بزشكيان: لن نتنازل عن حقنا في تخصيب اليورانيوم

أكد الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان" على أن إيران لن تتنازل أبدا عن حقها القانوني في تخصيب  اليورانيوم لأغراض العلاج وتشخيص الأمراض والصحة والزراعة والصناعة.

ميدل ايست نيوز: أكد الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان” على أن إيران لن تتنازل أبدا عن حقها القانوني في تخصيب  اليورانيوم لأغراض العلاج وتشخيص الأمراض والصحة والزراعة والصناعة، مشددا على أنه لا مكان للسلاح النووي في عقيدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وخلال زيارته لسلطنة عُمان، اوضح الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان” اثناء مقابلة اجراها مع التلفزيون الرسمي لهذا البلد،القضايا الثنائية بين البلدين، فضلا عن المصالح الإقليمية والدولية لإيران وعُمان، وأهم القضايا الراهنة في العالم.

وتجدر الاشارة هنا الى ان هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الودية والمتميزة بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعم مختلف مجالات التعاون الثنائي وفي إطار الرغبة المشتركة بين قادة البلدين في تعزيز وتطوير هذه العلاقات بشكل أكبر، وقد تم بحث مختلف مجالات التعاون التي تتوافق مع مصالح البلدين الصديقين وبما يلبي احتياجاتهما المتبادلة خاصة في ضوء التطورات الإقليمية والدولية.

التعاون الثنائي اكثر حميمية وقوة من الماضي

وردا على سؤال حول نتائج هذه الزيارة ولقائه السلطان هيثم بن طارق،اوضح بزشكيان انه تم مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية، مشيرا الى أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على العلاقات الأخوية والودية والمتبادلة مع دول الجوار، منوها بالعلاقات الايرانية مع سلطنة عُمان والمتجذرة لمئات السنين، وربما أكثر من ألف عام، مضيفا بان هذه العلاقة حميمة وأخوية ومبنية على المعتقدات والثقافات المشتركة حيث تمكن الطرفان مساعدة بعضهما البعض في مراحل تاريخية مختلفة.

وافاد الرئيس الايراني انه وفي اللقاءات التي عقدت مع الاخ الموقر السلطان هيثم بن طارق، وكذلك وزراء البلدين،تم التوصل إلى اتفاقيات جيدة جدا في مجالات الصناعة والتجارة والتعليم والسياحة والرعاية الصحية والطاقة والطاقة النظيفة، ووقعت رسميا أيضا، مؤكدا على ان التعاون بين ايران وسلطنة عُمان البلد الصديق والشقيق سيكون بشكل أكثر حميمية وقوة من الماضي.

وعن الفرص الأبرز والأكثر ثقة لتطوير العلاقات الايرانية-العُمانية على المستويين السياسي والاقتصادي في المرحلة المقبلة،بيّن بزشكيان ان البلدين على مستوى عال من التنسيق السياسي في كافة القضايا الثنائية والاقليمية، بما في ذلك قضية فلسطين والقضايا المتعلقة بالسلام والهدوء في المنطقة،مضيفا ان هناك قدر كبير من التنسيق والتوافق في وجهات النظر بين سلطنة عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

والمح الى وجود بعض المشاكل في مجالات الاقتصاد، الاتصالات البحرية والجوية والبرية بسبب العقوبات المفروضة على ايران، مبيّنا انه في هذا الصدد تم الاتفاق على إزالة كافة هذه العوائق سواء الجمركية أو على طرق النقل البحري والجوي وتشكيل استثمارات مشتركة بين البلدين.

وفي هذا الاطار ، رأى بزشكيان ان هذه الروابط يمكن أن تأخذ التفاعلات الاقتصادية الثنائية الى مستوى يزيد من حجم المعاملات إلى 10 أو 20 مليار دولار، مضيفا انه يمكن لسلطنة عمان أن تصبح مركزا لنقل البضائع والمعدات والمرافق الثنائية المشتركة وحتى ابعد من ذلك ايضا على الصعيد الاقليمي لانه يمكن لسلطنة عُمان الاتصال بروسيا وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان عبر شمال إيران، كما يمكنها الوصول إلى الدول الأفريقية جنوبا.

وبالتالي فإن هذا الموقع يمكن أن يكون بمثابة نقطة لعقد المعاملات التجارية والاقتصادية والعلمية والصناعية والثقافية التي من شأنها أن تكون مفيدة وفعالة لكلا البلدين.

دور سلطنة عُمان البناء في المفاوضات

وعن تقييمه لدور سلطنة عُمان في الوساطة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية؛خاصة في ضوء المفاوضات الأخيرة التي عقدت في مسقط وروما،اشاد بزشكيان بهذا الدور واصفا اياه بالقيم والبناء ، لافتا الى ان مسألة المفاوضات تحظى باهتمام خاص من قبل قائد الثورة الاسلامية، الذي يعتبر أنه من خلال التعاون مع سلطنة عُمان، يمكن دفع هذا المسار قدما بشكل أكثر صحة وصوابا وسهولة.

وتابع بزشكيان متوجها بالشكر والتقدير لسلطان عُمان الذي يولي المفاوضات اهتماما كبيرا،وايضا وزير خارجية عُمان الذي تحمل جزءا كبيرا من عبء هذه المفاوضات، وخاصة بسبب طبيعتها غير المباشرة، قائلا: لقد عمل وزير خارجية عُمان بجد على هذا المسار، وكان مضيفا رائعا، ويحاول ضمان وصول هذه المفاوضات إلى نتيجة في إطار محدد وعلى أساس قاعدة (رابح-رابح) وتأتي بنتائج ايجابية للجميع.

وفيما يتعلق بدور العلاقات الايرانية-العُمانية المتميزة في تعزيز الاستقرار والسلام في منطقة الخليج الفارسي في ظل التوترات الحالية في المنطقة،رأى الرئيس الايراني انه اذا عملت الدول الاسلامية بأمر وتوصيات الرسول الاكرم (ص)، فانها تستطيع إرساء السلام والأمن في المنطقة على أساس الأخوة الإسلامية.لافتا الى الأعداء المستعمرين والمستغلين يريدون تحريض المسلمين ضد بعضهم البعض باستخدام لغات واساليب مختلفة واعتماد تقسيمات ثقافية وسياسية بهدف نهب موارد المنطقة ورأس المال وتدمير الاوطان.

ومضى في القول انه يمكن احباط معادلات ومؤمرات الاعداء وإرساء السلام الدائم في المنطقة،من خلال التآزر بين الدول الإسلامية وتوسيع الاقتصاد والصناعة والعلم والثقافة فيما بينها، مضيفا الى ان هذا الامر ممكن بشرط أن يجلس زعماء الدول الإسلامية معا ويتحاوروا ولا يسمحوا لأي لهجة أو لغة أو صوت أن يزعزع وحدة المسلمين وتماسكهم.

ايران لا تسعى لامتلاك اسلحة نووية

وردا على سؤال حول الشروط الأساسية التي ترغ ايران في رؤيتها للوصول إلى اتفاق عادل مع امريكا،اوضح بزشكيان ان شروط ايران هي نفس القوانين الدولية، والتي بموجبها يحق لكل دولة إجراء البحوث العلمية والخبرة في مجال تخصيب اليورانيوم والأنشطة المتعلقة بالطاقة النووية للأغراض السلمية.

واضاف انه إذا كانت الولايات المتحدة تسعى إلى ضمان عدم سعي الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى امتلاك الأسلحة النووية، فينبغي لها أن تعلم أن هذا الضمان يأتي من معتقدات ايران وقد تم التأكيد على ذلك مرارا في الفتوى الصريحة لقائد للثورة الاسلامية المتمثلة في ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تسعَ قط إلى بناء أو امتلاك أسلحة نووية ولن تفعل ذلك أبدا.

وتابع انه حتى لو سمع صوت أو وجه ادعاء في ايران يتناقض مع هذا الموقف، فهو مجرد رأي شخصي، مؤكدا على ان ما يشكل الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو سيادة النظام وقيادته، التي تقف علانية ضد تطوير الأسلحة النووية ولا تعطي أي مكان للسلاح النووي في عقيدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ومضى يقول ان ايران لا تسعى لامتلاك اسلحة نووية ولكن في الوقت نفسه، لن نتنازل أبدا عن حقها القانوني في التخصيب للأغراض العلاجية والتشخيصية والصحية والزراعية والصناعية، لافتا الى انه لا يمكن لأحد أن يملي على ايران تصفير التخصيب.

وفي هذا السياق، بيّن الرئسي الايراني انه من حق الجميع الاستفادة من المعرفة والتكنولوجيا والقدرات العلمية ولا يمكن لأي دولة أن تنتزع هذا الحق من دولة أخرى، مشددا على عدم استسلام ايران للضغوط لوقف التخصيب بأي شكل من الأشكال، معتبرا ان هذه المقاومة هي فخر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسوف تصرعليها.

وتابع بزشكيان انه على الرغم من ذلك، وفي المقابل يقوم الكيان الاسرائيلي وداعموه المتشدقون بحقوق الإنسان الذين يقتلون علماء ايران و النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين في المنطقة، باتهام ايران بالإرهاب، متسائلا عمن يوصف بالارهاب الذي يسعى لارساء السلام في المنطقة كايران ام الذي يرتكب الجرائم و يشكل تهديدا لامن المنطقة كالكيان الاسرائيلي.

ايران رائدة في دعم القضية الفلسطينية

وعن المستجدات في غزة والسياسة الخارجية الايرانية تجاه القضية الفلسطينية، تساءل بزشكيان الى انه هل يقبل العالم والدول الاسلامية قتل الاطفال والنساء والابرياء وتدمير المستشفيات والمدارس والمساكن ومنع المساعدات الانسانية؟ و كيف يمكن لهذا العالم الذي يدعي التحضر أن يرى هذه الجرائم ويصمت؟ ،مضيفا انه ينبغي على الدول الاسلامية أن تتكاتف وان تكون صوت الشعب الفلسطيني واللبناني لايصال مظلوميتهم الى العالم.

واضاف ان اليوم لم ترتفع أصوات الشعوب الإسلامية فحسب، بل حتى شعوب أوروبا وأمريكا نفسها، احتجاجا على هذه الجرائم ، متعجبا من تصرفات وصمت الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان تجاه قتل الابرياء ، مضيفا لا بل اكثر ان بعض هذه الدول تعلن وبكل صراحة ودون خجل في وسائل إعلامها أن الذين يتم قتلهم ليسوا بشرا؛ والعالم رغم سماعه لهذه الكلمات قابع في صمت محدق.

واستطرد مؤكدا على استعداد ايران ، التي تنظر إلى جميع الدول المجاورة كإخوة وأصدقاء، وبكل صدق وجدية على التعاون وعقد ميثاق الأخوة والسلام والتعاون مع الدول الإسلامية، مستشهدا بحديث للامام علي (ع) في وصيته في نهج البلاغة: “الله الله في جيرانكم، فانهم وصية نبيكم”، مؤكدا على احترام ايران لوحدة أراضيهم واستقلالهم وعلى سعيها لإقامة علاقات وثيقة معهم على أساس العقيدة الإسلامية والأخوة والوحدة.

وردا على سؤال حول تعزيز ايران تعاونها مع الدول الكبرى مثل الصين وروسيا، في حين تحاول في الوقت نفسه إقامة توازن القوى مع الدول الغربية، اوضح بزشكيان ان ايران تعتمد إقامة علاقات وتعاون مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والعادلة بينها وبين الدول الأخرى باستثناء الكيان الصهيوني.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
إرنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى