تحذير أوروبي لواشنطن: إيران تُماطل في المفاوضات لتفادي العقوبات

ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى حذروا الولايات المتحدة من أن إيران تتعمد إبطاء المفاوضات بهدف تفادي إعادة فرض العقوبات.

ميدل ايست نيوز: ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست في تقرير لها حول مسار المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة أن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى حذروا الولايات المتحدة من أن إيران تتعمد إبطاء المفاوضات بهدف تفادي إعادة فرض العقوبات. في الوقت ذاته، حذّر عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، من أنه إذا قامت أوروبا بتفعيل “آلية الزناد”، فإن طهران سترد بشكل “حاسم”.

وخلال الشهرين الماضيين، عقدت طهران وواشنطن خمس جولات تفاوضية في مسقط وروما. وعلى الرغم من عدم الإعلان عن تقدم ملموس، يحاول الطرفان الحفاظ على أجواء إيجابية. وقد صرّح دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، يوم الأحد بأن “محادثات جيدة” قد جرت، مضيفًا أنه من الممكن “سماع أخبار جيدة من إيران”. وعلى الرغم من أنه لم يشر إلى مفاوضات الجمعة الأخيرة في روما، قال إن “تقدمًا جادًا” قد تحقق، مضيفًا في الوقت ذاته أنه لا يعلم ما إذا كانت الأخبار خلال اليومين المقبلين ستكون جيدة أم سيئة، لكنه يشعر أن أخبارًا جيدة قادمة.

مع ذلك، نقلت جيروزاليم بوست عن مصادر رفيعة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا – وهي الدول الأوروبية الثلاث الباقية في الاتفاق النووي – أن هذه الدول حذرت إدارة ترامب من أن إيران تُبطئ عمداً مسار المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، حتى تجعل من الصعب إعادة فرض العقوبات إذا فشلت المحادثات.

وبحسب الاتفاق النووي لعام 2015، فإن الدول الأعضاء يمكنها، عبر ما يُعرف بـ”آلية الزناد”، إعادة فرض العقوبات الواسعة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران، وذلك في حال وقوع خرق كبير للالتزامات النووية من جانب طهران.

لكن هذا الخيار لن يكون متاحًا بعد أكتوبر المقبل، وهو موعد انتهاء بعض بنود الاتفاق المعروف بـ”تاريخ الغروب”. وبما أن الترتيبات الإدارية لتفعيل هذه الآلية تستغرق نحو ثلاثة أشهر، فإنه يجب اتخاذ الخطوات اللازمة بحلول منتصف الصيف. وقد أبلغت الأطراف الأوروبية إيران بوضوح أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي “جديد وذي مغزى” بحلول أغسطس، فإنها ستفعّل هذه الآلية، وهو ما سيؤدي إلى فرض عقوبات قاسية على طهران.

وبحسب عدة مصادر، فإن “الأوروبيين أبلغوا الولايات المتحدة أنه لا بد من تحديد جدول زمني واضح للمفاوضات، وإلا فإن إيران ستعمد إلى إطالة أمدها بغرض خلق مواجهة بين أوروبا وأميركا، ومن ثم تعطيل أي خطوة نحو فرض العقوبات”.

وتشير التقارير إلى أن من أبرز نقاط الخلاف الحالية في مسار المفاوضات النووية هو موضوع تخصيب اليورانيوم؛ حيث تصر إدارة ترامب بشكل واضح على أن لا يتضمن الاتفاق الجديد السماح لإيران بأي عملية تخصيب، في حين تُصرّ الجمهورية الإسلامية على مواصلة التخصيب داخل أراضيها.

وقال مسؤول أميركي رفيع للصحيفة إنه عقب المحادثات التي جرت يوم الجمعة بين مبعوث ترامب ووزير الخارجية الإيراني، تم إحراز بعض التقدم، لكنه أشار إلى أن الطريق لا يزال طويلاً. وأضاف: “كانت المحادثات بنّاءة، واتفق الطرفان على عقد لقاء جديد قريبًا”.

ولم يُعلن بعد عن زمان أو مكان الجولة القادمة من المفاوضات، لكن عباس عراقجي قال إن طهران تدرس اقتراحًا قدمته سلطنة عُمان. ولم يُفصح عن تفاصيل هذا الاقتراح، إلا أنه قال إن “الجانب العُماني قدم خلال الجولة الأخيرة مقترحات لحل العقبات القائمة، وهي الآن قيد الدراسة”.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، سلطنة عُمان يوم الثلاثاء، وهي الدولة التي تستضيف المفاوضات بين طهران وواشنطن.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى