ما المقترحات التي عرضتها سلطنة عمان على إيران في محادثاتها مع واشنطن؟
كشف عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عن تفاصيل مقترحات جديدة قدّمتها سلطنة عمان إلى إيران ضمن دورها كوسيط في المحادثات النووية الجارية.

ميدل ايست نيوز: كشف عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عن تفاصيل مقترحات جديدة قدّمتها سلطنة عمان إلى إيران ضمن دورها كوسيط في المحادثات النووية الجارية، موضحا أن المقترحين الرئيسيين يشملان تشكيل تحالف إقليمي نووي بمشاركة دول المنطقة، وتجميد أنشطة التخصيب لمدة ستة أشهر.
وقال أحمد بخشايش أردستاني، في تصريحات أدلى به اليوم الثلاثاء: “الجانب العماني اقترح على إيران وقف التخصيب لمدة ستة أشهر، ثم استئنافه لاحقًا”، مشيرًا إلى أن طهران لم تقبل هذا المقترح حتى الآن. وأرجع السبب إلى تجارب سابقة أظهرت أن تقديم تنازلات قد يؤدي إلى مزيد من المطالب من الطرف المقابل. وأضاف: “نمتلك الآن كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تكفي لصنع عدة قنابل نووية. فمخزون 300 كغ من اليورانيوم يعادل ما يكفي لصناعة 10 قنابل ذرية، وإذا استمرت تهديدات إسرائيل، يمكننا زيادة نسبة التخصيب”.
استمرار المحادثات ليس بالضرورة مؤشرًا سلبيًا
وحول تقييمه لسير المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، أشار البرلماني الإيراني إلى أن المفاوضات، رغم تعقيداتها، تسير في اتجاه إيجابي. وأضاف: “كلما طال أمد المحادثات، دلّ ذلك على رغبة الطرفين في التوصل إلى تفاهم مشترك، ولا يمكن اعتبار طول المدة مؤشرًا على فشل المفاوضات”.
الطرف الأمريكي هو من سيعدل مواقفه، لا إيران
وشدد أردستاني على أن استمرار التفاوض يعكس تمسك كلا الطرفين بخطوطهما الحمراء، إلا أن “الولايات المتحدة، في نهاية المطاف، هي من سيضطر لتعديل مواقفه، وليس إيران”. ولفت إلى أن إيران تسعى إلى تجاوز حدود التخصيب المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، بينما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التفوق دبلوماسيًا على إدارة أوباما، ما يجعله يرفض استمرار إيران في التخصيب.
وأضاف: “الولايات المتحدة بحاجة للاتفاق مع إيران لتحقيق إنجاز دبلوماسي، ولن تغادر طاولة المفاوضات بسهولة حتى في حال عدم تجاوب إيران مع الضغوط”.
مقترح لتشكيل تحالف نووي إقليمي
وعن المقترح الثاني الذي قدّمته عمان، أوضح أردستاني أن السلطنة اقترحت إنشاء تحالف نووي يضم دولًا عربية، يهدف إلى مراقبة البرنامج النووي الإيراني وتقديم ضمانات إضافية للولايات المتحدة بعدم تجاوز مستوى التخصيب المتفق عليه مستقبلاً.
وأكد أن “هذا المقترح لقي ترحيبًا أوليًا من الجانب الإيراني”، لافتًا إلى أن إيران واثقة من قدراتها النووية المحلية، ومستعدة لتقاسم هذه الخبرات مع دول الجوار مقابل تعويضات مناسبة.
واختتم بالقول إن “الاقتراحات العمانية ما زالت قيد الدراسة من قبل وزارة الخارجية، وأن استمرار المفاوضات قد يفتح المجال أمام المزيد من الحلول الوسط التي يمكن للوسطاء طرحها”.