صحيفة مقربة من الحرس الثوري الإيراني تنتقد “الإفراط في التركيز على المفاوضات” مع واشنطن
كتبت صحيفة جوان الإيرانية أن التفاوض أداة ثانوية ذات قدرة محدودة وغير مضمونة ضمن عشرات المهام المهمة لوزارة خارجية البلاد.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة جوان الإيرانية أن التفاوض أداة ثانوية ذات قدرة محدودة وغير مضمونة ضمن عشرات المهام المهمة لوزارة خارجية البلاد.
وانتقدت صحيفة «جوان» المقربة من الحرس الثوري الإيراني في عددها الصادر اليوم الاثنين وزارة الخارجية الإيرانية بسبب تركيزها على موضوع التفاوض النووي، وكتبت: «وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتحمّل مسؤوليات تتجاوز طاولة المفاوضات. هذه الوزارة تقوم بأدوار واسعة في مجالات الدبلوماسية الاقتصادية، وتطوير العلاقات الاستراتيجية، وإدارة العقوبات، وإحباط الضغوط الخارجية، وتهيئة الأرضية للنمو الاقتصادي المستقل. ومع ذلك، فقد انصرفت أنظار الرأي العام خلال السنة الماضية بشكل مفرط نحو المفاوضات، وكأن مستقبل البلاد يتحدد فقط عبر الاتفاقيات الدولية. يجب تصحيح هذا التصور».
وكتبت الصحيفة الأصولية: «التفاوض أداة ثانوية وذات قدرة محدودة وغير مضمونة ضمن عشرات المهام الجوهرية لوزارة الخارجية. لم تحقق الجولات الخمس الأخيرة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة تقدماً ملموساً. فقد كان الطرف الأميركي في هذه المفاوضات دائمًا ما يتخذ مواقف متناقضة وغير قابلة للتنبؤ. ما يقوله خلف الأبواب المغلقة ينقضه في وسائل الإعلام، ويكشف عن عدم صدقه من خلال مطالب غير منطقية مثل التفكيك الكامل للقدرة النووية الإيرانية. هذا السلوك يظهر بوضوح أن الاعتماد المطلق على التفاوض ليس فقط غير موثوق به كحل، بل يشغل الرأي العام بأوهام اتفاقات هشة».
وأضافت الصحيفة: «التفاوض ليس سوى واحدة من أدوات الدبلوماسية (الضعيفة وغير المضمونة)، وليس الحل الرئيسي لمشاكل الاقتصاد الوطني. إذا ركز صانعو السياسات في البلاد فقط على رفع العقوبات، فإن أي تأخير في المفاوضات سيزيد من الأضرار الاقتصادية (والنفسية والمعنوية). ولكن إذا ركزت وزارة الخارجية على مهامها الأساسية، يمكن تقليل تأثير العقوبات بشكل كبير. فالتفاوض، في الواقع، ليس سوى أداة من أدوات الدبلوماسية، وليس الحل الأساسي للاقتصاد».
وتابعت «جوان»: «أظهرت أربعون سنة من الحوار والتفاوض (أو التفاعل!) مع أميركا أن هذا البلد لا يلتزم بتعهداته، بل ويحتفظ بالعقوبات كأداة دائمة ضد إيران. وقد أثبتت تجربة الاتفاق النووي أن الثقة بأميركا لم تؤدِّ إلا إلى خسائر اقتصادية فادحة وتعطيل قدرات البلاد. لذا، ينبغي أن تتركز استراتيجية وزارة الخارجية على تقليل الاعتماد على قرارات الغرب والتوجه نحو التعاون الاقتصادي المستدام مع الدول المستقلة».