إیران: انخفاض مستوى مياه بحر قزوين إلى 18 مترًا إضافیا بحلول عام 2050
إن التقديرات تشير إلى احتمال انخفاض مستوى مياه بحر قزوين بما يصل إلى 18 مترًا إضافيًا بحلول عام 2050، استنادًا إلى البيانات المتوفرة.

ميدل ايست نيوز: حذّرت رئيسة منظمة حماية البيئة الإيرانية من الانخفاض السريع في مستوى مياه بحر قزوين، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تمثل تهديدًا بيئيًا غير مسبوق في المنطقة.
وقالت شينا أنصاري، إن التقديرات تشير إلى احتمال انخفاض مستوى مياه بحر قزوين بما يصل إلى 18 مترًا إضافيًا بحلول عام 2050، استنادًا إلى البيانات المتوفرة.
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية، جاءت تصريحات أنصاري خلال مشاركتها في مؤتمر دولي حول البيئة عُقد في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، وذلك ضمن جلسة حملت عنوان: “التغير المناخي، أزمة بحر قزوين، والتضامن الإقليمي”.
وأكدت أنصاري في كلمتها أن التغير المناخي، إلى جانب الأنشطة البشرية غير المستدامة، يشكلان عاملين رئيسيين في التدهور البيئي الذي يشهده بحر قزوين، قائلة: “بحر قزوين، هذه الثروة الطبيعية الفريدة التي كانت مصدر حياة وهوية للمنطقة على مدى قرون، يواجه اليوم أزمة بيئية حادة.”
وأضافت أن تراجع منسوب المياه قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على قطاعات حيوية مثل الصيد البحري والسياحة، والتي يعتمد عليها ملايين السكان في الدول المطلة على البحر، محذّرة من آثار اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق.
وأشارت أنصاري إلى أن جفاف قاع البحر أسفر عن تشكّل مصادر جديدة للعواصف الغبارية، ما يهدد الصحة العامة وخصوبة الأراضي الزراعية في المنطقة.
كما أكدت أن مستنقعات دولية مثل أنزلي وميانكاله باتت تواجه خطرًا جديًا بالزوال، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه الأنظمة البيئية الهشة.
وقدمت أنصاري خلال الجلسة رؤية إيرانية لمواجهة الأزمة، تضمنت: تشكيل فريق عمل إقليمي يضم الدول الساحلية الخمس لوضع خطة عملية مشتركة لإدارة انخفاض منسوب المياه، وإطلاق نظام مراقبة متكامل لتتبع التغيرات في التربة والمياه بشكل مستمر، وإعادة النظر في مشاريع السدود، وتخصيص حصص بيئية من المياه لبحر قزوين، من خلال مفاوضات تقنية مع الدول الواقعة في أعلى حوض البحر.
وفي ختام مداخلتها، وصفت أنصاري بحر قزوين بأنه إرث طبيعي مشترك بين الدول المطلة عليه، داعية إلى تعاون إقليمي منسّق لإنقاذ هذا المورد البيئي الاستراتيجي.
يُذكر أن بحر قزوين يُعد أكبر بحيرة مغلقة في العالم، وتشارك في حدوده كل من إيران وروسيا وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان.