من الصحافة الإيرانية: لماذا أصبح ترامب متفائلًا فجأة بشأن المفاوضات مع إيران؟

رغم العداء التاريخي، فإن طهران وواشنطن تبديان اهتمامًا بالوصول إلى اتفاق منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

ميدل ايست نيوز: ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف، في أول تصريحاته بعد الجولة الخامسة من المحادثات النووية، سير المفاوضات بأنه “جيد”، معلنًا أن هناك أخبارًا جديدة سيعلنها خلال الأيام المقبلة. وقد حظيت هذه التصريحات باهتمام خاص لأنها أنهت صمت ترامب بشأن الانسحاب المفاجئ لمبعوثه الخاص للمحادثات النووية، ستيف ويتكوف، كما جاءت بعد تصريحات وزير الخارجية العماني، الذي يقوم بدور الوسيط، والتي قال فيها إن الاجتماع انتهى بـ”بعض التقدّم غير الحاسم”. وهو ما دفع البعض إلى التكهن بإمكانية فشل المفاوضات في وقت مبكر.

لماذا أصبح ترامب متفائلًا فجأة؟

أدلى ترامب بتصريحاته في وقت أثار فيه الانسحاب المفاجئ لويتكوف من جلسة التفاوض يوم الجمعة، بعد ساعتين فقط من انطلاقها، شكوكًا حول فشل المحادثات. غير أن الفرق الفنية للطرفين واصلت المفاوضات، ويعتقد بعض المراقبين أنه طُرحت في هذه الجولة مقترحات جديدة تستحق النظر من كلا الجانبين، وربما تعود هذه المقترحات إلى أسباب تفاؤل ترامب.

وتشير بعض المصادر إلى أن سلطنة عمان، أو حتى الولايات المتحدة، قد اقترحتا التوصّل إلى اتفاق مؤقت على أن تُستكمل المفاوضات لاحقًا بشأن التفاصيل. ومع ذلك، فقد رفضت إيران هذا المقترح فورًا.

ما معنى “جيد”؟

وهنا يثار تساؤل حول ما قصده ترامب بوصفه المحادثات بـ”الجيدة”، وما إذا كان يقصد أن إيران قد تتخلى – ولو مؤقتًا – عن قدراتها النووية. إلا أن المؤشرات الحالية لا تدعم هذا الاحتمال، وفقًا لما يمكن فهمه من أجواء التفاوض والتصريحات اللاحقة.

وفي هذا السياق، صرّح إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي يوم الإثنين 26 مايو 2025، ردًا على سؤال من مراسل شبكة “سي إن إن”، قائلاً: “لقد قلنا بوضوح منذ البداية إنه إذا كان هدف الأمريكيين هو ضمان أن يظل البرنامج النووي الإيراني سلميًا وغير عسكري، فإن هذا أمر محسوم. لم نسعَ مطلقًا لاستخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية.”

محللون أمريكيون: لا بد من التوصل إلى اتفاق

فيما تستمر المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي طُرح أن تُعقد الجولة القادمة منها يوم الجمعة، دون أن توافق طهران بعد، شهدت الجولة الخامسة تعثرات، أبرزها الخلاف حول حق إيران في تخصيب اليورانيوم.

ورغم أن إيران أعربت عن استعدادها لتقليص نسبة التخصيب مقابل رفع العقوبات، فإن واشنطن تطالب بوقف كامل للتخصيب.

ويواجه نهج إدارة ترامب داخل الولايات المتحدة، في المفاوضات بعض الانتقادات. وفي هذا الصدد، كتب ريتشارد نفيو، المحلل الأمريكي المعروف والمساهم الدائم في مجلة “فورين أفيرز”، مقالًا قال فيه: “رغم العداء التاريخي، فإن طهران وواشنطن تبديان اهتمامًا بالوصول إلى اتفاق منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. ترامب يسعى لتعزيز صورته كمفاوض بارع عبر إعادة الاستقرار الاستراتيجي إلى الشرق الأوسط، بينما تطمح إيران، التي تعاني من العقوبات، إلى تهدئة اقتصادية مستدامة ووقف الأعمال العدائية بعد تراجع نفوذ العديد من وكلائها في المنطقة.”

وأضاف نفيو: “رغم إعلان ترامب عن رغبته في حل سريع للقضية النووية، وإصراره على أن الاتفاق قريب، فإن الواقع يشير إلى أن الخلافات الجوهرية القديمة بين الطرفين ستمنع التوصل السريع إلى اتفاق مثالي للطرفين.”

ومن وجهة نظر  المحلل الأميركي، فإن: “الاتفاق الذي يضمن رقابة كاملة على المواقع النووية الإيرانية، المعلنة وغير المعلنة، ويقابل ذلك رفع العقوبات وتقييد تخصيب اليورانيوم، يمكن أن يعيد مكاسب الاتفاق النووي الأصلي (الاتفاق النووي لعام 2015)، ويعوّض جزئيًا عن الأضرار التي سبّبها انسحاب واشنطن منه، وربما يجنّب المنطقة أزمة في المدى القريب ويعيد لها بعض الاستقرار.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى