إيران… أسعار اللحوم ترتفع عشرة أضعاف خلال خمس سنوات واستهلاكها يتراجع 40%

شهدت أسعار اللحوم في إيران خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعاً يتراوح بين 8 إلى 10 أضعاف، ما أدى إلى تراجع استهلاك اللحوم في البلاد بنسبة تقارب 40%.

ميدل ايست نيوز: شهدت أسعار اللحوم في إيران خلال السنوات الخمس الماضية ارتفاعاً يتراوح بين 8 إلى 10 أضعاف، ما أدى إلى تراجع استهلاك اللحوم في البلاد بنسبة تقارب 40% بين منتصف العقد الثاني من الألفية (2010) وسنة 2023، بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).

في ظل هذه الزيادة، كان أصحاب الدخل المنخفض هم الأكثر تضرراً. إذ تُظهر بيانات استهلاك اللحوم الشهرية للأسر الإيرانية أن استهلاك اللحوم الحمراء للأسر في الشريحة الأولى (الأكثر فقراً) عام 2011 بلغ 733 غراماً شهرياً فقط، وانخفض إلى حوالي 300 غرام شهرياً بحلول عام 2019.

ومع ذلك، قررت الحكومة الإيرانية الآن إلغاء سعر الصرف التفضيلي (28,500 تومان للدولار) المستخدم في استيراد اللحوم المخصصة للتنظيم السوقي، ما يعني عملياً رفع الدعم عن الفئات ذات الدخل المحدود. ويأتي هذا القرار في وقت تم فيه أيضاً إلغاء الدعم عن بدائل غذائية أخرى مثل البقوليات، التي شهدت أسعارها ارتفاعاً ملحوظاً في السوق الإيراني.

تضخم مفرط في أسعار اللحوم

شهدت أسعار اللحوم في إيران قفزة كبيرة خلال السنوات الخمس الأخيرة. ووفقاً لتقرير مركز الإحصاء الإيراني، بلغ متوسط سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم في عام 2020 حوالي 110 آلاف تومان، وارتفع في 2021 إلى 141 ألف تومان، ثم قفز بنسبة 50% في 2022 ليصل إلى 211 ألف تومان.

لكن القفزة الأكبر وقعت في عام 2023، حيث ارتفع سعر اللحوم الحمراء بنسبة 116% ليبلغ متوسط سعر الكيلوغرام الواحد 456 ألف تومان.

وفي عام 2024، استمر الاتجاه التصاعدي، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 46%، ليصل متوسط السعر إلى 667 ألف تومان، بينما تتراوح الأسعار حالياً ما بين 800 ألف تومان إلى مليون تومان للكيلوغرام الواحد من لحم الغنم.

ويُظهر تحليل التضخم السنوي للحوم الحمراء الأرقام التالية: في 2020: 10% وفي 2021: 46% وفي 2022: 54% وفي 2023: 109% وفي 2024: 26%.

جاءت هذه القفزة في الأسعار بعد أن ألغت حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي في عام 2022 سعر الصرف التفضيلي القديم (4200 تومان للدولار) للسلع الأساسية، واستبدلته بسعر 28,500 تومان. والآن، أزالت الحكومة اللحوم الحمراء من قائمة السلع التي تُستورد بهذا السعر المدعوم. وأعلنت منظمة التخطيط والميزانية الأسبوع الماضي عن هذا القرار رسمياً.

ورغم أن وزير الجهاد الزراعي غلام رضا نوري قزلجه صرّح بأن القرار لم يُتخذ بشكل نهائي بعد، إلا أن من المتوقع أن تعتمد السوق الإيرانية خلال العام الجاري بشكل كامل على الإنتاج المحلي لتلبية الطلب على اللحوم الحمراء، المقدر بنحو 1.1 مليون طن سنوياً. ويتوقع المراقبون أن تواصل الأسعار ارتفاعها على غرار ما حدث في الفترات السابقة التي شهدت تضخماً بثلاثة أرقام، ما سيُبعد اللحوم أكثر عن موائد الفئات الفقيرة.

وصرح منصور بوريان، رئيس المجلس الأعلى للثروة الحيوانية، لصحيفة «شرق» بأن استهلاك اللحوم في إيران يتراوح سنوياً بين مليون ومليون و200 ألف طن، مشيراً إلى أن محافظتي طهران والبرز هما الأكثر استهلاكاً.

وأكد بوريان أن إزالة الدعم التفضيلي عن اللحوم سيؤثر مباشرة على الفئات ذات الدخل المحدود، إذ أن هذا الدعم كان موجهاً لاستيراد اللحوم ضمن برنامج تنظيم السوق. كما أن غياب هذا الدعم سيؤدي بشكل غير مباشر إلى زيادة الأسعار في السوق الداخلية، ما سيجعل اللحوم أقل توافراً للفقراء.

وتسببت معدلات التضخم المرتفعة أيضاً في ارتفاع أسعار بدائل غذائية مثل البقوليات. ففي الأيام الماضية، تصدرت أسعار البقوليات عناوين الأخبار، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام من الفاصوليا الحمراء من 280 ألف تومان إلى 320 ألف تومان في أسواق الجملة خلال عشرة أيام، نتيجة نقص العرض.

ووفقاً لجمعية البقوليات الإيرانية، لم تعد واردات البقوليات تتم بسعر الصرف التفضيلي (28,500 تومان للدولار)، بل تُستورد الآن بسعر صرف يصل إلى 70 ألف تومان، ما تسبب بزيادة كبيرة في أسعار هذه المنتجات للمستهلك النهائي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + 19 =

زر الذهاب إلى الأعلى