ملفات زيارة شهباز شريف لطهران: أمن الحدود وغزة وخفض التوتر مع الهند
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن طهران تعتبر الحفاظ على الامن المستدام من اجل بناء علاقات ودّية مع الجيران، ضمن مصالحها المشتركة.

ميدل ايست نيوز: قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن طهران تعتبر الحفاظ على الامن المستدام من اجل بناء علاقات ودّية مع الجيران، ضمن مصالحها المشتركة؛ مؤكدا بان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترحب بتفعيل وقف اطلاق النار وارساء السلام بين باكستان والهند.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك، اليوم الاثنين بطهران، مع رئيس الوزراء الباكستاني “شهباز شريف”.
ورحب بزشكيان بضيفه الباكستاني، قائلا : نحن نعتبركم شقيقا لنا، ونحبكم من صميم القلب.
وتابع : نحن نرى في باكستان دولة مهمة بجوار الجمهورية الاسلامية الايرانية، والعلاقات فيما بيننا تنطلق من اواصر ثقافية وحضارية واسعة تعود الى القرون والاف السنوات الماضية.
ولفت بان طهران واسلام اباد، لديهما مواقف مشتركة حيال العديد من القضايا الاقليمية والدولية والعالم الاسلامي؛ مصرحا خلال اللقاء مع رئيس الوزراء الباكستاني : لقد اكدنا مع اشقائنا، على توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والدولية، بما في ذلك التركيز على تنفيذ الوثائق والاتفاقات المبرمة سابقا بين البلدين.
ومضى الى القول : نحن نعتبر الحدود المشتركة بين ايران وباكستان، بانها يجب ان تكون عارية عن الفوضى وتواجد المجموعات الارهابية والجناة، ونحمل اراء مشتركة وارادة حاسمة في الارتقاء بمستوى الامن داخل المناطق الحدودية ومجابهة العناصر المخلة بالوضع الامني هناك.
وتابع بزشكيان: نحن نؤكد بان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر استقرار وهدوء الشعب الباكستاني، من مصالحها العليا.
واستطرد: اننا نعتقد بان منطقة غرب وجنوب اسيا، تحتاج اليوم واكثر من الماضي، الى الامن والاستقرار، وانطلاقا من ذلك نؤكد على ضرورة المشاورات والتعامل البناء مع دول الجوار وسائر الشركاء الدوليين.
واشار الى مباحثاته، اليوم، مع رئيس الوزراء الباكستاني الزائر، حول الوضع الراهن في المنطقة والعالم الاسلامي، لا سما القضية الفلسطينية؛ مصرحا بان ايران وباكستان لكونهما من الاعضاء الفاعلين في منظمة التعاون الاسلامي، تدعمان التطلعات الفلسطينية وتدافعان عن الشعب الاعزل في قطاع غزة، كما تدينان بشدة استمرار جرائم الكيان الصهيوني داخل القطاع، وصمت الدول الغربية قبال ذلك.
واضاف الرئيس الايراني : نحن نوجه دعوة الى الدول الاسلامية بالتحرك من اجل الدفاع الشامل عن الشعب الفلسطيني واهل غزة المظلومين.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الباكستاني “شهباز شريف”، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان” بطهران أن بلاده يدافع بشكل كامل عن حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحصول على الطاقة النووية السلمية.
وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، بأن “شريف” أعرب خلال هذا المؤتمر الصحفي عن شكره وامتنانه للاستقبال الحار الذي لقيه هو والوفد المرافق له من الرئيس بزشكيان؛ واصفا بأن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي بيتنا الثاني، وزيارة طهران لحظة تاريخية بالنسبة لنا”.
ووصف رئيس وزراء باكستان، الاجتماع المشترك بين الوفدين الإيراني والباكستاني رفيعي المستوى بأنه بناء؛ مردفا : نسعى للتوصل إلى اتفاقيات في مجالات التعاون التجاري والاقتصادي مع جارتنا إيران.
وأشار “شريف” إلى، أن إيران وباكستان تتمتعان بجذور عميقة من العلاقات الثقافية والتاريخية؛ قائلا : نحن نعتقد أنه يجب علينا تطوير هذه العلاقات لتحقيق تعاون جيد في مختلف المجالات.
كما أعرب عن تقديره للاتصال الهاتفي من قبل الرئيس بزشكيان واهتمامه بالوضع في شبه القارة الهندية؛ مضيفا : أقدر مشاعركم الأخوية تجاه شعب باكستان.
وأردف رئيس الحكومة الباكستانية : لقد سنحت لنا فرصة جيدة للترحيب بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وهو دبلوماسي بارز حيث أجرينا معه مناقشات جيدة، وبفضل الله وعونه، خرجت باكستان من هذه الأزمة مرفوعة الرأس، وهذا بفضل قواتنا المسلحة القوية ودعم الشعب الباكستاني؛ مؤكدا أن باكستان تسعى إلى السلام.
وتابع : نحن نسعى للسلام من خلال الحوار، ونحرص على حل قضايا مثل كشمير من خلال التفاوض ووفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ مردفا : نحن مستعدون للحوار مع الهند في قضايا مثل المياه والتجارة ومكافحة الإرهاب، شريطة أن يكونوا جادين أيضا. ولكن إذا هاجمونا، سندافع عن أنفسنا ومع ذلك، إذا قبلوا السلام، فهذا يدل على جديتهم حقا.
وفي اشارة الى الوضع الفلسطيني الراهن، أدان رئيس وزراء باكستان استشهاد أكثر من 50 ألف بريء في غزة؛ مشددا على أن الوقت قد حان لكي يستخدم المجتمع الدولي نفوذه لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وباكستان تدعم إخوتها وأخواتها من أجل السلام والرفاهية والسعادة.
وأعرب بزشکیان، خلال الاجتماع المشترك بين الوفدين رفيعي المستوى الباكستاني والايراني بطهران اليوم، اعرب عن ارتياحه لزيارة رئيس وزراء باكستان “شهباز شريف” الحالية للجمهورية الاسلامية، ووصف العلاقات بين البلدين أنها متجذرة في التاريخ والثقافة والدين المشترك.
وأكد، بأن مستوى العلاقات بين طهران واسلام اباد لا يرقى الى القدرات المشتركة، وبما يلزم تحسينه ليبلغ المكانة الستراتيجية التي تليق بالبلدين.
كما اشار الرئيس الإيراني الی السياسات المبدئية والستراتيجية للجمهورية الاسلامية المبنية على إعطاء الأولوية للعلاقات مع الجيران وخاصة الدول الإسلامية؛ مصرحا أنه “بناء على هذه السياسات العريضة، تعتبر ايران بان توسيع وتعزيز العلاقات مع باكستان أمرا مهما وستراتيجيا لها”.
وأشار بزشکیان إلى محاولات الأعداء المستمرة لإثارة الفرقة والفتنة بين الدول الإسلامية، قائلا : في مواجهة هذا النهج التفريقي، نؤكد على تعزيز العلاقات والتآزر بين دول العالم الاسلامي.
ونوه الرئيس الإيراني الى أهمية البنية التحتية المصرفية والمالية كمنصة لتنمية التجارة المشتركة، وقال : إن تعزيز العلاقات النقدية والمصرفية يمكن أن يمهد الطريق لتحقيق قفزة اقتصادية في العلاقات الثنائية.
وفيما يتعلق بالتوتر بين الهند وباكستان، قال بزشکیان : نعتقد أن هذه القضية كان ينبغي ألا تؤدي إلى مواجهة عسكرية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لاتخاذ أي إجراء يساهم في السلام والهدوء الاقليميين.
وأضاف الرئيس الإيراني : من الضروري تعزيز التعاون الأمني بين الدول الإقليمية، وخاصة إيران وباكستان، لمكافحة الإرهاب بشكل فعال من خلال التفاعلات الوثيقة بين قوات الأمن في البلدين.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عن ارتياحه لزيارة إيران ولقائه بالرئيس بزشكيان، كما أشاد بالمواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم السلام والأمن بالمنطقة، وخاصة فيما يتعلق بقضية التوتر بين الهند وباكستان.
وأكد شريف، خلال الاجتماع مع بزشكيان والوفدين الايراني والباكستاني اليوم بطهران، اكد اهتمام اسلام اباد بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع طهران، قائلاً : إن التبادل التجاري بين البلدين، نظراً للعلاقات الثنائية العريقة والقدرات الوفيرة المتاحة، من شانه أن يرتفع إلى 10 مليارات دولار، ونحن مستعدون لاستخدام كل الأدوات اللازمة من اجل تحقيق هذا الهدف.
وعلى صعيد اخر، شدد شريف قائلا : ان باكستان لن تسمح أبدا باتخاذ أي إجراء من أراضيها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونحن مستعدون للتعاون الشامل مع إيران في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي الختام، أكد رئيس الوزراء الباكستاني، دعم حكومته لبرنامج ايران النووي السلمي، وصرح : سنقف إلى جانب إيران على هذا المسار.