يديعوت أحرونوت: عراقجي، مفاوض يغرق الشيطان في تصريحاته
نشرت "يديعوت أحرونوت" تقريرًا حول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، واصفة إياه بأنه "مفاوض بارع يغرق الشيطان في أسلوب تصريحاته".

ميدل ايست نيوز: نشر الموقع الإخباري للصحيفة الصهيونية “يديعوت أحرونوت” تقريرًا حول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، واصفًا إياه بأنه “مفاوض بارع يغرق الشيطان في تصريحاته”.
وجاء في التقرير الذي حمل العنوان: “مفاوض بارع يغرق الشيطان في تصريحاته: رجل إيران في المفاوضات النووية مع أمريكا”، أن عباس عراقجي قضى عقودًا في صقل مهاراته الدبلوماسية، ويتمتع بعلاقات عميقة مع بنية السلطة في طهران، ما قد يمثل مفتاحًا للتوصل إلى اتفاق وتجنب الحرب.
تردف الصحيفة: يُعد عراقجي من الشخصيات الرئيسية في المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، حيث يتولى قيادة هذه المفاوضات من الجانب الإيراني، وكان قد شارك في جولتها الرابعة التي عُقدت الأسبوع الماضي في سلطنة عمان. وبصفته ممثلًا لطهران، الدولة التي تصر على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، يُعتبر عراقچي لاعبًا بارزًا في الساحة الدبلوماسية الإقليمية.
وتقول: يقوم الوزير الإيراني بلقاءات مستمرة مع نظرائه العرب، ويسافر بشكل واسع. ففي الأسبوع الماضي، زار كلًا من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. لكن عراقچي لا يُعد دبلوماسيًا ماهرًا فحسب، بل هو كاتب أيضًا. فخلال الجولة الثالثة من المفاوضات النووية التي أُجريت في 26 أبريل في عمان، خصص وقتًا للمشاركة في فعالية أخرى: معرض الكتاب الدولي في عمان، الذي أُقيم بين 24 أبريل و3 مايو، حيث حضر ضمن 649 ألف زائر، واغتنم الفرصة للكشف عن النسخة العربية من كتابه “قوة التفاوض”. وخلال حفل إطلاق الكتاب، وقف إلى جانبه بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عمان.
تُضيف “يديعوت أحرونوت” أن هذا الكتاب، الذي صدر العام الماضي، مرتبط ارتباطًا وثيقًا بدور عراقجي الحالي؛ إذ يعرض فيه رؤيته بشأن الملف النووي الإيراني الذي ترأسه لسنوات، حتى قبل تعيينه وزيرًا للخارجية. يكتب عراقچي في كتابه أن التفاوض ليس مجرد اجتماعات بين دبلوماسيين، بل هو فن متجذر في الثقافة الإيرانية، يتجلى بوضوح في الأسواق التقليدية حيث يمارس التجار القدامى فنون المساومة بمهارة فريدة.
ويشير عراقجي إلى أن على الدبلوماسي أن يتحلى بالقيم الأخلاقية والثقة بالنفس والسيطرة على المشاعر، بحيث لا تظهر مشاعره أبدًا أمام الطرف الآخر. كما يؤكد على أهمية تقييم المصالح ونقاط قوة وضعف كل طرف قبل أي تفاوض، والتمييز بين “الخطوط الحمراء المُعلنة” و”الخطوط الحمراء الحقيقية”.
ويلاحظ أن موضوع هذا الكتاب يشبه إلى حد بعيد كتاب دونالد ترامب “فن الصفقة” الصادر عام 1987، حيث يتناول كلا الكتابين فلسفة التفاوض من خلف الكواليس.
من الحرس الثوري إلى كبير المفاوضين
وُلد عباس عراقجي في عام 1962 في عائلة تجارية، ما جعله يكتسب مهارات المساومة منذ صغره. وكان جده، وهو تاجر سجاد معروف، يشجع عائلته على مواصلة العمل في التجارة، لكن عراقجي اختار مسارًا مختلفًا. انضم إلى الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية، حيث خدم كضابط ميداني وأُصيب بجراح.
لاحقًا، درس في كلية العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية وتخرج بدرجة البكالوريوس في عام 1988. ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة آزاد الإسلامية، ودرجة الدكتوراه في “الفكر السياسي” من جامعة كِنت (University of Kent) في بريطانيا. وتولى لاحقًا عددًا من المناصب الدبلوماسية، منها مستشار قانوني، ومتحدث باسم الوزارة، وسفير، وأمين عام مجلس العلاقات الخارجية.
دخل عراقجي الملف النووي الإيراني خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، وعندما انتُخب حسن روحاني في عام 2013، عيّنه محمد جواد ظريف، وزير الخارجية آنذاك، نائبًا له لشؤون الحقوق الدولية، ليصبح بذلك الشخصية الثانية الأكثر نفوذًا في وزارة الخارجية. وقد قاد فريق التفاوض الإيراني في المباحثات التي أدت إلى التوصل إلى “الاتفاق النووي الإيراني”.