الإيرانيون “الأكثر حزنًا” في أماكن العمل عالميًا وفق استطلاع غالوب لعام 2025

كشفت نتائج استطلاع حديث أجرته مؤسسة "غالوب" أن الإيرانيين يُعدّون من بين أكثر الشعوب شعورًا بالوحدة والحزن أثناء العمل.

ميدل ايست نيوز: كشفت نتائج استطلاع حديث أجرته مؤسسة “غالوب” حول “وضع أماكن العمل عالميًا” لعام 2025 أن الإيرانيين يُعدّون من بين أكثر الشعوب شعورًا بالوحدة والحزن أثناء العمل، متصدرين قائمة الدول من حيث الإحساس اليومي بالحزن.

ووفقًا للتقرير، فإن 34% من العاملين الإيرانيين يقضون يومهم وهم يشعرون بالغضب، فيما 48% منهم يعانون من التوتر معظم ساعات اليوم. وعلى صعيد التفاؤل، فإن فقط 19% من المستطلَعين الإيرانيين أعربوا عن أملهم بتحسّن الأوضاع مستقبلًا.

وشمل التقرير أكثر من 160 دولة، واعتمد على عينات عشوائية من ألف شخص بالغ في كل دولة تقريبًا، مع هامش خطأ لم يتجاوز 0.08% وضمان موثوقية بنسبة 95%.

وتُظهر البيانات أن 40% من الإيرانيين يشعرون بالحزن أغلب أوقاتهم أثناء العمل، وهو أعلى معدل في منطقة الشرق الأوسط، متقدمين على العراق ولبنان اللذين احتلّا المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي.

أما من حيث الغضب، فقد جاء الإيرانيون في المركز الثامن إقليميًا، بنسبة 34%، بينما احتل العراق المرتبة الأولى بنسبة 45%، تلاه الأتراك بنسبة 42%. من ناحية التوتر، احتلّت تركيا المركز الأول بنسبة 69%، وجاءت إيران في المركز الثامن أيضًا بنسبة 48%.

وفي ما يتعلق بفرص العمل، أعرب 81% من الإيرانيين عن اعتقادهم بأن الوقت غير مناسب للعثور على وظيفة، ليحلّوا في المرتبة 16 من بين 18 دولة في المنطقة، متقدّمين فقط على مصر ولبنان.

وفي مؤشر الحزن، تصدّر الإيرانيون قائمة الشعوب من حيث الشعور اليومي بالحزن، وفقًا لنتائج هذا الاستطلاع العالمي. وجاء العراق في المرتبة الثانية، تليه لبنان في المركز الثالث. وقد شمل الاستطلاع أسئلة للمشاركين بهدف تقييم مشاعرهم اليومية، مثل الحزن والغضب والقلق.

وأفاد 34% من المشاركين الإيرانيين بأنهم شعروا بالغضب في اليوم السابق، ما وضع إيران في المرتبة السابعة عالميًا من حيث انتشار مشاعر الغضب، متقدمة على كل من فلسطين ولبنان. وتصدّرت كل من العراق وتركيا وتونس القائمة من حيث أعلى نسب الغضب اليومي.

في هذا السياق، علّق مهرداد عربستاني، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة طهران، في تصريح لصحيفة “هم‌ میهن“، مشيرًا إلى أن الأرقام وحدها لا تكفي لتحليل شامل، لكنها تتيح تصورًا عامًا حول الحالة النفسية لهذه الشريحة من الإيرانيين. وقال: “يمكن ملاحظة أن الإيرانيين، مقارنةً بشعوب أخرى في المنطقة تعاني من نزاعات سياسية واقتصادية، يعانون من انخفاض في مستوى الرفاه الذهني (Subjective Wellbeing)، ويواجهون مشاعر سلبية ولا يرون آفاقًا مستقبلية مشرقة”.

وأضاف عربستاني: “مع الغموض المسيطر على مستقبل البلاد، وارتفاع تكاليف المعيشة يومًا بعد يوم، وقرع طبول الحرب الذي لا ينقطع، يمكن تفسير هذه المشاعر من حزن ويأس وغضب بوصفها مؤشرات على انتشار الاكتئاب والخمول في المجتمع”.

واعتبر أن هذه الظواهر النفسية ترتبط أيضًا بسلوكيات اجتماعية أوسع، مثل سوء استخدام المواد المخدرة واللامبالاة الاجتماعية وربما في بعض الحالات التطرف أو التمرد الشعبي، ما يجعلها قضية تتجاوز الجانب الفردي لتصبح تحديًا مجتمعيًا واسع النطاق.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى