ما الملفات التي ستطرح خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني إلى إيران؟

إن إيران وباكستان بحاجة إلى توضيح وجهات نظرهما بصراحة حول القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط وشبه القارة، والتي شهدت توترات في الماضي، وتعزيز السبل التي من شأنها أن تسهم في إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.

ميدل ايست نيوز: تربط الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان خلفية تاريخية وحضارية وثقافية مشتركة، إضافة إلى امتلاكهما إمكانيات اقتصادية وتجارية واسعة، مما يجعلهما مؤهلين ليكونا شريكين استراتيجيين في المنطقة. في الوقت الراهن، توجد عدة ملفات مفتوحة ومهمة بين طهران وإسلام آباد، مثل أمن الحدود وخط أنابيب نقل الغاز، ويُتوقع أن تُناقش هذه القضايا وتتخذ بشأنها قرارات خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني “شهباز شريف” إلى إيران اليوم.

وفي حديث لوكالة إرنا الحكومية، قال محسن روحي صفت الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية عن أهمية وأهداف زيارة رئيس الوزراء الباكستاني إلى طهران: زيارة شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية مهمة من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية. فالبلدان بحاجة إلى توضيح وجهات نظرهما بصراحة حول القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط وشبه القارة، والتي شهدت توترات في الماضي، وتعزيز السبل التي من شأنها أن تسهم في إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأشار روحي صفت إلى أمن الحدود بين البلدين كأحد أهم أولويات إيران، موضحًا أن مسألة أمن الحدود ومنطقة بلوشستان تحظى بأهمية كبيرة لدى الطرفين، وقال: رغم أن إيران تكبدت في السابق أضرارًا كبيرة من ناحية أمن الحدود، إلا أن التوترات والاشتباكات في منطقة بلوشستان الباكستانية والمناطق القريبة من الحدود الإيرانية قد تصاعدت مؤخرًا.

وأضاف: بالنظر إلى النزاع المستمر بين باكستان والهند، فقد ارتفع مستوى المخاوف الأمنية في باكستان بشكل ملحوظ. كما أن من مصادر القلق الأمني الأخرى لدى باكستان التطورات في أفغانستان، حيث أن طالبان أفغانستان وطالبان باكستان متقاربان جدًا في الفكر والبنية، ويستمدان الدعم من مصدر مشترك. ومنذ أن سيطرت طالبان على كابول، شهدت باكستان تصاعدًا كبيرًا في وتيرة الاشتباكات والخسائر العسكرية.

وأوضح المحلل في الشأن الباكستاني أن هناك آليات قائمة للتشاور والتنسيق بين إيران وباكستان بشأن القضايا الأمنية والحدودية، وتُعقد هذه المشاورات بشكل دوري في كلا البلدين. وأشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني لطهران تتيح فرصة مهمة لمناقشة هذه المسائل مع القادة العسكريين والأمنيين، واتخاذ قرارات جدية لحل القضايا العالقة وتعزيز أمن الحدود.

أما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، فقال روحي صفت: لقد شهد حجم التبادل التجاري بين إيران وباكستان نموًا جيدًا مقارنةً بالماضي، إلا أن ما هو أكثر أهمية هو مسألة الاستثمارات، لأنها تُسهم في استقرار وتعزيز العلاقات بين البلدين. غير أن العقوبات المفروضة تشكل عقبة رئيسية أمام تدفق الاستثمارات. إيران تمتلك قدرات عالية في مجال الخدمات الفنية والهندسية يمكن تقديمها لباكستان، وباكستان بدورها بحاجة لهذه الخدمات، لكن العلاقات المصرفية بين البلدين لم تتمكن حتى الآن من توفير البيئة المناسبة لذلك، ونأمل أن تُتوصل لاتفاقات بهذا الخصوص خلال هذه الزيارة.

وعن عقبات تنفيذ مشروع خط أنابيب “السلام” لنقل الغاز بين إيران وباكستان، قال: إن العقوبات الأمريكية هي العقبة الأساسية أمام تنفيذ هذا المشروع، وهناك اقتراح بأن يُنقل الخط مؤقتًا إلى ميناء جوادر نظرًا للحاجة المتزايدة للطاقة في باكستان، مع محاولة الحصول على إعفاء من العقوبات الأمريكية.

واختتم بالحديث عن جهود إيران في الوساطة بين الهند وباكستان، مؤكدًا أن هذا الصراع يؤثر على إيران، قائلاً: النزاع بين الهند وباكستان ينعكس سلبًا على إيران، ونحن نرغب في علاقات سلمية مع كلا البلدين، لذلك ينبغي أن تتركز جهودنا على تشجيع الطرفين على تجنب الحرب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى