محلل سياسي إيراني: تجاهل تصريحات ترامب هو الخيار الأنسب ومواصلة التفاوض ضرورة لا مفر منها

أكد محلل سياسي إيراني أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مؤتمر الرياض، رغم حدتها، لن تُعيق مسار المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة.

ميدل ايست نيوز: أكد محلل سياسي إيراني أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مؤتمر الرياض، رغم حدتها، لن تُعيق مسار المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، مشددًا على أن السبيل الوحيد المتبقي أمام طهران هو الاستمرار في الحوار، وعدم الانجرار إلى أي تصعيد لفظي أو سياسي.

وفي حديثه مع موقع رويداد 24، شدد علي بيكدلي على أن الاعتقاد بضرورة التفاوض فقط لتجاوز المهلة المحددة في أكتوبر، هو تحليل خاطئ، قائلًا: «المفاوضات مع أوروبا مسار مستقل. بعد أن أجرينا أربع جولات من المحادثات مع الولايات المتحدة بشكل شبه ناجح، يجب أن نعزز وتيرة التفاوض مع الأوروبيين لأن التعامل معهم أصعب».

وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من خطاب ترامب في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات الدولية في الرياض، كان موجّهًا ضد إيران، متضمنًا مزيجًا من الانتقادات الحادة والتهديدات وبعض المقترحات. وتزامن هذا الخطاب مع الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في مسقط، ما دفع بعض المراقبين إلى التحذير من أثر الخطاب على سير الحوار.

وأوضح الخبير الإيراني أن التصعيد اللفظي من ترامب، خصوصًا أمام قادة عرب، كان يهدف إلى كسب تأييد إقليمي ضد إيران، لكنه أضر بأجواء الثقة التي بدأت تتشكل بعد أربع جولات من المحادثات غير المباشرة.

وأضاف: «في الدبلوماسية، عادةً ما تسعى الدولة الأقوى إلى إضعاف الطرف المقابل لوضعه في موقف دفاعي على طاولة المفاوضات، ولكن رغم ذلك، أعتقد أن تصريحات ترامب لن تؤثر فعليًا على مسار التفاوض، لأن كلا الطرفين لا يملك خيارًا آخر سوى الحوار. لا إيران تملك بديلًا عن التفاوض، ولا ترامب قادر على سلوك طريق غير الدبلوماسية».

وبيّن بيكدلي أن ترامب، خلال جولته في المنطقة، وقع عقودًا اقتصادية ضخمة مع ثلاث دول عربية، وهو ما يمنعه من التصعيد أو خوض مواجهة عسكرية من شأنها أن تُفسد تلك الاتفاقيات. وأضاف: «الوضع الاقتصادي السيئ في الولايات المتحدة أيضًا يمنعه من فتح جبهة توتر جديدة مع إيران. ولذلك أرى أن تصريحات ترامب ليست ذات أهمية كبرى، ولو كنت مكان المسؤولين الإيرانيين، لما دخلت في سجال إعلامي معه».

وعلّق بيكدلي على آراء تعتبر المحادثات بين إيران والولايات المتحدة مجرد وسيلة لشراء الوقت وتجنّب إعلان الفشل، قائلًا: «نحن نمر بظروف داخلية مأساوية، خاصة اقتصاديًا، وقد فقدنا نفوذنا الإقليمي بعد التحولات الأخيرة. على الساحة الدولية نحن في حالة جمود اقتصادي وسياسي، وليس أمامنا إلا التفاوض».

وأكمل: «ترامب أيضًا لا يريد خسارة الاتفاقيات التي أبرمها مع الدول العربية. من الواضح أن هذه الدول، وعلى رأسها السعودية، ترغب في استمرار الحوار بين طهران وواشنطن. أما تصريحات ترامب النارية، فهي انعكاس لذهنيته التجارية، فهو لا يفهم شيئًا في السياسة، وكل ما يريده هو إهانة الطرف المقابل للحصول على مكاسب إضافية».

وشدد بيكدلي على ضرورة عدم التراجع، قائلاً: «لا يجب أن نترك الساحة. التفكير في التفاوض فقط لعبور موعد أكتوبر خاطئ. علينا التحرك بجدية مع أوروبا، خاصة أن المفاوضات الهشة في إسطنبول لم تُحقق نتيجة بسبب طرح مواضيع غير ذات أولوية».

وفي ختام تصريحاته، قال: «لم يعد لدينا وقت. الأميركيون بحاجة أكثر منا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويجب أن نبادر بخطوات ملموسة، كتحرك فاعل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدلًا من انتظار تطورات غير محسومة. إن فشل هذه المفاوضات قد يقود إلى اضطرابات اجتماعية داخلية».

واعتبر بعض المحللين أن خطاب ترامب الأخير، رغم افتقاره إلى مضمون جديد، إلا أنه قد يشكل نقطة تحول في سياق المفاوضات، كما أن عرضه المقترح ربما يؤثر على وتيرة الحوار القادم، تمامًا كما فتحت رسالته السابقة الباب أمام المحادثات غير المباشرة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى