من الصحافة الإيرانية: إيران تنظر بإيجابية إلى مقترح عمان بشأن المفاوضات

أكد دبلوماسي إيران سابق أن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تتسم بالاحترام والتعامل المهني وتشمل طرح مطالب معقولة ومراعاة مصالح الطرفين.

ميدل ايست نيوز: أكد السفير السابق لإيران في جمهورية أذربيجان أن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تتسم بالاحترام والتعامل المهني وتشمل طرح مطالب معقولة ومراعاة مصالح الطرفين.

وفي حوار مع وكالة إيلنا، تحديث محسن باك آيين، حول الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والسيناريوهات المطروحة لاستمرار هذا المسار التفاوضي، قائلاً: “نشهد في ساحة المفاوضات غير المباشرة نهجين؛ النهج الأول يتمثل في وفدين يتفاوضان بوساطة سلطنة عُمان في مكان مخصص للمفاوضات غير المباشرة، هذه المفاوضات تُظهر الاحترام والتعامل المهني، وتشمل طرح مطالب معقولة ومراعاة مصالح الطرفين. لكن في الجهة الأخرى، خارج ساحة المفاوضات، نرى مواقف ونهجاً من المسؤولين الأميركيين تتعارض تماماً مع ما يُطرح داخل المفاوضات. فهم يطرحون مطالب غير معقولة ويسعون فقط وراء المصالح الأميركية دون أن يراعوا مصالح إيران. هذه التحركات تؤدي بشكل طبيعي إلى تعقيد مسار المفاوضات غير المباشرة وتثير الشكوك بشأن النية الحقيقية للمسؤولين الأميركيين من دخولهم هذه المفاوضات”.

الطرفان لا يزالان يفضلان الدبلوماسية على التوتر

وتابع: “ما أستنتجه هو أن المفاوضات كانت مهنية ومحترمة، وقد تقرر الاستمرار فيها. هذا أمر إيجابي، ويُظهر أن الطرفين لا يزالان يفضلان الدبلوماسية على التوتر، ويحاولان حل مشاكلهما عبر المفاوضات الدبلوماسية وبطريقة سلمية. الطرف الإيراني له مواقف واضحة تماماً. نحن، بناءً على مبادئ منطقية نؤمن بها، وهي مبادئ غير قابلة للتغيير، نحتفظ بحقنا في امتلاك الطاقة النووية، ولا نتفاوض أو نساوم على هذا الحق”.

وأشار السفير السابق لإيران في جمهورية أذربيجان إلى أنه “لدينا هذه الإرادة، وأعلنا بقوة أننا لن نسعى إلى إنتاج قنبلة نووية، ونهدف إلى رفع العقوبات المفروضة علينا. لقد أعلنا هذه المبادئ، لكن للأسف الطرف الأميركي لا يتصرف بالمثل. داخل المفاوضات، يتقبلون وجهات نظرنا ويبدون احتراماً لها، لكن خارج المفاوضات، يطالبون بوقف كامل للبرنامج النووي الإيراني، ولا يطرحون أي نقاش حول رفع العقوبات أو كيفية ذلك. لذلك، من وجهة نظري، إذا كان من المقرر أن تكون المفاوضات بنّاءة، فعلى الطرف الأميركي أن يأخذ في الاعتبار المواقف المبدئية وغير القابلة للتغيير لإيران. وإذا كانوا يريدون ضمان أن لا تسعى إيران وراء صنع قنبلة نووية، فأعتقد أن هذا أمر غير صعب، ويمكننا اتخاذ التدابير اللازمة، وهم من جانبهم يرفعون العقوبات”.

اقتراح عُمان في الجولة الخامسة حظي باهتمام إيران

وفيما يتعلق بالاقتراح العُماني الذي طُرح في الجولة الخامسة، قال هذا الدبلوماسي الإيراني البارز: “ليس لدي معلومات عن تفاصيله، ولا أؤمن بالتكهنات، كما أنني لا أعلم ما الذي جرى فعلاً. لكن من خلال نوع تعامل إيران والولايات المتحدة مع هذا الاقتراح، أعتقد أن الإيرانيين لديهم نظرة إيجابية تجاه اقتراح عُمان، والأميركيون من جانبهم من المقرر أن يتشاوروا مع قادتهم. وبشكل عام، فإن هذا الاقتراح لا يزال في حالة من التردد”.

لقاء فيتكوف ورئيس الموساد قبل الجولة الخامسة يعني ضعف إسرائيل

وبخصوص لقاء فيتكوف مع رئيس الموساد قبيل بدء الجولة الخامسة من المفاوضات، قال باك‌ آيين: “هناك بعض النقاط التي يجب التوقف عندها بشأن دور إسرائيل. أولاً، إسرائيل اليوم في أضعف حالاتها السياسية، فمكانة هذا الكيان في العالم تراجعت، وازداد غضب الشعوب منه. لم يحدث مثل هذا الوضع منذ تأسيس هذا الكيان المزيف. وبعيداً عن الهجمات التي تتعرض لها من اليمنيين، فإن قيام الكيان الصهيوني بإرسال رئيس الموساد للقاء فيتكوف في هذه الظروف يُعد مؤشراً على ضعف إسرائيل. فلو كانت إسرائيل قوية، لما كان هناك حاجة لهذا اللقاء، وكان يمكنها الاتصال من تل أبيب ونقل آرائها، وكان فيتكوف بدوره قادراً على تلبية مطالب إسرائيل كما في فترة الاتفاق النووي حين لم يكن الأميركيون يشربون الماء دون موافقة إسرائيل”.

وأضاف: “وجود الكيان الصهيوني في روما، مكان المفاوضات، وإعلانه عن ذلك، يُعد من وجهة نظري نقطة ضعف لهذا الكيان، وكذلك نقطة ضعف للولايات المتحدة، لأنها بهذا الشكل تسلم قراراتها للكيان الصهيوني في هذه المرحلة، ويُظهر أيضاً عجز هذا الكيان الذي اضطر لدخول روما بهذه الطريقة المرتبكة. ومن وجهة نظري، وبالنظر إلى الوضع الضعيف للكيان الصهيوني، فإن على الأميركيين استغلال هذه الفرصة، وإذا كانوا فعلاً جادين في إنجاح المفاوضات، فعليهم اتخاذ قرارات مستقلة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى