى الجولة القادمة منها في المستقبل القريب.

وكان ترامب قد أشاد بتقدم المفاوضات قبل مغادرته واشنطن باتجاه دول الخليج، واصفاً المفاوضين الإيرانيين بأنهم أذكياء ويخوضون المحادثات بجدية.

وعلى الرغم من أن تفاصيل المفاوضات لم تتسرب حتى الآن — وهو أمر طبيعي — فإن من الواضح أن المفاوضات صعبة وجدية. غير أن تأكيد الجانبين على الاستمرار في التفاوض في المستقبل القريب يُعد مؤشراً إيجابياً يدعو إلى التفاؤل بشأن مستقبل المحادثات.

وفي هذا السياق، يبدو أن الإدارة الأميركية تسعى لوصف المفاوضات بأنها تتقدم، لتقليل التأثير السلبي المحتمل لجولة الرئيس الأميركي في المنطقة، لا سيما وأن مستشاره الموثوق في ملفات الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، ستيف ويتكوف، لا يزال في المنطقة ويواصل دفع المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في أوكرانيا وغزة.

وفي الرياض، اتخذ ترامب لهجة مزدوجة؛ فمن جهة أكد رغبته في التوصل إلى اتفاق مع إيران، ومن جهة أخرى هدد بأن عرضه للمصالحة لن يدوم طويلاً، وأن على إيران أن تتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن. وقد اتسمت تصريحاته باللوم على الوضع الداخلي في إيران، في الوقت الذي شدد فيه على رغبته في إنهاء الخلافات المزمنة مع طهران. وعند مغادرته السعودية، قال: “نأمل أن تتخذ إيران القرار الصائب، وإن لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق، فلن تكون الأوضاع جيدة”.

أما في قطر، فكانت لهجته أكثر ليونة. فبعد أكثر من ساعتين من المحادثات مع الشيخ تميم بن حمد، أمير قطر — رغم أن اللقاء كان من المقرر أن يستغرق ساعة واحدة فقط — قال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك إنهما أجريا محادثات جيدة حول قضايا متعددة، من بينها إيران، وأضاف: “أعتقد أن الأمور مع إيران ستكون على ما يرام”.

ويبدو أن ترامب يعتزم مواصلة الحديث عن المفاوضات مع إيران حتى نهاية جولته، ليظل هذا الملف حاضراً بقوة. وعلى الرغم من أنه ألغى زيارته المقررة إلى إسرائيل — والتي كان من المقرر أن تتم خلال هذه الجولة الإقليمية — وهو ما يمكن اعتباره إشارة إيجابية لاستمرار المفاوضات مع إيران، إلا أن الواضح هو أنه أولاً يريد إبقاء الملف الإيراني بارزاً خلال هذه الزيارة، خاصةً وأن زعماء السعودية وقطر ناقشوه معه، وحتى في بيان قمة مجلس التعاون الخليجي – الولايات المتحدة تم التأكيد على دعم الحوار، وثانياً، لا يريد أن يطغى هذا الملف على جولته بالكامل.

ومن أبرز ما يلفت في هذه اللقاءات هو دعم الدول العربية للتوصل إلى نتيجة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، حتى أن ملك البحرين أعلن دعمه لهذه المحادثات، على الرغم من أن بلاده لم تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد.

غير أن ما يجب الانتباه له هو ضرورة تجنّب التفاؤل المفرط والمبالغ فيه بشأن مستقبل المفاوضات. فاحتمال أن يتغير الخطاب الأميركي إلى مزيد من التشدد بعد نهاية جولة ترامب الإقليمية يبقى قائماً، خصوصاً في ظل الدخول في التفاصيل الجوهرية. ويجب أن نضع في الاعتبار أيضاً أن الخلافات بين الطرفين لا تزال كبيرة، إلى درجة أن أربع جولات من المفاوضات لم تسفر بعد عن اتفاق على إطار مشترك للتفاهم.

علي موسوي خلخالي
صحفي إيراني

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى